خبر كاذب

الصور التي تدعي أن جو بادين يقيم في بيت أبيض "مزيف'' كاذبة

ليس صحيحا أن جو بايدن يعيش في بيت أبيض "مزيف".
ليس صحيحا أن جو بايدن يعيش في بيت أبيض "مزيف". © مراقبون

منذ تسلم جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة، انتشرت نظريات المؤامرة على شبكة الأنترنت ويؤكد من يتبنونها أن الرئيس الأمريكي لم يتسلم السلطة بالفعل. ويتبنى أنصار دونالد ترامب وحركة "كيو أنون" هذه النظرية ويؤكدون مزاعمهم من خلال أدلة بصرية. ومن بين الادعاءات التي يروجون لها، هو أن البيت الأبيض الذي يقيم فيه بايدن مزيف مستشهدين بصور تقارن بين البيت الأبيض "الحقيقي" و"المزيف". ومن خلال التمعن في الصور، يمكن أن نؤكد أن صور البيت الأبيض الذين يقولون إنه "مزيف" تتعلق في الواقع بالبيت الأبيض "الحقيقي."

إعلان

تم تداول هذا المنشور على نطاق واسع يوم 13 آذار/ مارس باللغة اليابانية على تويتر (حظي بأكثر من 1700 إعجاب) وعلى تطبيق تيليغرام (حصد 42 ألف مشاهدة) وذلك داخل مجموعات تتبنى نظرية المؤامرة. ويطرح التعليق المصاحب للتغريدة على تويتر السؤال التالي 'كم يوجد من بيت أبيض في الولايات المتحدة؟". وتتحدث التغريدة عن "دلائل" تؤكد وجود فوارق بين صورتي البيت الأبيض المزيف والحقيقي تتعلق بالخصوص بالزخارف والشبابيك الموجودة في طابق المبنى الأول.

على الصورة الموجودة في الأسفل، نرى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب واقفا خلف منصة حديقة "روزاري''، وهو حديقة موجودة في الجناح الغربي للبيت الأبيض بجانب المكتب البيضاوي. وهو المكان التي تعقد فيه الندوات الصحفية بشكل دوري.

وتم التقاط هذه الصورة في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2018 خلال ندوة صحفية نظمها الرئيس الأمريكي السابق بخصوص الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وفي هذه الصورة التي التقطتها وكالة الأنباء الفرنسية أ ف، من المؤكد أن مكان وقوف الأشخاص متطابق مع الصورة المتداولة بالإضافة إلى تطابق الثياب التي يرتدونها (لون ربطة العنق، الفستان الأحمر).

Capture d’écran de la photo visible sur la bibliothèque d’images de l’AFP, photo prise pour l’AFP par Jim Watson le 1er octobre 2018.
Capture d’écran de la photo visible sur la bibliothèque d’images de l’AFP, photo prise pour l’AFP par Jim Watson le 1er octobre 2018. © Observers
أما الصورة الموجودة في الأعلى، فيبقى من الصعب تحديد تاريخ التقاطها. إذ لا يظهر فيها أي شخص. ويبقى المؤشر الوحيد الذي قد يقود لمعرفة تاريخها هي الأعلام التي يبدو أنها وضعت في المكان بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض. إذ لا نجد أي أثر لهذه الصورة قبل تاريخ 20 كانون الثاني/ يناير 2020.

إذا، كيف يمكن تفسير الفوارق الموجودة بين الصورتين؟

فيما يتعلق بالزخارف، فالأمر مرتبط بساعة ويوم التقاطها حيث أن قوة أشعة الشمس هي التي تجعلها تظهر بوضوح أقل أو أكثر: فعندما تبدأ الشمس بالغروب، تلقي الزخارف بظلها ما يعجلها أكثر وضوحا بتأثير تغير درجة التباين. وفي المقابل، إذا ما كانت الشمس مقابلة تماما للزخارف، فإنها تبدو أقل وضوحا في ظل غياب الظلال بالإضافة إلى كونها بنفس لون باقي أجزاء المبنى.

وبمجرد القيام بتغيير درجة تباين الصورة، من الممكن أن نرى ظهور الزخارف.

Capture d’écran de la photo diffusée par les internautes, où le contraste a été modifié par France 24 pour faire apparaître les ornements.
Capture d’écran de la photo diffusée par les internautes, où le contraste a été modifié par France 24 pour faire apparaître les ornements. © Observers

 

وفي الأخير، بالنسبة إلى الشبابيك الموجودة في الخلف، التي نراها في الطابق الأول للبيت الأبيض على الصورة التي يوجد بها دونالد ترامب ولا تظهر في الصورة الثانية، فإن الأمر يتعلق بطريقة التصوير. فصورة ملتقطة عن قرب ومن نفس الارتفاع لا يمكن أن تظهر الشبابيك الموجودة في الخلف. في المقابل، في حالة التقاط الصورة من مكان أبعد، فإن الشبابيك ستظهر في المشهد. وكدليل على ذلك، فإن الثريا الموجودة تحت الأعمدة وفي وسط الموجودة في الأعلى لا تكاد تظهر في الصورة الموجودة في الأعلى.

وفي هذه الصورة الموجودة أدناه والتي التقطها مصور وكالة الأنباء الفرنسية بريندان سميالوسكي يوم 11 أيار/ مايو 2020، أي حتى خلال فترة حكم دونالد ترامب، نرى أن الزخارف يمكن أن تظهر بوضوح أقل بسبب الضوء الساطع، كما الشبابيك موجودة في المبنى منذ ذلك التاريخ.

صورة مثبتة من الصورة الموجودة في مكتبة الصور على موقع أ ف ب. صورة التقطها المصور بريندان سميالوسكي لصالح وكالة الأنباء الفرنسية في 11 آيار/ مايو 2020.
صورة مثبتة من الصورة الموجودة في مكتبة الصور على موقع أ ف ب. صورة التقطها المصور بريندان سميالوسكي لصالح وكالة الأنباء الفرنسية في 11 آيار/ مايو 2020. © مراقبون