رقص وتضامن: نجاح "يوم تلقيح مفتوح" في تونس بعد انتظار طويل

مشاهد احتفالات وتضامن في مراكز التلقيح تشهد على اطمئنان التونسيين عند انطلاق حملة التطعيم يوم الأحد 8 آب/أغسطس بعد أشهر من الانتظار وأزمة صحية عاتية.
مشاهد احتفالات وتضامن في مراكز التلقيح تشهد على اطمئنان التونسيين عند انطلاق حملة التطعيم يوم الأحد 8 آب/أغسطس بعد أشهر من الانتظار وأزمة صحية عاتية. © وسائل التواصل الاجتماعي

أطلقت تونس يوم الأحد 8 آب/أغسطس "يوم تلقيح مفتوح" لتطعيم البالغين فوق الأربعين عاما في أكثر من 300 مركز خصصت في جميع ولايات البلاد. وتشهد صور فرح واحتفالات تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي على الاطمئنان الذي عم التونسيين بعد أسابيع طويلة من نقص الأكسجين واللقاح والموارد الطبية في قلب الموجة الرابعة من جائحة فيروس كورونا التي زاد من وطأتها انتشار متحورة دلتا في تموز/يوليو وتسيير حكومي كارثي.

إعلان

منذ السابعة صباحا وحتى السابعة مساء تهافت آلاف التونسيين البالغين من العمر 40 سنة فما فوق على مراكز التلقيح الـ335 التي خصصت في إطار "يوم تلقيح مفتوح" وهو أول يوم في حملة تلقيح أطلقتها وزارة الصحة يوم الأحد 8 آب/أغسطس. وفي غضون 12 ساعة تلقى 551008 أشخاص اللقاح ما يعادل 4،7 بالمائة من مجمل السكان بتونس حسب الوزارة.

وتأتي هذه الحملة التي يعتبرها العديد ناجحة بعد شهر من فشل "يوم مفتوح" آخر من دون موعد مسبق كان من المفترض أن يستقبل كل التونسيين الذين يتجاوز سنهم 18 عاما في 20 تموز/يوليو والذي تم إلغاؤه بسبب الفوضى. وقد أقيل وزير الصحة فورا بعد هذه الحادثة.

وتعرضت إدارة الحكومة التونسية للجائحة للانتقاد الشديد خاصة حول التأخير في حملة التلقيح التي أطلقت في آذار/مارس 2021. وقد بلغ المجمل على نطاق وطني ذروة غير مسبوقة في تموز/يوليو حيث سجلت تونس أعلى معدل وفيات بسبب فيروس كورونا في العالم. كما تعيش البلاد وضعا سياسيا متأزما: فقد أعلن الرئيس قيس سعيّد يوم 25 تموز/يوليو عن توليه السلطة التنفيذية وتجميد أنشطة مجلس النواب لمدة شهر، وذلك للإجابة عن الاستياء العام إزاء هذه الإدارة.

مشاهد فرح يحتاجها التونسيون

وتشهد صور هواة التقطت في ولايات مختلفة من البلاد يومها على الاطمئنان الذي عم الأهالي بعد أسابيع صعبة وطويلة من دون أكسجين أو جرعات اللقاح مما كشف عن إدارة كارثية للأزمة الصحية في تونس.

في هذا الفيديو الذي التقط يوم 8 آب/أغسطس بمعتمدية السواسي بولاية المهدية (شرق) يرقص شيخ بمرح على إيقاع موسيقى شعبية بعد تلقيه جرعته من لقاح فيروس كورونا.

وكذلك الحال في السواسي عزفت فرق أو فنانون بصفة تطوعية في مراكز تطعيم مختلفة أكثرها مدارس تم تحويلها إلى مراكز ميدانية، لتشجيع الناس على تحمل مدة الانتظار كي يتلقوا التطعيم وللمحافظة على معنويات الطاقم الطبي الذي يعمل لمدة 12 ساعة في درجات حرارية تجاوزت الأربعين مئوية.

في هذا الفيديو المصور بالمنستير (شرق) أقيم حفل موسيقي صغير مرتجل في المركز خلال عملية التلقيح. ويرافق الناس والأطباء الأغنية قبل أن يقفوا ليغنوا النشيد الوطني معا.

في هذا المركز بولاية المهدية (شرق) قامت فرقة موسيقية تلبس لباسا تقليديا بتنشيط يوم التلقيح بإنشاد أغان من التراث لحث الناس الذين أتوا للتطعيم على الانتظار.

فيما بعد مع الساعة الثامنة ليلا اختتم الطاقم الطبي وأعضاء من الكشافة التونسية الذين قدموا لهم يد المساعدة بجزيرة قرقنة (جنوب شرق) اليوم على إيقاعات موسيقية مرحة محتفلين باليوم كأنه عيد.

عودة حملة التلقيح منتظَرة منذ زمن

كما دارت صور تظهر جنودا ومتطوعي الكشافة ومنظمة الهلال الأحمر التونسي على ووسائل التواصل الاجتماعي وحركت مشاعر التونسيين. على غرار هذه الصور لجنود ومتطوعي جمعيات محلية يحملون على أكتافهم مسنين أو معاقين للدخول إلى المبنى. 

شرطيان يحملان شخصا معاقا إلى خيمة ميدانية بولاية قابس (جنوب شرق).

جندي يحمل سيدة مسنة إلى مركز تلقيح بشراردة بولاية القيروان (وسط). 

بغض النظر عن المساعدة بحضور المتطوعين خلال هذا اليوم الأول من حملة التلقيح، زودت جمعيات المراكز بالماء الأمر المهم تحت 40 درجة مئوية وبتواجد أشخاص مسنين في المراكز. وأحضرت جمعية محلية قوارير ماء باردة للطاقم الطبي والمرضى والمتطوعين في هذا المركز بمدينة أريانة (تونس).

وفي قفصة (جنوب غربي) وزّع مواطن من على متن عربة تك تك التي حولها إلى ثلاجة متنقلة قوارير ماء وقطع ثلج على مراكز التطعيم المحليين في حركة تضامن شكره عليها متساكني هذه الجهة حيث تتجاوز درجات الحرارة 45 درجة في شهر آب/أغسطس. 

كما استقبل "يوم التلقيح المفتوح" المقيمين الأجانب والناس غير الموثقين كما أكدت وزارة الصحة. في هذه الصور، نرى مقيمين موريتانيين ينتظرون دورهم في ساحة معهد في تونس.

وبدأت يوم 8 آب/أغسطس أول أيام حملة تطعيم جديدة بعد أسبوعين من تلقي تونس 3،2 ملايين جرعة لقاح من بلدان مختلفة منها الجزائر والإمارات العربية المتحدة والصين وفرنسا. 

وتبدأ عمليات التلقيح بالصيدليات يوم 16 آب/أغسطس.

منذ آخر حزيران/يونيو، تعرف تونس أقصى معدل وفيات منذ بداية الجائحة في ظل تأخر حملة التطعيم وسوء الإدارة الحكومية. وقد سجلت البلاد 20931 وفاة ناتجة عن فيروس كورونا. في 9 آب/أغسطس تلقى فقط 15 بالمائة من البالغين اللقاح.