فيروس كورونا: هل يعتبر تعرض هذه الممرضة لتوعك صحي دليلا على خطورة اللقاح؟
نشرت في: آخر تحديث:
في الوقت الذي بدأت فيه عدة دول حملات التطعيم باللقاح المضاد لفيروس كورونا، تنتشر أخبار كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ يظهر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع ممرضة أمريكية تفقد الوعي بعد تلقيها لقاحا مضادا لفيروس كورونا. وبالنسبة إلى بعض مستخدمي الإنترنت، فإن ذلك دليل على خطورة اللقاح.
منذ 17 كانون الأول/ ديسمبر، تم تداول مقطع فيديو بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي. ونرى من خلاله ممرضة أمريكية شابة تتلقى اللقاح ثم تبدأ في إلقاء كلمة مقتضبة قبل أن تفقد الوعي أمام الكاميرات.
"حذار حذار، انظروا إلى تأثير اللقاح المضاد لفيروس كورونا" هذا ما نقرؤه في تعليق على مقطع فيديو يظهر تلقيح الممرضة من عدة زوايا مختلفة.
وعلى موقع تويتر، نجد نسخة أخرى للفيديو، الذي حصد أكثر من 370 ألف مشاهدة، مرفوقا بمعلومات مشابهة. "أنظروا إلى هذه الشابة التي تقوم بالدعاية للقاح كانت قد حقنت به للتو. أنظروا ماذا حدث لها... لا أعلم ما الذي حقنوه بها لكنه @olivierveran [وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران] سيقول لنا ما هو" هذا ما كتبه مستخدم إنترنت فرنسي داعيا وزير الصحة الفرنسية أوليفييه فيران إلى التدخل.
في هذه الصور، يمكن أن نرى اسم المؤسسة الصحية "سي إتش أي ميموريال"، وتقع في مدينة شتانوغا في ولاية تينيس. ومن خلال هذه المؤشرات يسهل العثور على المقطع في فيديو منشور مباشرة على فيسبوك القناة التلفزيونية الأمريكية المحلية نيوز شانيل 9 في 9 كانون الأول/ ديسمبر.
وحسب وكالة أسوشيتد برس للأنباء، فإن تيفاني دوفر تعمل ممرضة وتعتبر واحدة من أول خمسة أشخاص تم تطعيمهم بلقاح مخابر فايزر وبايونتيك في هذا المستشفى. وفي الفيديو تظهر الممرضة للمرة الأولى مع بداية الدقيقة 8:42 وتجلس على كرسي وتتلقى اللقاح في الدقيقة 9:31. كما بدأ عدد من زملائها، الذي تلقوا اللقاح بدورهم، في إعطاء كلمة. وتبدأ تيفاني دوفر في الكلام بعد ذلك مع الدقيقة الخامسة والعشرين وعندما كانت بصدد الإجابة على أسئلة الصحافيين، فقدت وعيها وانقطع البث المباشر للفيديو.
وحتى ما إذا كانت الصور حقيقية، لا يعتبر هذا المقطع دليلا على أن اللقاح خطير. ففي تعليق على هذا الفيديو، كتبت قناة نيوز شانيل 9 قائلة:
تنويه: أثناء عرض الفيديو المباشر، بدأت إحدى الممرضات التي كانت بصدد الحديث معنا حول حقنة اللقاح في فقدان الوعي وتقيأت. ومن حسن الحظ، كان طبيب حاضرا على عين المكان وتكفل بها. وحسب سي دي سي (مركز المراقبة والوقاية من الأمراض)، ليس ذلك بالأمر النادر. حيث توضح وكالة (سي دي سي) أن التقيؤ يمكن أن يحدث بعد تلقي أنواع كثيرة من اللقاحات ويمكن أن تعود إلى بداية الشعور بالألم أو القلق. كما أكدت لنا الممرضة أنها تعاني أصلا من مرض يسبب حالات تقيؤ في حالة الشعور بالألم، وهو ما يعني أنه حدوث مثل ذلك الأمر لها ليس بالمفاجئ.
ولم يتم ذكر هذه المعلومات من قبل مستخدمي الإنترنت الذين تناقلوا الفيديو. وعادت الممرضة بسرعة إلى الصحافيين الحاضرين على عين المكان ووضحت لهم أن لها "سوابق مع ردود فعل سريعة بالإغماء". وهو ما يعني أن أقل ألم، على غرار ضربة على الباب، يمكن أن تعرضها لتوعك. "إنه أمر معتاد بالنسبة لي"، هذا ما أكدته الممرضة التي صرحت أنها ليست نادمة على تلقي اللقاح.
وفي بيان نشره المركز الاستشفائي على تويتر، أبدى مدير مصلحة العناية المركزة في مستشفى شتانوغا جيسي توكر اطمئنانه حيث قال: "التوعك الصحي ليس رد فعل غير مرغوب فيه بعد تلقي اللقاح بل مرتبط بالحالة الصحية لتيفاني دوفر."
Interviews with the nurse and Dr. Tucker are available here - https://t.co/BTFQfgdmuO
— CHI Memorial (@CHI_Memorial) December 18, 2020
كما أن التعرض لتوعك صحي بعد تلقي لقاح ليس بالضرورة مؤشرا على خطوة اللقاح. وحسب مقال في منصة أنفوفاك الفرنسية المختصة في اللقاحات يتحدث على الأعراض الجانبية للقاحات -دون التطرق إلى اللقاح المضاد لفيروس كورونا- فإن التعرض لإغماء يمكن أن يحدث بعد الحقن باللقاح. ويوضح معهد اللقاحات الدولي إير-فرانس أيضا على موقعه بأن الخوف من اللقاح يمكن أن يؤدي إلى حالة إغماء.
وقامت الوكالة الأمريكية للأدوية بتحليل النتائج التي جمعتها مخبار فايزر وبايونتيك خلال مراحل التجارب السريرية، وفي وثيقة نشرتها الوكالة في 10 كانون الأول/ ديسمبر، تمت الإشارة إلى أهم الأعراض الجانبية لدى عدد كبير من المرضى وهي التعب وآلام الرأس والقشعريرة وألم العضلات والحمى.
>>تقرؤون أيضا على موقع مراقبون
1 - هذا التقرير المصور لا يظهر رجلا يصاب بوعكة صحية بعد تلقي لقاح ضد فيروس كورونا
2 - هذه المرأة لم تتلق اللقاح المضاد لفيروس كورونا "مرتين"
3 - لقاح فيروس كورونا: هل تبعث الحالات الأربع المكتشفة لشلل نصفي في الوجه على القلق؟
4- فيروس كورونا: هل تم استخدام إبر مزيفة لـ"تلقيح" الشخصيات المعروفة والسياسيين؟