لبنان

كنيس بيروت اليهودي يستعد لفتح أبوابه مجددا

 لئن اقترن ذكر لبنان بفسيفساء الطوائف الدينية المسلمة والمسيحية التي تسكنه، والبالغ عددها 17 طائفة، إلا أن هذا الإحصاء يهمش عادة الأقلية اليهودية. يهود بيروت يسعون اليوم إلى إحياء معلمهم الديني الذي حرموا منه لمدة قاربت 30 سنة.

إعلان

"رؤية شاملة لكنيس "ماغن إبراهيم

 

لئن اقترن ذكر لبنان بفسيفساء الطوائف الدينية المسلمة والمسيحية التي تسكنه، والبالغ عددها 17 طائفة، إلا أن هذا الإحصاء يهمش عادة الأقلية اليهودية. يهود بيروت يسعون اليوم إلى إحياء معلمهم الديني الذي حرموا منه لمدة قاربت 30 سنة.

 

لا تزال بيروت تلملم جراح الحرب الأهلية التي شهدتها لمدة 15 عاما والتي تسببت في هدم جزء كبير من التراث المعماري للمدينة، فاسحة المجال لمباني عصرية غيرت وجه البلاد. ولم تنج المعالم الدينية من هذا التخريب، بما في ذلك كنيس "ماغن إبراهيم" اليهودي الذي يقع في قلب العاصمة. وهو الآن بصدد الترميم ومن المتوقع أن يفتح أبوابه مجددا في غضون أشهر قليلة.

اختيار اللون الذي ستطلى به جدران الكنيس.

 

الإسقالات الخارجية.

 

داخل الكنيس.

 

رؤية خارجية للكنيس قبل طلائه.

 

تم نشر كل هذه الصورعلى صفحة Beirut Maghen Abraham Synagogue على موقع فايسبوك.

 

تم نشر هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة، صحفية في فرانس 24.

"يهود لبنان هم أعرق طائفة في البلاد"

س.ب. هو المسؤول عن الطائفة اليهودية في لبنان ويدير أشغال ترميم كنيس "ماغن إبراهيم".

 

تعد طائفتنا اليوم قرابة 100 نسمة داخل لبنان، أغلبهم يعيشون في بيروت وضواحيها، و2000 حول العالم [من حاملي الجنسية اللبنانية]. كانت الظروف مختلفة أوائل القرن العشرين [كانت الطائفة تعد أواخر الأربعينات 000 20 نسمة] لكن الحرب الأهلية شتتتنا كما فعلت ببقية الطوائف. فبمجرد اندلاع المعارك في حي وادي أبو جميل اليهودي سنة 1975، رحل العديد من اليهود من البلاد، تاركين وراءهم كل ممتلكاتهم.

 

رغم حركة الهجرة، واصل أفراد الطائفة إقامة الشعائر الدينية في كنيس "ماغن إبراهيم" الذي تعود فكرة تأسيسه إلى مهاجر يهودي هندي في 1920. وبعد ست سنوات، فتح الكنيس أبوابه لاستقبال المصلين كما أنشئت وراءه مدرسة "سليم طراب" اليهودية لتعليم الأجيال الصاعدة. لكن التاريخ لحقنا مرة أخرى وتعرض الكنيس إلى عمليات نهب وتخريب عام 1982 [إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان]. ومنذ تلك السنة، حُرم أفراد الطائفة من مكان لإقامة الشعائر الدينية كما تسببت الحرب في هدم المدرسة التلمودية.

 

لم تكن فكرة ترميم كنيس "ماغن إبراهيم" سهلة المنال. ساهم أفراد الطائفة داخل البلاد وخارجها في جمع الأموال اللازمة للعملية منذ خمس سنوات، كما شاركنا في ذلك بعض أفراد الطوائف الأخرى من مسلمين ومسيحيين. إلا أن تردي الأوضاع الأمنية في لبنان، وعلى رأسها حرب 2006 ضد إسرائيل، حال دون الشروع في الأشغال. لكننا في نهاية الأمر استطعنا إطلاق المشروع منذ سنة تقريبا مع حملة ترميم شملت حي وادي أبو جميل بأسره. من المفترض أن تنتهي الأشغال في غضون ستة أشهر كما نأمل أن نعيد الكرة في مدن لبنانية أخرى، فجميع معالمنا تعاني من الإهمال نفسه.

 

كثيرا ما يندهش البعض لوجودنا هنا بسبب الجوار الإسرائيلي، وكأن وطننا الحقيقي هناك. أظنهم يتناسون أن اليهود أعرق طائفة في لبنان وأننا نقطن هذا البلد منذ 2000 سنة. نحن هنا في بلادنا ولا وطن آخر لنا".