فيروس كورونا: هذه الصورة لا تدل على خلو مراكز التطعيم الفرنسية

هذه التغريدة على تويتر في 13 أيار/ مايو تتناول صورة قديمة. صورة مراقبون.
هذه التغريدة على تويتر في 13 أيار/ مايو تتناول صورة قديمة. صورة مراقبون. © Twitter

تظهر صورة نشرت على توتير في منتصف أيار/مايو ممشى مركز تطعيم لقاحات مضادة لفيروس كورونا في فرنسا فارغا تماما في ظل عدم موجود مقبلين على اللقاح حسب صاحب التغريدة. ويندد المصور الذي التقط الصورة بإخراجها من سياقها بهدف "نشر أخبار كاذبة".

إعلان

"إنها الساعة السادسة مساء، في أحد مراكز التطعيم..." هذا ما يقوله هذا المنشور على تويتر الذي نشر في منتصف أيار مايو على حساب فرنسي. وهو تعليق يريد نشر الاعتقاد بأن مراكز التطعيم لا تلقى إقبالا كبيرا وهو ما أكدته تعليقات نشرها مستخدمو تويتر تحت هذا المنشور. "إنها صحراء التلقيح" هذا ما كتبه أحدهم. فيما قال آخر ساخرا: "هذا هو إذا تهافت الشباب على مراكز التلقيح".

وتقول التغريدة أن الصورة التقطت في ساعة ويوم نشرها على وسيلة التواصل الاجتماعي هذه أي يوم 18 أيار/ مايو عند الساعة السادسة مساء. ولكن ما حقيقة هذه الصورة.

"وقت انتظار قصير للأشخاص القادمين من دون شهادة طبية"

ويمكن بحث عكسي عن الصورة (نفسر هنا طريقة القيام بذلك) من العثور على نسخ أخرى للصورة على مواقع وسائل إعلام فرنسية. على سبيل المثال، نشرها موقع فرانس أنفو في مقال يوم 29 نيسان/ أبريل تحت عنوان "بالرغم من أنهم ليسوا من أصحاب الأولوية، الشبان ينتظرون بفارغ الصبر دورهم لتلقي اللقاح" مشيرا إلى أنها "صورة من مركز تلقيح".

وتشير حقوق الصورة إلى أنها ملك وكالة التصوير الصحي ماكس بي بي والتقطها المصور كونتان توب. اتصل فريق تحرير مراقبون بهذا المصور الصحافي المستقل الذي يعمل في منطقة باو (إقليم بيرني الأطلنطي) ويعمل لصالح صحيفة سود أواست المحلية ووكالة دالام بالخصوص.

وقد فسر لنا كونتان أن هذه الصورة تمثل واحدة من سلسة صور التقطها أثناء القيام بريبورتاج حول مركز التلقيح في مدينة باو جنوب غرب فرنسا ومن بين هذه الصور تلك التي نشرت في مقال بتاريخ 7 نيسان/ أبريل. ويؤكد ذلك المقال الذي جاء بعنوان في مركز التلقيح، الحقنة تتم في الذراع" وأنه يتم تطعيم 1100 شخص يوميا في مركز التلقيح في مدينة باو في تلك الفترة. وهو ما يعني أننا بعيدون كل البعد عن فكرة مراكز التطعيم الفارغة.

وفي بداية شهر نيسان/ أبريل، لم يكن التلقيح متاحا في فرنسا إلا للأشخاص الذين يتجاوز عمرهم 70 سنة وللأشخاص الذين يفوق سنهم 50 عام ويعانون من أمراض مزمنة. وهو ما يعني أن معظم الأشخاص يتنقلون إلى الأماكن المخصصة للتطعيم مع شهادة طبية منحها لهم طبيب عام.

أما الممشى الذي رأيناه في الصورة فهو يتعلق بالأشخاص الذين جاؤوا لتلقي اللقاح دون أن تكون معهم شهادة طبية: حيث يقول كونتان بو "إنها المنطقة الذي ينتظر فيها المرضى قبل تلقي اللقاح وذلك بعد مرورهم بالفحص الطبي''. وبما أن عدد المرضى في مثل هذه الحالات يبقى نادرا فلم يكن هناك الكثير من الناس بالانتظار على الكراسي.

ويتأسف المصور الصحافي من أن يتم إخراج صورته عن سياقها على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تعليق مضلل. حتى أنه "طلب من صاحب الحساب حذف هذه التغريدة لأنها -وبغض النظر عن أنها تنشر خبرا كاذبا- تتعلق باستخدام صورته من دون إذنه".