خبر كاذب

فيروس كورونا: هل تم استخدام إبر مزيفة لـ"تلقيح" الشخصيات المعروفة والسياسيين؟

يؤكد بعض مستخدمي الإنترنت أنه من المرجح استخدام إبر مزيفة خلال تلقيح الشخصيات السياسية.
يؤكد بعض مستخدمي الإنترنت أنه من المرجح استخدام إبر مزيفة خلال تلقيح الشخصيات السياسية. © ح.م

في الوقت الذي بدأت فيه عدة دول حملات التلقيح ضد فيروس كورونا، يتم تداول معلومات كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تزعم صور واسعة الانتشار أن الشخصيات السياسية تتلاعب بعقول الناس وتتظاهر بتلقي اللقاح المضاد للفيروس. فريق تحرير مراقبون فرانس24 تحقق من أربع من هذه الإشاعات.

إعلان

أعطت الوكالة الأوروبية للأدوية هذا الإثنين 21 كانون الأول/ ديسمبر الترخيص للقاح مضاد لفيروس كورونا الذي طوره مخبرا فايزر الأمريكي وبايونتيك الألماني. وهو ما يفسح المجال لانطلاق قريب لعمليات التلقيح في دول الاتحاد الأوروبي قبل نهاية العام الجاري. فيما بدأت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا بالفعل في عملية التلقيح.

ولكن المخاوف بشأن حملات التلقيح ما زالت كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أدت الأخبار الكاذبة والمعلومات غير الدقيقة إلى تصاعد الشكوك. وأمام هذه الهواجس، سارع عدد كبير من المسؤولين والمنتخبين إلى إبداء استعدادهم لتلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا علنا بهدف حث مواطنيهم على الإقبال عليه.

في إسرائيل، أعطى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو السبت 19 كانون الأول/ ديسمبر إشارة الانطلاق لحملة التلقيح من خلال تلقي لقاح فايزر- بايونتيك مباشرة على كل قنوات التلفزيون في مطلع النشرات الإخبارية المسائية.

هل تم استخدام إبر قابلة للسحب؟

لكن وبالنسبة إلى عدد من مستخدمي الإنترنت، فإن هذا النهج ليس كافيا. ففي بداية كانون الأول/ ديسمبر، يظهر مقطع فيديو، نشر على فيسبوك على حسابات ناطقة بالإنكليزية والفرنسية، رجلا أمريكيا يعرض إبرة حقن قابلة للسحب.

"قريبا، سيبدأ الفنانون وبعض أعضاء الحكومة في إعطاء المثال من خلال تلقي اللقاح، ولكن تذكروا هذا الفيديو، أليس كذلك؟ فنتذكر أنهم يلعبون دور الممثل، دور سيء كما يحدث في السينما." هكذا قال مستخدم الإنترنت هذا في عنوان الفيديو المنشور يوم 3 كانون الأول/ ديسمبر ويؤكد مستخدم آخر: "هكذا سيجعلونكم تصدقون أنهم تلقوا اللقاح".

صورة شاشة ملتقطة من منشور بتاريخ 3 كانون الأول/ ديسمبر.
صورة شاشة ملتقطة من منشور بتاريخ 3 كانون الأول/ ديسمبر. © حقوق الصورة محفوظة.

 

صورة شاشة مأخوذة من منشور بتاريخ 6 كانون الأول/ ديسمبر.
صورة شاشة مأخوذة من منشور بتاريخ 6 كانون الأول/ ديسمبر. © حقوق الصورة محفوظة.

ولكن الإشكال يتمثل في أن هذا الفيديو تم إخراجه من سياقه. فقد تمكن زملاؤنا من صحيفة 20 مينوت الفرنسية من العثور على الفيديو الأصلي: وقد تم تصويره من قبل سكوت ريدر، وهو عامل أكسيسوار في السينما. ونشر على تطبيق تيك توك وعلى حسابه في إنستاغرام في شهر أيلول/ سبتمبر. ويقدم خلال هذا الفيديو ثلاثة "أكسيسوارات قابلة للسحب" وهي سكين ومعول ثلج وإبرة حقن. ولم تتم الإشارة أبدا إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا. وخلال اتصال مع صحيفة 20 مينوت، يقول سكوت ريدر أن هذا المقطع تم استخدامه من دون موافقته وأنه "لا يدعم بأي شكل من الأشكال النظريات التي يتبناها من قاموا بإخراجه من سياقه".

إبرة حقن.. قابلة للاختفاء؟

وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر، تم تداول فيديو ثاني، تم اقتطاعه من تقرير لقناة بي بي سي البريطانية، من قبل مستخدمي إنترنت ناطقين بالإنكليزية على وسائل التواصل الاجتماعي (أنظر هنا وهنا). ونرى من خلاله ممرضة تقوم بحقن مريض. وبعد سحب الحقنة، بدا وكأن الإبرة قد اختفت. "ما الذي حدث للإبرة؟" يتساءل مستخدم إنترنت على تويتر يوم 19 كانون الأول/ ديسمبر، فيما يعلق مستخدم آخر :"أنظروا إلى هذا! الإبرة تختفي عند إخراجها من الجسم. أنظروا إلى أي حد يعتقدون أنكم حمقى".

صورة شاشة ملتقطة من منشور بتاريخ 19 كانون الأول/ ديسمبر. وحصد هذا الفيديو أكثر من 500 ألف مشاهدة.
صورة شاشة ملتقطة من منشور بتاريخ 19 كانون الأول/ ديسمبر. وحصد هذا الفيديو أكثر من 500 ألف مشاهدة. © حقوق الصورة محفوظة.

بالرغم من ذلك، يؤكد عدد كبير من مستخدمي الإنترنت من خلال التعليقات بأن الإبرة موجودة فعلا. وعلى يوتيوب، يمكن لنا في الحقيقة العثور على عدة مقاطع فيديو، صورها صانعو المعدات الطبية، تظهر إبر حقن قابلة للسحب (أنظر هنا وهنا أو هنا). وعندما تتم عملية الحقن، تدخل الإبرة من تلقاء نفسها في الحقنة. وهو ما يمكن من حماية الإطار الطبي من جروح أو عدوى محتملة.

هل تظاهر عمدة لندن بأنه تلقى اللقاح المضاد لفيروس كورونا؟

كما أن صورة أخرى تم تداولها على نطاق واسع: وتظهر عمدة مدينة لندن صديق خان يستعد لتلقي اللقاح. إلا أن إبرة الحقن كانت مغطاة هذه المرة بغلاف. "عمدة لندن تلقى اللقاح المضاد لفيروس كورونا (...) لكنه نسي سحب الغطاء الذي يحمي الحقنة. إنهم يعتبرونكم حمقى، ليس لديكم فكرة عن ذلك" هذا ما نقرؤه في هذه التغريدة على تويتر في 5 كانون الأول/ ديسمبر.

صورة شاشة من تغريدة على تويتر بتاريخ 5 كانون الأول/ ديسمبر.
صورة شاشة من تغريدة على تويتر بتاريخ 5 كانون الأول/ ديسمبر. © حقوق الصورة محفوظة.

هل كان ذلك من ضمن عمليات التمويه لدفع البريطانيين للإقبال على اللقاح المضاد لفيروس كورونا ولكن دون تلقي اللقاح بالفعل؟ كلا: فببحث عكسي للصورة يمكن ملاحظة أن هذه الصورة نشرت من عمدة لندن نفسه على حسابه على تويتر يوم 28 أيلول/ سبتمبر، أي قبل بداية حملة التلقيح ضد فيروس كورونا في المملكة المتحدة التي انطلقت يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر. وفي منشوره على تويتر، يدعو صديق خان مواطنيه للإقبال على التلقيح...ضد الأنفلونزا.

وفي شهر أيلول/ سبتمبر، تساءل عدد من مستخدمي الإنترنت في المقابل عن حقيقة هذه الصورة، التي تظهر فعلا إبرة مغطاة بغلاف.

"صورة مثيرة للاهتمام. الإبرة مازالت مغطاة ولا يمكن لك تلقي الحقن على قماش القميص. هل تلقيت اللقاح فعلا؟"
"صورة مثيرة للاهتمام. الإبرة مازالت مغطاة ولا يمكن لك تلقي الحقن على قماش القميص. هل تلقيت اللقاح فعلا؟" © حقوق الصورة محفوظة.

وفي اتصال مع صحيفة لو موند الفرنسية، أكد مكتب صديق خان أن صورة العمدة وصورة الحقنة تم التقاطهما في تاريخين مختلفين. حيث يؤكد المتحدث باسم عمدة لندن للصحيفة أن صديق خان تلقى فعلا اللقاح المضاد للأنفلونزا في 28 أيلول/ سبتمبر، لكن الصورة تم التقاطها قبل ذلك التاريخ.

في المحصلة، لا توجد أية علاقة بين الصورة واللقاح المضاد لفيروس كورونا. بل تم التقاطها في إطار حملة توعوية للتلقيح ضد الإنفلونزا، الذي حُقن به عمدة لندن نفسه. ولكن في المقابل، فإن الصورة تعرضت لعملية تركيب ما غذى الشكوك لدى الناس.

وغالبا ما يتم تتبع عمليات التلقيح العلنية عن قرب من قبل مستخدمي الإنترنت المتخوفين من اللقاح. فخلال الصيف الماضي، وتحديدا في أستراليا، لاقى مقطع فيديو، يزعم أن رئيسة الوزراء أناستاسيا بلاتشوف قامت بالإيهام بأنها تلقت اللقاح، انتشارا واسعا على الإنترنت. وهذه المرة أيضا، فإن الصورة تظهر حقن مغطاة بغلاف. وتوضح خدمة التحقق من الأخبار في وكالة الصحافة الفرنسية "في ميزان فرانس برس" في مقال لها أن رئيسة الوزراء تلقت اللقاح فعلا، لكنها وضعته جانبا فيما بعد... حتى يتمكن المصورون من التقاط صور للعملية.

تقرؤون أيضا على موقع مراقبون:

1-هذا التقرير المصور لا يظهر رجلا يصاب بوعكة صحية بعد تلقى لقاح ضد فيروس كورونا

2- هذه المرأة لم تتلق اللقاح المضاد لفيروس كورونا "مرتين"

3-لقاح فيروس كورونا: هل تبعث الحالات الأربع المكتشفة لشلل نصفي في الوجه على القلق؟

وفي حالة وجود شك لديكم بشأن منشور اعترضكم على وسائل التواصل الاجتماعي لا تترددوا في الاتصال بفريق تحرير مراقبون فرانس 24 عبر البريد الإلكتروني (observateurs@france24) أو على صفحاتنا على فيسبوك أو تويتر.