احتقان بين الجاليتين الهندوسية والمسلمة يدخل البلبلة على شوارع ليستر وسط إنكلترا

شهدت الأسابيع الماضية تصاعد الاحتقان في شوراع مدينة ليسر بين أفراد الجاليتين المسلمة والهندوسية. صورة من حساب @Majstar7 على تويتر.
شهدت الأسابيع الماضية تصاعد الاحتقان في شوراع مدينة ليسر بين أفراد الجاليتين المسلمة والهندوسية. صورة من حساب @Majstar7 على تويتر. © @Majstar7

أظهر عدة مقاطع فيديو تم التقاطها في كدينة ليستر الإنكلزية في 28 آب/ أغسطس 2022 مجموعات من الشباب كانوا في معظمهم ملثمين ويقدمون أنفسهم على أنهم من الهندوس والمسلمين ينزلون إلى الشوارع للعراك فيما بينهم. وأخذ الاحتقان في التصاعد خلال الأسابيع الماضية بالخصوص على وقع خلافات جيوسياسية. ورغم دعوات إلى التهدئية من قادة الطائفتين الدينيتين، يخشى كثيرون، على غرار مراقبنا، من أي يتم استئناف المواجهات العنيفة خلال الأسابيع المقبلة.

إعلان

في تجمع يوم الإثنين 19 أيلول/ سبتمبر الجاري أمام مسجد "جايم" في مدينة ليستر التي تقع وسط إنكلترا، دعا قادة الجاليتين المسلمة والهندوسية إلى التهدئة. ويأتي ذلك بعد عدة أسابيع من الاحتقان والعنف الذي تورط فيه شباب هندوس ومسلمون. وطلب القادة الدينيون من الجاليتين "إلى عموم باثي الكراهية إلى ترك مدينتهم في هدوء". وفي نفس الوقت - وفي الوقت الذي يستمر فيه نشر الأخبار الكاذبة من قبل المتطرفين من الجانبين- أخذ هذا الاحتقان طابعا جيوسياسيا. حيث أصدر كل من السفارتين الهندية والباكستانية في لمدن بيانين تعقيبا على الأحداث الماضية. ونددت الهند من جانبها بـ"العنف ضد الجالية الهندية" فيما تحدثت باكستان تكشف عن "كره للإسلام".

"كثيرون وجهوا الاتهام للجالية الهندية، لكن كثيرا من المعتدين كانوا من أنصار إر إس إس RSS"

يتخوف مراقبنا دي بالتل، الذي يعيش في مدينة ليستر منذ نحو 15 عاما، مما هو آت، وذلك في الوقت الذي بدأت في الاحتقان في التصاعد من دديد في المنطقة، يوم الثلاثاء 20 أيلول/ سبتمبر، وذلك أمام معبد "سميثويك" للهندوس في إحدى ضواحي مدنية بيرمينغهام القريبة. حيث يقول مراقبنا:

في مدين ليستر، لم تحدث الكثير من المواجهات منذ يوم الأحد [فريق التحرير: 18 أيلول/ سبتمبر] وأعتقد أن الأمر سيبقى هادئا خلال الأيام المقبلة. ولكن تم تداول عدد كبير من الرسائل الصوتية على نطاق واسع عبر مجموعات طائفية على واتساب ما ترك انطباعا بأن الأمر لم ينته بعد.

في 28 آب/ أغسطس الماضي، في حدي بيلغراف، في شرق ليسر، نزل عشرات الرجال بينهم من كان يحمل أعلام الهند بعد فوز منتخب بلادهم ضد باكستان في كأس آسيا للكريكت. وبينما كان الشباب يصيحون "الموت لباكستان"، كان الحشد يواصل سيره فيما هاجم عدد كبير من الأفراد بعنف رجلا ينتمي لطائفة السيخ وكان حاضرا في مكان غير بعيد.

Le cortège est entouré par quelques policiers, vraisemblablement trop peu pour gérer les débordements. ©@SAMRIReports

موكب المناصرين كان محاطا برجال الشرطة والذي يبدو أن عددهم كان قليلا جدا لكي يكونوا قادرين على صد أي تجاوزات, صورة من حساب @SAMRIReports على تويتر.

 

وتم تقديم هذه الحادثة على أنها نقطة البداية للاحتقان بين الجاليتين الذي يضرب المدينة الواقعة وسط إنكلترا، فيما يؤكد آخرون كثر أن الأمر كان يتعلق باشتباك بين الجاليتين المسلمة والهندوسية.

وينفي مراقبنا هذه الرواية للأحداث حيث يقول:

تعد مدينة ليستر مختلطة نوعا ما. وعكس عدة مدن أخرى، يعيش الناس جنبا إلى جنب هنا من هندوس ومسلمين. ولم يحدث أي نوع من المشاكل خلال السنوات الخمسين الماضية [فريق التحرير: تاريخ أول موجة للهجرة الهندية إلى إنكلترا]. بدأ أول نوع من الاضطراب في شهر أيار/ مايو الماضي، عندما تعرض مراهق للاعتقاد على يد نحو ثلاثين شخصا. ووجه كثير من الناس الاتهامات للجالية الهندوسية، ولكن المعتدين كانوا من أنصار جامعة إر إس إس RSS.

وجماعة  إر إس إس " “Rashtriya Swayamsevak Sangh” (راشتريا سوايسفاك سانغ" هي تنظيم شبه عسكري قومي متطرف من الهندوس، التي ينتمي إليها هؤلاء الشباب، كانت مسؤولة عن اغتيال المهاتما غاندي على سبيل المثال.

المتطرفون متورطون في أحداث العنف

وبعد أحداث 28 آب/ أغسطس الماضي ورغم بعض الحوادث المتفرقة، بدا وكأن الهدوء عاد إلى المدينة.

ولكن الأمور تدهورت من جديد يوم السبت 17 أيلول/ سبتمبر، على إثر مسيرة غير معلن  مسبقا لشباب هندوس متطرفين.

Des centaines de jeunes hommes, masqués et cagoulés pour la plupart, se sont rassemblées dans l’est de Leicester.
Des centaines de jeunes hommes, masqués et cagoulés pour la plupart, se sont rassemblées dans l’est de Leicester. © @Majstar7

مئات من الشباب، ملثمون ومقنعون في معظمهم، أثناء تجمعهم في شرق مدينة ليستر الإنكليزية. صورة من حساب @Majstar7 على تويتر.

 

وتنقل موكب المسيرة إلى شرق المدينة، في منطقة سكنية ذات غالبية مسلمة. وكان المتظاهرون الذي جاء بعضهم من لندن يصرخون شعار "جاي شري رام Jai Shri Ram" وهو شعار هندوسي يعني "المجد للرب رام" والذي تحول لرمز لكره المسلمين في الهند.

Le slogan “Jai Shri Ram”, repris à Leicester le 17 septembre, était scandé par les membres du RSS lors d’attaques de manifestants opposés à la réforme de la citoyenneté indienne en 2020.

ترديد شعار "جاري شري رام Jai Shri Ram" في مدينة ليستر في 17 أيلول/ سبتمبر 2022 من قبل أعضاء جماعة إر إ إس خلال اعتدائهم على متظاهرين مناوئين لإصلاح قانون "المواطنة الهندية" خلال سنة 2020.

 

Mobilisés pour sécuriser les obsèques de la reine, les forces de l’ordre étaient en sous-nombre samedi 17 septembre pour tenter d’empêcher les violences, comme ici sur Green Lane Road.

في خضم انشغالها بتأمين مراسم تشييع الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، كانت قوات الأمن الإنكليزية تعاني من نقص كبير في الأعوان يوم السبت  17 أيلول/ سبتمبر حتى تتمكن من منع حدوث أعمال عنف، على غرار ما حدث هنا في منطقة غرين لاين رود Green Lane Road.

 

وخرجت مظاهرة مضادة من أفراد الجالية المسلمة كرد فعل على الأولى.

Séparés des extrémistes hindous par la police, certains contre-manifestants étaient également armés de bâtons (en rouge ici).
Séparés des extrémistes hindous par la police, certains contre-manifestants étaient également armés de bâtons (en rouge ici). © @Majstar7

بعد فصلهم على يد الشرطة عن المتطرفين الهندوس، خرجت بعض المسيرات المضادة للجالية المسلمة وكان الشباب مسلحين بالعصي (باللون الأحمر هنا). صورة من حساب @Majstar7 على تويتر.

 

وفي وقت متأخر من ذلك المساء، خرجت مسيرات مضادة أخرى لمواجهة موكب المتطرفين الهندوس، حيث واصلت الشرطة الإنلكيزية فصل الطرفين عن بعضهما. وتم إلقاء عدد كبير من المقذوفات، على غرار القوارير الزجاجية، من الطرفين.

ويوضح دي باتل ما حدث في ذلك المساء قائلا:

التحق شباب غاضب بالمسيرات المسلمة المضادة خلال الليل وكانوا من الشباب الذين جاؤوا للعراك. جاء عدد كبير منهم من مدينة بيرمنغهام القريبة، حيث تم تخريب معبد للهندوس وتهشيم بلور سيارات.

Deux manifestants brûlent un drapeau hindou, alors que d’autres vidéos montrent un manifestant arraché un autre drapeau devant le temple.
Deux manifestants brûlent un drapeau hindou, alors que d’autres vidéos montrent un manifestant arraché un autre drapeau devant le temple. © @SarahLGates1

متظاهران يحرقون علما هندوسيا فيما أظهرت مقاطع فيجية أخرى ينزع علما آخر من أمام المعبد الهندوسي.

 

يريد أنصار جماعة "إر إس إس" العودة من جديد. عدد كبير منهم يعتقدون أم تصاعد الاحتقان مرتبط برياضة الكريكت، وهو ما جعلهم لا يخرجون في المسيرة. ولم يعد الأمر كذلك الآن، لقد فهموا لب الموضوع وهم مستعدون للخروج إلى الشوارع. في المحصلة، المشكل لا يتعلق أبدا بالكريكت بل بجماعة إر إس إس.

يوم الأربعاء 21 أيلول/ سبتمبر 2022، أعلنت شرطة "ليستر شاير" أنه تم إيقاف 47 شخصا منذ بداية الاحتقان بين الجاليتين في نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي.