الولايات المتحدة الأمريكية

تسجيل يثير غضب المعارضين للتشديد الأمني في المطارات

لا يزال تشديد الإجراءات الأمنية بالمطارات الأمريكية يثير ضجة كبيرة، وقد وصل الأمر إلى احتجاج ضد أجهزة المسح الضوئي يوم 24 نوفمبر بإشراف جمعيات الدفاع عن المسافرين. وقد زاد الطين بلة هذا التسجيل الذي يقوم فيه أحد أعوان الأمن في مطار سالت ليك سيتي بتفتيش طفل تفتيشا جسديا دقيقا.

إعلان

 

لا يزال تشديد الإجراءات الأمنية بالمطارات الأمريكية يثير ضجة كبيرة، وقد وصل الأمر إلى إطلاق حملة احتجاج ضد أجهزة المسح الضوئي يوم 24 نوفمبر بإشراف جمعيات الدفاع عن المسافرين. وقد زاد الطين بلة هذا التسجيل الذي يقوم فيه أحد أعوان الأمن في مطار سالت ليك سيتي (يوتا، غرب الولايات المتحدة) بتفتيش طفل تفتيشا جسديا دقيقا.

 

في ردة فعل على العملية الإرهابية الفاشلة يوم 25 ديسمبر 2009 على متن طائرة "بوينغ" التابعة لشركة الطيران "نورثوست أيرلاينز"، قامت إدارة أمن المواصلات الأمريكية بفرض أجهزة المسح الضوئي في المطارات تعزيزا لإجراءاتها الأمنية. إلا أن هذه الأجهزة لاقت استهجان الأمريكيين كونها كشف أجساد المسافرين عارية تماما أمام أعين رجال الشرطة، الأمر الذي لا يترك للمسافرين حلا آخر سوى الموافقة على تفتيش جسدي دقيق، لا يتردد خلاله رجال الأمن عادة من تلمس الأعضاء التناسلية أو أثداء المسافرات بإلحاح شديد.

 

وترجمت إحصاءات قامت بها يوم الثلاثاء 23 نوفمبر جريدة "لوس أنجلس تايمز" عن استياء 61% من الأمريكيين من تشديد الإجراءات الأمنية. ولم تتردد بعض النساء - ومن بينهن ضحايا الاغتصاب - في وصف هذه الممارسات بـ"ممارسة العنف على الطريق العام"، علاوة على المخاطر الصحية التي قد تتسبب فيها هذه الأجهزة.

 

ودفاعا عن استعمال أجهزة المسح الضوئي، أقر جون بيستول مدير إدارة أمن المواصلات في تدخل له أمام الكونغرس مطلع هذا الشهر أن المسافرين يحبذون دائما الصعود على متن طائرة تعرض ركابها إلى مسح ضوئي، متى تسنى لهم الأمر. لكنه في نهاية الأمر تراجع نسبيا أمام الغضب الجماهيري المتفاقم، معلنا أن هذه الإجراءات لن تطبق على قائدي الطيارين والأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة.

 

نشر هذا التسجيل Lukemtait "على موقع "يوتيوب.

تم نشر هذا المقال بالتعاون مع "لورينا غاليو"، صحافية في فرانس 24.

"إياكم وخصيتي !"

"جون تاينر" هو الآخر قام بتسجيل اشتباكاته مع رجال إدارة أمن المواصلات في مطار "سان دييغو" في 13 نوفمبر الفائت ونشرها على مدونته. عندما أبدى رفضه للخضوع إلى جهاز المسح الضوئي، طلب منه رجال الأمن القبول بتفتيش جسدي فأجاب مهددا :"إن تجرأتم على تلمس خصيتي، سأزج بكم إلى السجن". ومن يومها، أضحت الجملة "إياكم وخصيتي !" أحد شعارات الحملة ضد إدارة أمن المواصلات.

 

"أصر الضابط على محو هذا التسجيل للتستر على سوء تصرف زملائه"

  لوك هو من قام بتصوير هذا التسجيل يوم 19 نوفمبر ونشره على "يوتيوب"، مرفقا إياه بهذا التعليق:

 

تدور أحداث هذا المشهد في مطار سالت ليك سيتي يوم 19 نوفمبر المنصرم في حدود الساعة الثانية عشرة. قبل بدء التسجيل، لاحظت أن الطفل مر عبر جهاز كشف المعادن دون أن يتسبب ذلك في إطلاق جهاز الإنذار. رغم ذلك، طُلب منه الوقوف جانبا ليخضع لتفتيش جسدي. كان الولد خجولا أمام رجال الأمن. وقد شجعه والده أكثر من مرة على رفع يديه وإبعادهما عن جسده لا لشيء إلا لتسهيل عملية التفتيش. كانت تفصلني عنهم مسافة قصيرة ولذلك لم يتسن لي أن أسمع الحديث الذي كان يدور بينهم. كل ما يمكنني قوله هو أن والد الطفل أبدى انزعاجه الشديد من إصرار رجال الأمن ونزع قميص ابنه ليقدمه لهم. عندئذ بدأت التصوير.

 

بعد أن اجتزت البوابة المعدنية، اقتربت من الأب وابنه، فسارع أحد رجال الأمن في بدلته السوداء بعد أن مشاورة زملائه ليمنعني من التحدث إليهما.

 

وفي معزل عن بقية المسافرين، سألني الضابط عن السبب الذي جعلني أصور إجراءات الأمن. أجبته أنه لم يسبق لي أن رأيت تصرفات مشابهة تجاه طفل وهو ما دفعني إلى القيام بهذا التسجيل، فأصر على مشاهدة التسجيل لكني رفضت ذلك.

 

أصر الضابط على أن أمحو هذا التسجيل معتقدا أنني سأفعل لكنني رفضت رفضا قاطعا. كان يعلم جيدا أن تصرف رجال إدارة أمن المواصلات لم يكن مقبولا. وبعد أن انصرفت، اتصلت بشقيقي، فنصحني بنشر التسجيل على يوتيوب نظرا للجدال الذي أثاره في وسائل الإعلام استعمال أجهزة المسح الضوئي."