في مدينة فلاديفوستوك الروسية... عاصفة أمطار جليدية تتسبب في "الدمار والفوضى"
أدت عاصفة في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى تغطية مدينة فلاديفوستوك الساحلية في روسيا بطبقة سميكة من الجليد. وهو ما جعل ما لا يقل عن 150 ألف شخص يجدون أنفسهم محرومين من الماء والكهرباء طيلة ستة أيام.
نشرت في:
عرفت مدينة فلاديفوستوك الروسية التي يقطنها حوالي 600 ألف نسمة عاصفة أمطار جليدية في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر. وحسب مصالح الأرصاد الجوية المحلية، فإن هذه الظاهرة الطبيعية مرتبطة بلقاء "إعصار يحمل هواء ساخنا" مع "إعصار مضاد يحمل هواء باردا".
وتظهر هذه الصور، التي التقطها مراقبنا نيكيتا ميلكين في مدينة فلاديفوستوك في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، أشجارا متجمدة. فيما سقطت أشجار أخرى بعد العاصفة.
Владивосток 19.11.2020
— Nikita Milkin (@nikmilkin) November 20, 2020
Первая речка pic.twitter.com/MpOCQa2VbE
"في الصباح رأيت الدمار والفوضى على عتبة باب بيتي"
يعيش نيكيتا ميلكين في مدينة فلاديفوستوك وهو طالب جامعي يعمل كمبرمج موسيقي:
عندما بدأت الأمطار بالهطول، كان المطر يبدو عاديا. ولكن وبسبب موجة البرد [فريق التحرير: وصلت درجة الحرارة إلى 5 درجات مئوية تحت الصفر]، تجمد كل شيء دفعة واحدة. وفي صباح 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، رأيت الدمار والفوضى على عتبة باب بيتي. كانت الأشجار قد سقطت على الطريق والسيارات كما أن المنطقة التي أقطن بها عرفت انقطاعا للكهرباء وشبكة الإنترنت طيلة الليل. وفي اليوم الموالي، عادت الكهرباء للعمل لكن شبكة الإنترنت بقيت مقطوعة طيلة ستة أيام. كما أن بعض الأحياء بقيت بدون كهرباء وأجهزة تدفئة طيلة عدة أيام.
وفي ظل نقص إمدادات الكهرباء وسط درجات حرارة تحت درجة التجمد، تم إعلان حالة الطوارئ في منطقة بريمورسكي.
في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، يظهر مقطع فيديو راج على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي في روسيا، أحد سكان مدينة فلاديفوستوك وهو يزيل الجليد عن سيارته. ونجا هذا الرجل بأعجوبة من عمود خرسانة سقط فجأة وهوى على سيارته.
May your mornings be as lucky as this gentleman in Vladivostok who had a very narrow escape, while cleaning snow from his car, earlier today. pic.twitter.com/J8DrKKSRTi
— Bryan MacDonald (@27khv) November 19, 2020
صور التقطها نيكيتا ميلكين تظهر حجم الخسائر بعد العاصفة.
وجدت مدينة فلاديفوستوك نفسها في عزلة: حيت تم تأجيل رحلات الطائرات والقطارات وهو ما ينطبق أيضا على شبكة الحديد التي تعبر منطقة سيبيريا وتربط فلاديفوستوك بموسكو. وحسب مصالح الأرصاد الجوية المحلية، وصل ارتفاع الجليد في بعض الأحيان إلى 12 مليمترا في بعض المناطق، في ظاهرة لم تعرفها المنطقة منذ ثلاثين سنة.
وقتل شخص على الأقل بسبب البرد إثر هذه العاصفة، حسبما أكدته صحيفة ذو سيبيريان تايم وهي صحيفة ناطقة باللغة الإنكليزية وتعنى بأخبار منطقة سيبيريا.
ويؤكد مراقبنا أن السكان والحكومة المحلية في المنطقة عملوا مع بعضهم البعض خلال العاصفة:
قمنا بالبحث عن متطوعين لتنظيف الطرقات من الجليد والثلج. كما نظمنا حملة طبخ جماعي ووزعنا المياه وعبوات الغاز المنزلي وأطباق الحساء مجانا.
كما تكلفت بلدية المكان بالوضع: حيث نظفت كاسحات الثلج الطرق، كما حاول موظفو مصلحة السكن في المدينة والإدارة المحلية إيجاد حلول قدر المستطاع للسكان.
لم تنزل أمطار مجددا منذ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر. ولكن الثلوج ما زالت موجودة على الطرقات بسبب تلك العاصفة وهو ما يعد خطرا. في الوقت الحاضر، توجد قطع جليد تتساقط من أسطح المباني. وإذا ما أردت الذهاب إلى مكان ما، يجب عليك أن ترفع عينيك إلى الأعلى. وهي المرة الأولى التي أرى فيها وضعا مماثلا هنا.
هذا المقطع المصور أرسله ألكسندر مازانين إلى فريق تحرير مراقبون فرانس 24 ويظهر ابنه وهو بصدد كسر طبقة من الجليد غطت سيارتهم بعد العاصفة.
وفي مساء 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، حصلت كل أحياء فلاديفوستوك بصفة شبه كلية على إمدادات الكهرباء من جديد، بما فيها حي شوركين، حيث بقي عدد كبير من سكانه محرومين من الكهرباء ووسائل التدفئة والمياه طيلة خمسة أيام. ولكن في جزيرة روسكي الواقعة على الجانب الآخر لجسر روسكي في مدينة فلاديفوستوك ما زال الآلاف من الأشخاص محرومين من الكهرباء إلى حد الآن.
ويؤكد ألكسندر مازانين الذي يعمل في فلاديفوستوك أن الأيام الأخيرة "لن تمحى من الذاكرة":
مدينة فلاديفوستوك هي من أحد الأماكن الواقعة في أقصى جنوب روسيا، وبالتالي فإن حدوث العواصف الجليدية مثل هذه العاصفة الأخيرة يبقى نادرا حيث أن معظم أغصان الأشجار انكسرت. وبسبب هذا الجليد، لم يعد هناك غذاء للعصافير والحيوانات. قمنا بصنع خزانات غذاء للطيور ولكن ذلك لا يساعد الحيوانات بالشكل الكافي.
ولم تكن عاصفة الجليد الكارثة الطبيعية الوحيدة التي تضرب مدينة فلاديفوستوك في هذا العام. ففي شهر أيلول/ سبتمبر، تعرضت المدينة لطوفان مايساك، وهو إعصار مدمر قتل ما يقل عن ثلاثة أشخاص وأدى إلى حرمان 150 ألف شخص من الكهرباء في منطقة بروموري.
وفي حوار أدلى به لموسكو تايمز، أكد رومان بوكالوف مدير البرامج البيئية في منظمة غرين باترول غير الحكومية أن عاصفة الجليد كانت نتيجة مباشرة لدرجات الحرارة الساخنة بشكل استثنائي خلال فصل الخريف في منطقة بروموري.
وأضاف رومان بوكالوف قائلا: "إذا ما كانت درجات الحرارة في المعتاد قريبة من الصفر درجة مئوية في بداية تشرين الثاني/ أكتوبر، فإنها نزلت هذا العام تحت الصفر وحملت معها هذه الأمطار الجليدية"
وخلال العام الماضي، عرفت مدينة فلاديفوستوك أيضا شتاء دافئا وخاليا من الثلوج بشكل غير معتاد.
وبالنسبة إلى علماء آخرين، يبقى من غير المؤكد أنه يمكن لنا أن نعيد هذه الظاهرة إلى سبب واحد بعينه. وأمر رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين بتشكيل فريق عمل لمجابهة تداعيات عاصفة الجليد.