هذا التقرير المصور لا يظهر رجلا يصاب بوعكة صحية بعد تلقي لقاح ضد فيروس كورونا
نشرت في: آخر تحديث:
في الوقت الذي بدأت فيه عدة دول حملات التلقيح ضد فيروس كورونا، يتم تداول معلومات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي: حيث أبدى مستخدمو إنترنت قلقهم من أعراض جانبية محتملة أو يتهمون وسائل الإعلام بالكذب بشأن موضوع الأشخاص الذي تلقوا التلقيح. فريق تحرير مراقبون فرانس24 تحقق من ثلاث من هذه الإشاعات. وأولها: هل أن هذا الرجل تعرض فعلا لوعكة صحية بعد حقنه باللقاح؟
بدأت بريطانيا يوم الثلاثاء 8 كانون الأول/ ديسمبر حملة تلقيح ضد فيروس كورونا من إنتاج المخبر الأمريكي "فايزر" وشريكه الألماني "بايونتيك". ثم تبعتها الولايات المتحدة وكندا في نفس الخطوة في 14 كانون الأول/ ديسمبر. كما أعطت كل من البحرين والمكسيك الترخيص للقاح "فايزر-بايونتيك".
من جانبها، أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية (إي أم أي) في غرة كانون الأول/ ديسمبر أنها تلقت طلبات للترخيص للقاح "فايزر-بايونتيك" ولقاح مخبر "موديرنا" الأمريكي في القارة الأوروبية. ومن المفترض أن تعلن الوكالة الأوروبية عن قرارها بشأن اللقاح الأول في 29 كانون الأول/ ديسمبر وفي 12 كانون الثاني/ يناير فيما يخص اللقاح الأمريكي.
لكن الشائعات تعزز جوا من انعدام الثقة.
-
رجل يتقيأ بعد تلقيه لقاحا ضد فيروس كورونا؟ غير صحيح
في يوم الإثنين 14 كانون الأول/ ديسمبر، بدأ فريق تحرير مراقبون في التحقق من مقطع فيديو: ويبدو أن هذا المقطع صور في مركز تلقيح ويظهر رجلا يسقط من كرسيه، بسبب حقنه باللقاح حسبما يذكر المنشور. وعلى فيس بوك، يقول منشور لهذا الفيديو نُشر يوم 12 كانون الأول/ ديسمبر وحصد أكثر من 15 ألف مشاهدة. وكتب على الفيديو ما يلي: "آثار لقاح كوفيد-19 صوتا وصورة"
صورة شاشة من الفيديو المنشور يوم 12 كانون الأول/ ديسمبر على فيس بوك. صورة دي أي.
وبالرغم من ذلك فإنه من السهل العثور على أصل هذا الفيديو وذلك ببساطة بفضل المصدح الظاهر في الثانية 23 من الفيديو: وهو مصدح أر تي أ تي في أي، وهي قناة تلفزيونية من بلجيكا ولوكسمبورغ. ومن خلال كتابة أر تي أل تي في أي و "مركز تلقيح" على محرك غوغل، من الممكن العثور، ومنذ نتائج البحث الأولى، عن التقرير المصور كاملا.
وفي الحقيقة، دار هذا المشهد في مركز تلقيح ضد فيروس كورونا قيد الاختبار في منطقة شاربيك في العاصمة البلجيكية بروكسيل. وحسبما يذكره الصحافي الذي يقرأ التقرير، فإن الأشخاص الذين يظهرون في التقرير هم ممثلون، تمت دعوتهم للعب دور ملقحين في المستقبل. ويقدم هؤلاء الممثلون شهادة تسجيل، ويخضعون لقياس درجة الحرارة، وثم يتلقون تلقيحا... مزيفا. وكان الهدف من هذه العملية تنظيم عملية تدفق الناس عند تلقي اللقاح بشكل فعلي.
إذا فإن الشخص الذي رأيناه بصدد التعرض لوعكة صحية ليس إلا ممثلا يلعب دور التعرض لطارئ صحي. ووضح التقرير المصور أنه في صورة حدوث مثل هذا الأمر، سيكون بالإمكان تدخل طبيب حاضر في عين المكان للتكفل بمثل هذه الحالات.
كما أن التعرض لقلق بدني بعد عملية التطعيم ليس بالضرورة مؤشرا على أن اللقاح خطير. وفي نص بشأن ردود الفعل الثانوية للقاحات منصة إنفوفاك المختصة في اللقاحات – لا علاقة له باللقاح ضد فيروس كورونا- فإنه يبقى من الممكن أن تحدث حالة "إغماء وعائي مبهمي" بعد تلقي لقاح ما. ويوضح مركز اللقاحات الدولية أير-فرانس أيضا على موقعه أن الخوف من فكرة تلقي لقاح يمكن أن تؤدي إلى حالة "الإغماء الوعائي المبهمي".
وفي التقرير المصور الذي عرضته مجموعة أر تي أل تي في إي الإعلامية، يشير طبيب عام أيضا إلى أنه يمكن حدوث آثار "عدوى بسيكولوجية شيئا ما": "هذا ما لاحظناه في بعض الأحيان خلال تدخلات الطب المدرسي: فعندما نلقح فصلا ما نجد أنفسنا مع أربع أو خمس أو ست حالات إغماء بالرغم من أننا نقدم نفس اللقاح. إنه لقاح بسيط ضد الكزاز، وهو تطعيم نقوم به بشكل دوري دون أن يثير مشكلا".
وقامت الوكالة الأمريكية للأدوية (إف دي آي) بتحليل النتائج التي جمعتها مخابز "فايزر وبايونتيك" خلال مرحلة التجارب السريرية. وفي وثيقة لنفس الوكالة بتاريخ 10 كانون الثاني/ ديسمبر، تم الإشارة إلى أهم الأعراض الجانبية لعدد كبير من المرضى وهي التعب وآلام الرأس والقشعريرة وآلام العضلات والحمى.
كما عبر بعض مستخدمي الإنترنت عن قلقهم من حالات "شلل بيل الرعاشي" بعد خضوعهم للتجارب السريرية للقاح "فايزر-وبايونتيك"، فيما اشتكى آخرون من "أكذوبة'' بخصوص الشخص الأول الذي تلقى اللقاح في المملكة المتحدة. ولمعرفة المزيد بإمكانكم الاطلاع يوم الأربعاء 16 كانون الأول/ ديسمبر على خبرين كاذبين آخرين تم التحقق منهما على موقعنا.
وفي حالة وجود شك لديكم بشأن منشور اعترضكم على وسائل التواصل الاجتماعي. لا تترددوا في الاتصال بفريق تحرير مراقبون فرانس 24 عبر البريد الإلكتروني (observateurs@france24) أو على صفحاتنا على فيس بوك أو تويتر.