المملكة العربية السعودية

السينما في السعودية: بين الحقيقة والخيال!

 رحب السعوديون بالخبر، فراحوا يتساءلون: هل سيتم حقا فتح دار سينما في مدينة الدمام، كما ادعت وسائل الإعلام، بعد غياب استمر 30 سنة؟

إعلان

بوابة القاعة.

 

رحب السعوديون بالخبر، فراحو يتساءلون: هل سيتم حقا فتح دار سينما في مدينة الدمام كما أعلنت وسائل الإعلام، بعد غياب استمر 30 سنة؟

 

 ساهمت يومية "الحياة"، الصادرة في لندن، في رواج الخبر عندما كتبت في أحد مقالاتها أن دار سينما فتحت أبوابها في مدينة الدمام، في المنطقة الشرقية للمملكة، بمناسبة عطلة العيد. وعلى حد قول صحفيي "الحياة"، فإن الدار تختص مبدئيا في عرض أفلام للأطفال لكن من المتوقع أن تفتح جوارها قاعة للكبار، معلنة أن ثمن التذكرة لن يتجاوز 25 ريالا (أي نحو خمسة يورو).

 

لكن فرحة العيد لم تدم طويلا، إذ بعد أيام قليلة فندت "الحياة" الخبر واتضح أن القاعة الموعودة ليست سوى "مسرح يعتمد على تقنية البعد الثالث" مخصص للأطفال، الهدف منه "تقوية الحس الإدراكي" لديهم - خلال العرض، يلبس الأطفال نظارات خاصة ويجلسون على كراسي تتفاعل مع المشاهد المعروضة. أما عن سبب هذا الخطأ، فيعود حسب صحافيي "الحياة" إلى استعمال أحد مسؤولي المجمع الذي يحتضن هذه القاعة عبارة "عروض سينمائية". وقد أسفر هذا الإعلان عن تحمس عائلات كثيرة اعتادت المجمع لحضور العرض السينمائي. من جهتهم، زار مسؤولون من الهيئات الدينية دار السينما للتثبت من أنها "لا تمت للسينما بأي صلة".

 

تفتقر المملكة العربية السعودية لدور السينما منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، بعد أن وصفت الجهات الدينية الأفلام بالمخلة بالأخلاق. أما عن الدور الموجودة، فلا تسع إلا لبعض العروض النادرة أو الموسمية، وتتواجد أغلبها بأحياء سكنية خاصة تقطنها غالبا الجالية الأجنبية. ويعود أول إنتاج سينمائي سعودي طويل تحت عنوان "ظلال الصمت" إلى سنة 2006. أما عن المهرجانات، فقد تم إيقاف مسابقة الأفلام السعودية منذ نسختها الأولى سنة 2008 رغم إشراف وزير الثقافة والإعلام إياد مدني عليها. أما مهرجان جدة الذي انطلق سنة 2006، فقد منع بسبب فرض السلطات الدينية ضغوطا في يوليو 2009.

 

رؤية أمامية للقاعة. الصورة من التقاط مراقبنا بواسطة هاتفه الجوال.

 

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحافية في فرانس 24.

"لا شك أن دار سينما ستفتح أبوابها في المملكة في غضون سنة أو سنتين"

محمد السعيدي صحفي سعودي سابق يقطن قرب الدمام، في المنطقة الشرقية.

 

"فوجئنا هنا بنبأ فتح هذه الدار لعلمنا بانتماء صاحب المركز التجاري (مجمع العثيم) الذي يحتضن المشروع إلى الجناح الديني المتشدد (التيار المنتمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وقد رأينا في الأمر تدخلا واضحا للسلطات الملكية، التي ما فتئت منذ مدة تعبر عن إرادتها في الدخول بالبلاد في مرحلة جديدة.

 

لم نستغرب القيام بهذه التجربة هنا عوض العاصمة الرياض أو جدة، إذ تمتاز المنطقة الشرقية بانفتاح لا تحظى به أقاليم الداخل لأسباب جغرافية بحتة، فنحن هنا على بعد نصف ساعة من البحرين و45 دقيقة من دبي وغالبا ما نقضي عطلة نهاية الأسبوع هناك حيث يتسنى لنا أن نذهب للسينما دون أي رقابة. والحقيقة أن سكان الرياض وغيرهم من المدن الأخرى الذين كانوا في الدمام بمناسبة عطلة العيد هرعوا إلى القاعة كونهم مشتاقين لهذا النوع من الترفيه.

 

قامت جرائد عدة بنشر الخبر وتقصي ردود فعل الأهالي الذين عبروا عن تعطشهم لرؤية دور سينما تفتح أبوابها في المملكة. لسوء حظنا، وقع سوء تفاهم بين الصحفيين وأصحاب المجمع. لكنني بصراحة أظن الخطأ متعمدا وأن المسؤولين لجؤوا إلى نشر هذا الخبر لجس النبض ورصد ردة فعل الجماهير أمام حدث كهذا. ونظرا لما آل إليه الأمر من حماس وترقب، فإنني لا أشك أن دار سينما حقيقية ستفتح أبوابها في المملكة في غضون سنة أو سنتين."