"نحن في طريقنا إلى الموت".. أربعة لاجئين في السعودية من أقلية الأويغور المسلمة مهددون بالترحيل إلى الصين
نشرت في: آخر تحديث:
تواجه المملكة العربية السعودية اتهامات من قبل عدة منظمات غير حكومية بالقيام بإيقافات عشوائية ضد أربعة منتمين إلى أقلية الأويغور المسلمة ورغبتها في ترحيلهم إلى الصين حيث سيكون مصيرهم غير معلوم. ويتعلق الأمر برجلين جاءا إلى المملكة لأداء مناسك العمرة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 وأم وطفلتها التي لم تتجاوز 13 عاما أوقفتا في 31 آذار/ مارس 2022 حسب عدة مصادر. وبدأ ناشطون في تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي طلبا لمساعدتهم .
حسب عدة جمعيات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، بينها منظمة العفو الدولية، فإن أما وابنتها ذات الـ13 ربيعا إضافة إلى رجلين مهددون جميعا بالترحيل العاجل إلى الصين البلد المتهم بتنفيذ سياسة قمعية ضد أقلية الأويغور المسلمة غرب البلاد. وفي 9 نيسان/ أبريل الجاري، سجلت بوهيليكيمو أبولا والدة البنت مقطع فيديو طلبا للمساعدة عندما كانت في صندوق شاحنة الشركة التي كانت تنقلها مع ابنتها إلى الرياض.
4 pèlerins ouïghours dont 1 mère & sa fille de 13 ans sont sur le point d'être déportés par 🇸🇦 vers les camps de concentration 🇨🇳.
— Dr. Dilnur Reyhan 🖋📚🌈 (@DilnurReyhan) April 10, 2022
J'appelle toutes/tous les Musulmans dignes de ce nom, au boycott de pèlerinage ! Interpellez @arabiesaouditefr #ArabieSaouditeCollabo #BoycottHajj pic.twitter.com/Udb4tpL8Ya
أرسلت بوهيليكيمو أبولا هذا المقطع المصور في 9 نيسان/ أبريل إلى عضو في منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية التي كانت باتصال دائم معه. تغريدة على تويتر لديلنور ريهيان، رئيسة معهد الأويغور في أوروبا التي قالت لفريق تحرير مراقبون: "لقد دعوت مسلمي فرنسا إلى مقاطعة الحج وهو أحد أهم الموارد المالية لهذه البلاد، نريد حقا التوصل إلى اتفاق مع هذا البلد، يجب أن نضرب المكان الذي يؤلمهم".
"نحن داخل عربة شرطة، أنقذونا نحن في طريقنا إلى الموت. إنهم بصدد نقلنا إلى الرياض قبل أن يتم ترحيلنا (إلى الصين)" هكذا دعت أبولا إلى المساعدة بلغة الأويغور في هذا المقطع المصور الذي تم تداوله في 9 نيسان/ أبريل من قبل نشطاء وجمعيات للدفاع عن حقوق الإنسان على تويتر بهدف إطلاق صيحة فزع بشأن مصيرهم.
وعلى الصور، نرى بشكل سريع وجه امرأة شابة ترتدي الحجاب قدمتها على أنها طفلتها التي لم تتجاوز 13 عاما بالإضافة إلى عرض ما وجد داخل العربة فيما سمع صوت حركة الطريق عندما كانت تتكلم.
إيقافات عشوائية
تم إرسال هذا المقطع المصور من قبل بوهيليكيمو أبولا إلى أحد أعضاء منظمة هيومن رايتش ووتس(أتش أر دبليو) غير الحكومية التي كانت باتصال مستمر به. وحسب لورا هارث من منظمة "سايف غوارد ديفندرز" safeguarddefenders غير الحكومية التي تحركت أيضا في هذه القضية لمساعدة اللاجئين الأويغور، فإن أبولا وابنتها تعرضا للإيقاف من دون أي موجب في 31 آذار/ مارس في مكة ومن تم نقلهما إلى جدة قبل أن يتم اقتيادهما إلى مركز احتجاز في الرياض. "منذ ذلك الحين (13 نيسان/ أبريل)، أصبح من الصعب الحصول على أخبارهما. وفي آخر اتصال لنا بها، قالت لنا إن عملية ترحيلها إلى الصين ستكون قريبة جدا".
بوهيليكيمو أبولا موجودة في السعودية منذ ما لا يقل عن عامين. واعتقل زوجها السابق وهو من أقلية الأويغور أيضا في المملكة مع صديقه منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2020. وكانا قد جاءا إلى السعودية لأداء مناسك العمرة في مكة في شباط/ فبراير 2020.
وبما أنهما كانت مع زوجها السابق في السعودية، فقد بقيا باتصال دائم. وهو ما جعل أبولا الشخص الوحيد القادر على نقل أخبار الرجلين بشكل مستمر. وكانت آخر محادثة هاتفية بينمها قد دارت في 20 مارس/ آذار.
ويثير مصير الأويغور الأربعة في حال وصولهم إلى الأراضي الصينية قلقا كبيرا. حيث تعرض مئات الآلاف من الأويغور إلى الاحتجاز في معسكرات بهدف تربيتهم على الثقافة الصينية، وتعرضوا للاعتقال التعسفي والعمل القسري فيما تعرض بعضهم لأعمال تعذيب. وأكدت منظمات غير حكومية وتحقيقات استقصائية صحافية من خلال شهادات تعرض عدد منهم لمعاملة غير إنسانية وتحدثت عدة برلمانات عن إبادة جماعية لهذه الأقلية بينها الجمعية الوطنية في فرنسا فيما نفت بكين هذه الاتهامات بشكل قطعي.
"لم نسمع صوت والدنا منذ ما يقرب العامين"
تم إيقاف الزوج السابق لبوهليكيمو أبولا مع صديقه أميدولا ويلي وهو رجل دين. ويبلغ عمر بنت هذا الأخير 21 عاما وتدرس في إسطنبول. وحاولت هذه الفتاة إطلاق صيحة فزع عبر عدة مقاطع فيديو نشرتها على تويتر. وتم فريق تحرير مراقبون فرانس24 من التواصل معها. وأكدت أنها غادرت الصين مع والدها وأختها في سنة 2016 قبل أن تتدهور الأوضاع في إقليم تشينجيانغ. وتقول:
سافر والدي إلى السعودية لأداء مناسك العمرة في مكة خلال شهر شباط/ فبراير 2020. وكان ينوي العودة إلى تركيا، ولكن الأمر كان صعبا بسبب إغلاق الحدود على خلفية جائحة فيروس كورونا. ومن ثم تعرض للإيقاف على يد السلطات السعودية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 هو وصديقه دون أي موجب قانوني.
ومنذ ذلك الحين، لم نتمكن من التواصل مع والدنا. ولم نسمع صوته منذ ما يقرب من عامين.
Merhaba! Böyle bir üzücü haberi sabahın bu saatinde paylaşmak istemezdim. Ama durumun aciliyeti ve ciddiyeti sebebiyle paylaşmak zorundayım!
— Sumeyye~Hamdullah (@SF_Ayturk16) March 18, 2022
İki kişi göz göre göre Çin’e gönderilmek üzere, ölüme gönderilmek üzere!
Buna sessiz kalmayın! Burada iki kişinin hayat-memat meselesi! pic.twitter.com/eHzznJsqKx
دعوة للمساعدة أطلقتها ابنة أميدولا وايلي ونشرتها على حسابها في تويتر في 18 آذار/ مارس الماضي وقد عرضت جواز سفر والدها الصيني وجواز سفر صديقه المحتجز معه وطالبت بإطلاق سراحهما. وتنشر البنت هذا النوع من المقاطع المصورة منذ كانون الأول/ ديسمبر 2020.
لا أجرؤ حتى على مجرد التفكير فيما سيحدث لهما في حال إرسالهم إلى الصين. أخشى أن يتعرضا للقتل أو السجن أو يتم التنكيل بهما بشتى أشكال التعذيب... والدي لم يرتكب أي خطا. تبقى لنا بضع ساعات من أجل إنقاذه.
"لقد حاولت عدة مرات إقناعه بالعودة إلى تركيا"
أبدويلي أيوب، واحد من أقلية الأويغور يعيش قي النرويج ويحاول تنبيه أفراد طائفته من مغبة السفر إلى السعودية لأداء مناسك العمرة أو الحج ووثق نحو 30 عملية ترحيل إلى الصين لأفراد من الأويغور من طرف ثلاثة دول مسلمة بينها العربية السعودية. ويقول:
كنت باتصال مع بوهيليمكو أبولا منذ نحو عامين خصوصا، لأنها الوحيدة التي كان بإمكانها مدنا بأخبار الرجلين من الأويغور المعتقلين في السعودية. وخلال آخر اتصال أجريته معها، قالت لي إنها بكت وأنها تشعر بخوف شديد.
لقد حاولت عدة مرات إقناعها بالعودة إلى تركيا حيث تملك بطاقة إقامة. قلت لها مرارا أنني تابعت ثلاثين حالة مشابهة وفي كل مرة أشعر بالعجز لأنني لم أستطع القيام بأي شيء لمنع ترحيلهم إلى الصين. قلت لها إنه في حال اعتقالها فإن الأمر الوحيد الذي بإمكاني القيام به هو نقل قصتها إلى صحافيين ومنظمات غير حكومية. ولكنها لم تكن ترغب في ترك زوجها السابق وحيدا بما أنها كانت الشخص الوحيد القادر على مساعدته.
في 13 نيسان/ أبريل، أشارت منظمة العفو الدولية في بيان نقلته إلى فريق تحرير مراقبون إلى أن الشرطة السعودية أعلمت بوهيليمكو أبولا وابنتهما أن عليهما الاستعداد لرحيلهم أثناء الليل إلى منطقة كانتون في الصين. وحسب آخر المعلومات التي حصلت عليها منظمة "سايف غوارد ديفندرز" ونقلتها إلى فريق تحرير مراقبون في 14 نيسان/ أبريل على الساعة الثانية بعد الظهر، فإن الأيغور الأربعة مازالوا موجودين في الرياض.
عمليات ترحيل أفراد من الأويغور من دول مسلمة
في كل عام، يتنقل نحو مليونا مسلم إلى مكة لأداء العمرة أو الحج الفريضة الخامسة في الإسلام. وتشرف السلطات السعودية على العملية وتشمل هذه الفريضة الأساسية كل معتنقي الدين الإسلامي في كل أنحاء العالم بما فيهم الأويغور.
#Uyghurs protest today in front of @SaudiEmbassyUSA in DC.
— Campaign For Uyghurs (@CUyghurs) April 10, 2022
Calling on #Saudi officials & authorities to stop the deportation of 4 #Uyghurs at the behest of #China!@FreeUyghurNow @UyghurProject @Uyghur_American#FreeUyghurs #StopSaudiDeportation
1/2 pic.twitter.com/fFrtnZAkL9
مظاهرة لأفراد من أقلية الأويغور الصينية المسلمة أمام السفارة السعودية في واشنطن في 11 نيسان/ أبريل للمطالبة بإطلاق سراح أربعة من أبناء أقليتهم وعدم ترحيلهم.
ولاحظت منظمة العفو الدولية أن عملية الترحيل القسرية لهؤلاء الأشخاص الأربعة ستمثل "انتهاكا غير مقبول لالتزامات المملكة السعودية بموجب القانون الدولي". وفي وقت سابق، وفي بيان نشر في مطلع نيسان/ أبريل، دعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أتش سي أر) بدورها المملكة إلى عدم ترحيل المواطنين الصينيين من أقلية الأويغور.
وتعتبر السعودية حليفا رئيسيا للصين وأعربت عدة مرات عن دعمها للسياسة الرسمية لبكين في إقليم شينجيانغ. وخلال زيارة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى بكين في شهر شباط/ فبراير 2019، دافع بالخصوص عن حق الصين في اتخاذ إجراءات "لمكافحة الإرهاب" حسبما نقلته وسائل الإعلام الصينية.
ورغم اتصال فريق تحرير مراقبون فرانس24 بها، رفضت وزارة الداخلية السعودية الرد على أسئلتنا.
وتواجه عدة دول مسلمة اتهامات بملازمة الصمت أو التواطؤ حتى مع السياسة الصينية تجاه أقلية الأويغور. وبين سنتي 2017 و2019، وجهت اتهامات لمصر أيضا بإرسال نحو 20 شخصا من أقلية الأويغور إلى الصين. وفي المغرب، وافق القضاء في كانون الأول/ ديسمبر 2021 على ترحيل إدريس آسان، 34 عاما المنتمي لأقلية الأويغور الذي تم إيقافه عند وصوله إلى الدار البيضاء بطلب من الصين، وذلك باسم الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.