فرنسا: هل تم إلغاء أوراق تصويت لصالح مرشح للانتخابات الرئاسية إيريك زمور بسبب بقع رمادية؟
نشرت في: آخر تحديث:
منذ يوم السبت 9 نيسان/ أبريل 2022، أي عشية الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، أكد مستخدمو إنترنت أن ناخبي مرشح اليمين المتطرف إيريك زمور كانوا ضحية لعملية تزوير انتخابي. وكدليل على ذلك، نشروا صورة في 10 نيسان/ أبريل لورقتي اقتراع باسم هذا المرشح، وقد ظهرت عليها بقعة رمادية صغيرة، معتبرين أن ذلك يمكن أن يكون سببا في إلغاء ورقة الاقتراع هذه إذا ما تم وضعها في الصندوق. ولكن هذه الاتهامات بالتزوير تعتبر خادعة حسب تأكيد اثنين من المختصين في القوانين الانتخابية.
عملية التحقق في سطور
- ندد مستخدمو إنترنت بعملية "تزوير" استهدفت نخابي مرشح اليمين المتطرف لانتخابات الرئاسة في فرنسا إيريك زمور. ونشروا صورة لورقتي اقتراع لصالح هذا المرشح وقد بدت عليها بقع رمادية صغيرة، معتبرين أنها يمكن أن تكون سببا في إلغاء أوراق اقتراع.
- أكد مختصان في القانون الانتخابي أن هاتين الورقتين لا يمكن مبدئيا أن يتم إلغاؤهما.
- يتم الاحتفاظ بأوراق التصويت الملغاة ويمكن للناخبين القيام باعتراض في يوم التصويت
عملية التحقق بالتفصيل
"انتبهوا لهذا التزوير. من مجمل 12 مرشحا، فقط أوراق التصويت "زد" كانت عليها علامة. خذوا أوراق أخرى" هذا ما حذر منه مستخدم إنترنت في صبيحة يوم 10 نيسان/ أبريل يوم التصويت في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وأرفق صاحب الحساب، الذي ينشر محتويات مساندة لمرشح اليمين المتطرف إيريك زمور، صورا لورقتي اقتراع باسم إيريك زمور وقد بدت عليهما بقع رمادية صغيرة، كانت إحداهما أكبر بقليل من الأخرى.
وقد حصد منشور هذا الحساب أكثر من 1700 علامة إعجاب.
#RadioLondres Attention fraude. Sur 12 candidats, seuls les bulletins Z avaient un marque. Prenez les vôtre 😉 pic.twitter.com/sUpb7UJyZu
— Patriote (@Pierre___A) April 10, 2022
كما تم التطرق إلى اتهامات مشابهة بتزوير أوراق اقتراع باسم إيريك زمور في منشورات على فيس بوك عشية الدورة الأولى من الانتخابات على غرار هذا المنشور وذاك.
ويندد أصحاب هذه المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بعملية إلغاء أوراق تصويت لصالح زمور، لأنها كانت "مقطعة" أو "تم وسهما بالقلم" من دون نشر صوت أو أدلة إثبات أخرى.
وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، قال كريستوف بيشون المحامي المتخصص في القانون الانتخابي في مكتب كورني فانسون سيغورال للمحاماة، أنه لا يمكن مبدئيا القول بأنه سيتم إلغاء أوراق التصويت هذه.
مبدئيا لا يمكن إلغاء أوراق التصويت هذه، فعملية إلغاء ورقة تصويت تترك لتقدير مراقبي الانتخابات. وينص القانون الانتخابي في فرنسا على أنه يمكن إلغاء أوراق التصويت في حالة حملها لإشارة مكنوبة يمكن التعرف عليها. على سبيل المثال، فإن رسم صليب بقلم الحبر يمكن أن يتسبب في إلغاء التصويت. ولكن نقطة بقلم حبر أو بقعة صغيرة على ورقة التصويت على غرار الحالة التي نتحدث عنها، يمكن أن نرى أن هذه البقع لم تتم إضافتها عمدا وأنها لا تحمل أية رسالة وهي ليست ذات مغزى يمكن أن تسبب في إلغاء صوت انتخابي
وحسب كريستوف بيشون، فإن حالتي خلل في عملية طباعة أوراق التصويت أجبرت المجلس الدستوري على إصدار أمر في سنتي 1967 و1981، وفي الحالتين أقر المجلس أن الخطأ المطبعي لا يؤدي إلى إلغاء الأصوات المعنية.
وفي اتصال أيضا لفريق تحرير مراقبون فرانس24، قالت فاليري فاروجيا المحامية المتخصصة في القانون الانتخابي، إن "ورقتي التصويت الموجودتين في الصورة لا يمكن أن يتم إلغاء احتسابهما". وتوضح فاروجيا أن مجمل بطاقات التصويت التي يتم إلغاؤها، يُحتفظ بها بعد الاقتراع ويتم تجميعها في المجلس الدستوري. كما يمكن للناخبين الاعتراض على عملية إلغاء ورقة اقتراع في يوم الانتخابات، وأيضا يمكن للمرشحين ومحافظي الشرطة أن يسجلوا اعتراضا في مهلة 48 ساعة بعد الانتخابات.
وبالنسبة إلى جيريمي موالك، الباحث المتخصص في علم الاجتماع بجامعة إيفري الفرنسية، يبقى من الممكن في المقابل أن يتم إلغاء أوراق اقتراع تحمل علامات صغيرة. ونشر الباحث على تويتر أوراق اقتراع ملغاة، وجدها في أرشيف إقليم "لواز" (تعود إلى ما قبل سنة 2010). وأوضح موالك في تصريح لفريق تحرير مراقبون فرانس24، أنه رأى في الأرشيف عددا كبيرا من أوراق التصويت الملغاة التي تحمل بقعا أو علامات صغيرة مشابهة لتلك الموجودة في أوراق التصويت لصالح زمور.
ورغم اتصال فريق تحرير مراقبون بها، لم ترد الهيئة الوطنية في فرنسا لمراقبة الحملات الانتخابية على أسئلتنا.
وحسب وزارة الداخلية الفرنسية، فإن مجموع الأصوات الملغاة في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية لسنة 2022 لم تتجاوز ما نسبته 0.5 بالمئة من مجمل الأصوات المدلى بها. كما أن الأصوات لصالح مرشح اليمين المتطرف لم تمثل سوى 5.1 بالمئة منها فيما كانت نسبة أوراق إيمانويل ماكرون منها 20,1 بالمائة و16.7 بالمئة منها كانت لمارين لوبان.