إيران

هل كان بوسع الشرطة الإيرانية إنقاذ هذا الرجل ؟

 هل يُعقل أن تقف شرطة طهران مكتوفة الأيدي أمام مشهد رجل ينزف حتى الموت ؟ أثار هذا الأمر استنكار مستعملي الانترنت في إيران الذين لم يصدقوا ما رأوه على هذا التسجيل.

إعلان

 

هل يُعقل أن تقف شرطة طهران مكتوفة الأيدي أمام مشهد رجل ينزف حتى الموت ؟ أثار هذا الأمر استنكار مستعملي الانترنت في إيران الذين لم يصدقوا ما رأوه على هذا التسجيل.

 

حذار فقد يحتوي هذا التسجيل على بعض المشاهد الصادمة.

نشر sina440 هذا التسجيل على موقع يوتيوب.

 

محمد ر. هو اسم الضحية التي نراها على هذا التسجيل، أما قاتلها المفترض، فيدعى يعقوب علي وقد كان الخطيب السابق لرفيقة محمد. دارت أحداث هذا التسجيل في 28 أكتوبر في "سعداد أباد"، أحد الأحياء الغربية للعاصمة الإيرانية طهران. لم يغضب الإيرانيون من الجريمة العاطفية التي تبقى حدثا شائعا في جميع المجتمعات بقدر سخطهم على ما لحق الاعتداء، إذ أن احتضار محمد سيدوم 45 دقيقة دون أن يتحرك ساكن لأعضاء الشرطة الحاضرين على عين المكان.

 

"عدم إغاثة الضحية أمر لا يصدقه الإيرانيون"

علي رضا صحفي سابق يعيش في طهران

 

تحدثت الصحف المحلية عن شجار جد بين شابين في العقد الثاني من عمرهما يود كلاهما الزواج بنفس الفتاة. كانت هذه الأخيرة خطيبة يعقوب علي إلى حين دخوله السجن. وبعد أن أمضى ثلاث سنوات هناك، خرج هذا الأخير ليكتشف أن خطيبته تخلت عنه لعقد الخطوبة مع محمد. فما كان منه إلا أن طلب من محمد أن يلتحق به إلى شارع "كاج سقو" [وهو المكان الذي صور فيه التسجيل]. وحسب الشهود، فقد نشب نقاش حاد بين الرجلين قبل أن يشهر يعقوب علي خنجره في وجه محمد لطعنه في بطنه.

 

"هدد يعقوب علي بالانتحار إن تجرّأ أحدهم على مساعدة الضحية"

 

 

ما صدم الناس فعلا هو طريقة تسلسل الأحداث بعدها. فكما نشاهد على التسجيل، هناك شهود عيان للحادثة من بينهم ضابطا شرطة. على حد قول الصحف المحلية، فإن يعقوب علي هدد بالانتحار إن تجرّأ أحدهم على مساعدة الضحية. لا يمكن لي أن أصدق أن الناس انصاعوا للأمر لدرجة ترك رجل يحتضر 45 دقيقة بحضور قاتله دون أي تدخل من رجال الشرطة !

 

يبدو أن بقية أعضاء الشرطة لم يصلوا مكان الجريمة إلا بعد مضي نصف ساعة، فقاموا حينئذ بإيقاف القاتل، وقد أتوا كذلك بسيارة الإسعاف ولكن بعد فوات الأوان. أما يعقوب علي، فهو اليوم معتقل في سجن "إوين" في انتظار محاكمته.

  

البلد تحت الصدمة

 

  

لا تزال البلاد تحت وقع الصدمة بعد هذه الأحداث المريعة. لم يقدر أحد على فهم أو تفسير السبب الذي منع الشهود والشرطة من التدخل. ما جنيته من حديثي مع الذين رأوا هذه المشاهد هو شعور متفاقم بانعدام الأمن، بما في ذلك في طهران، وهو ما تدل عليه هذه الجريمة التي تمت وسط اللامبالاة العامة. أما عن انعدام أي رد فعل من قبل رجال الشرطة، فقد يعود ذلك إلى عنف تدخل عناصر الأمن خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، الأمر الذي يجعلهم، برأيي، يترددون في استعمال القوة اليوم. في جميع الأحوال، فإن تصرفهم كان محل نقد لاذع في بعض الصحف وعلى الشبكة. كما اتفق البرلمان الإيراني ولجنة الأمن الوطني على فتح ملف في الموضوع. وتفاديا لتفاقم الجدل حول المسألة، فقد أعلنت شرطة طهران أنه تم توقيف الضابطين الموجودين على التسجيل مؤقتا. لكن أجهزة الإعلام الرسمية تجاهلت طبعا الأمر، فالحادثة لا تخدم مصالح النظام".