المملكة المتحدة

آلاف المسافرين يصطفون لعدة ساعات في انتظار القطار

 أيام قليلة فقط تفصل الأوروبيين عن عطلة عيد الميلاد التي سبقها سقوط كثيف للثلوج صعب أمور شركات النقل وعلى رأسها شركة "أوروستار" التي تربط قطاراتها بين باريس ولندن. وما كانت النتيجة إلا أن امتدت طوابير المسافرين في العاصمة البريطانية في انتظار القطار.

إعلان

شجرة الميلاد في محطة لندنية. نشر هذه الصورة على تويتر @jbnew.

 

أيام قليلة فقط تفصل الأوروبيين عن عطلة عيد الميلاد التي سبقها سقوط كثيف للثلوج صعبت أمور شركات النقل، وعلى رأسها "أوروستار" التي تربط قطاراتها بين باريس ولندن. وما كانت النتيجة إلا أن امتدت طوابير المسافرين في العاصمة البريطانية في انتظار القطار.

 

صفوف تمتد على مسافة كيلومترين وآلاف من الأشخاص بصدد الانتظار: هذا هو المشهد الذي اعترض المارين أمام محطة "سانت بانكرس" في لندن. فالتنقل إلى باريس أو بروكسل بات عسيرا جدا بعد أن طلبت شركة "أوروستار" من الركاب إرجاء رحلاتهم كـ"إجراء احتياطي" بسبب سوء الأحوال الجوية. هذا وقد نددت المفوضية الأوروبية بالفوضى التي اجتاحت المطارات الأوروبية ومحطات القطار في باريس ولندن في الأيام القليلة الماضية.

تسجيل لطوابير الانتظار

 كيني دوتي ممثل لندني كان على موعد في باريس في إطار التحضيرات لشريطه القادم، وقد اضطر لتأجيل رحلته إلى ما بعد حفلات عيد الميلاد ورأس السنة. نشر تسجيله على صفحات العديد من المواقع الإعلامية.

"استمر الانتظار طويلا وكان الأمر مضجرا للغاية"

توماس هيرمين طالب بلجيكي كان من المفروض أن يعود إلى بلده يوم الاثنين مساء.

 

وصلت المحطة صباح يوم الثلاثاء وبقيت في الانتظار إلى الساعة الثانية وثلاثين دقيقة بعد الظهر. أخبرني أحد موظفي شركة "أوروستار" بأن عدد المسافرين في صفوف الانتظار قد بلغ البارحة نحو تسعة آلاف مسافر. اندهشت لهدوء الوضع هنا، فلو حصل أمر مثل هذا في فرنسا أو في بلجيكا لكان الناس أكثر انفعالا. يبدو أن الهدوء البريطاني الأسطوري ليس ضربا من الخيال! من الطريف أننا كنا نتناوب لحراسة أمتعة المسافرين الذين كانوا يذهبون إلى المرحاض كل مرة. أتمنى فقط أنه سيتم تعويض ثمن ليلة النزل الإضافية التي دفعها لي والداي."

 

 نشر مراقبنا هذه الصورة على صفحته على موقع تويتر

 

 

 

"انتظرت طويلا وتعبت كثيرا لكني سافرت في الدرجة الأولى"

مانون بروغيار تبلغ من العمر 25 سنة وكان من المفروض أن تعود إلى باريس يوم الاثنين 20 ديسمبر/كانون الأول.

 

رغم أنني وصلت إلى لندن متأخرة يوم الجمعة، لم أكن قلقة بشأن السفر. بدت لي المدينة وهي تحت ذلك الغطاء الثلجي في أبهى حلة. إلا أن سالة قصيرة وصلتني صباح يوم الاثنين من "أوروستار" مفيدة أن بعض مشاكل النقل اعترضت الشركة في شمال فرنسا وأنها تنصح مستعمليها بالذهاب إلى المحطة قبل ساعة من الموعد المفروض لانطلاق الرحلة.

 

كان موعد الرحلة على الساعة الثانية وخمس عشرة دقيقة بعد الظهر لكنني وصلت المحطة قبل ساعتين. وما راعني إلا أن وجدت صفا لانهاية له من المسافرين بصدد الانتظار! تحدثت إلى ركاب كانوا ينتظرون أمام المحطة في البرد القارس منذ تسع ساعات! توجه إلينا أحد موظفي المحطة قائلا إنه لا فائدة من الالتحاق بالصف ونصحنا بالعودة صباح اليوم الموالي.

 

عندما وصلنا هناك على الساعة الثالثة والنصف صباحا، ظننا أننا سنكون أول المسافرين إذ أن محطة القطار لا تفتح أبوابها قبل الساعة الرابعة والنصف صباحا. لكنني اضطررت للانتظار ساعتين لدخول المحطة نظرا لعدد الأشخاص الذين كانوا متواجدين هناك أمامي، وفي الأثناء كان الصف يطول وراءنا تماما مثل البارحة. وبدأ المسافرون يصعدون إلى القطار متجاهلين لبطاقات الحجز وتأشيرات السفر. في نهاية الأمر، تمكنت من الركوب عند الساعة السادسة وثلاثة وخمسين دقيقة صباحا ووصلت باريس على الساعة الثانية عشرة وثلاثين دقيقة أي تأخرنا بأكثر من ساعة ونصف.

 

رغم كل هذه الظروف، أؤكد أن الشركة قامت بجهود لتعويضنا ماديا، فتم تعويض ثمن الليالي التي اضطر المسافرون لقضائها في النزل إلى حدود 150 يورو كما التزمت بتعويض ثمن سيارات الأجرة وفواتير المطاعم. ورغم وصولي المتأخر إلى باريس، فقد سافرت في الدرجة الأولى."

 

"إذا لم يتحسن الوضع، لن أتردد في السفر عبر البحر من ميناء دبرس"

ماريو سوبيرس في عطلة بلندن رفقة زوجته وابنه ويتساءل إن كان سيتمكن من العودة إلى بلاده.

 

لو أخبرتنا الشركة أنها لن تقدر على تأمين رحلة الإياب، لما سافرت. إن تصرفا كهذا يفتقد في نظري للمسؤولية، خاصة وأننا أصبح بالإمكان، بفضل الوسائل الحديثة، أن نطلع مسبقا على ما ستؤول إليه الأحوال الجوية. أخشى أن لا أتمكن من العودة إلى منزلي للاحتفال بعيد الميلاد.

 

إن لم تتحسن الأحوال، لن أتردد في اكتراء سيارة للذهاب إلى دبرس وأسافر عبر البحر، رغم أن المواصلات البحرية ليست بدورها على أحسن ما يرام، إذ بعد هبوب عاصفة في السنة الماضية، تم خفض نسبة البواخر التي تؤمن التنقل إلى 75% احتراما لمبدأ الاحتياط".

 تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع "بول لاروتورو"، صحافي في قناة فرانس 24.