الجزائر: الحراك الشعبي يعود إلى الشارع... وتعود معه الصور المضللة
نشرت في: آخر تحديث:
عادت المسيرات الأسبوعية للحراك الشعبي في الجزائر إلى الشارع منذ يوم 22 شباط/ فبراير وهو التاريخ الذي يصادف الذكرى الثانية لاندلاع هذه الحركة الاحتجاجية المناوئة للنظام والتي توقفت منذ سنة بسبب جائحة كورونا. ولكن عددا من صور المظاهرات التي تم يتم تداولها منذ بعضة أيام على وسائل التواصل الاجتماعي خادعة.
تم تداول هذا الادعاء على سبيل المثال على عدد كبير من صفحات فيس بوك منذ يوم 22 شباط/ فبراير مع ثلاثة صورشاشة من فيديوهات تبدو أنها تظهر مواجهات بين متظاهرين وأفراد قوات الأمن. ونقرأ في التعليق المصاحب لهذا المنشور: "مباشرة من وهران، الشرطة تقوم بقمع المتظاهرين خلال الذكرى الثانية للحراك الشعبي".
ويمكن أن نعثر على هذه المنشورات هنا وهنا وهنا وكذلك هنا.
في صورة الشاشة الأولى، يبدو أن متظاهرين يلقون مقذوفات على شاحنة للشرطة وفي صورة الشاشة الثانية يحاول المتظاهرون فتح باب الشاحنة، وللعثور على أصل هذا المقطع المصور الذي اقتطعت منه صور الشاشة الثلاثة، قمنا ببحث بالاعتماد على الكلمات المفاتيح التالية: الجزائر مواجهات شرطة.
وبعد هذا البحث، تأكدنا أن هذه الصور اقتطعت من مقطع فيديو نشر يوم 25 آذار/مارس 2019. ونجد الصور الثلاثة المقتطعة من الفيديو تواليا في التوقيت 0:39 و 0:55 و 1:21.
بالإضافة إلى ذلك، وعكس ما يدعيه المنشور الموجود على فيس بوك، فإن هذه الصور التقطت في الواقع في الجزائر العاصمة وليس في مدينة وهران. وفي الدقيقة 0:50، نرى ثلاث لافتات كتب عليها فندق الأوراسي ومن ثم حيدرة والأبيار. وهم على التوالي نزل وحيان يقعان في أعالي العاصمة الجزائرية.
وهو ما يعني أن الفيديو تم التقاطه في شارع بيكين، وبالتحديد هنا، غير بعيد عن القصر الرئاسي وليس في مدينة وهران كما يدعي الفيديو.
زد على ذلك أنه لا أحد من بين أفراد قوات الأمن كان يرتدي كمامة في هذه الصور في أوج جائحة فيروس كورونا.
حشد ضخم من البشر
كما تم إخراج صورة أخرى من الحراك الشعبي من سياقها على وسائل التواصل الاجتماعي. وتظهر هذه الصورة، التي نشرت يوم 23 شباط/فبراير على صفحة فيس بوك بالخصوص اسمها ''إسبانيا نيوز" وتم تداولها 73 مرة، تجمعا ضخما من الناس. وكتب في التعليق المصاحب لهذه الصورة "الحراك الشعبي اليوم".
وتمكن موقع الإنترنت المتخصص في التحقق من الأخبار "فتبينوا" من العثور على أصل هذه الصورة.
إذ يتعلق الأمر في الواقع بصورة شاشة من فيديو للحراك الشعبي نشر يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر 2019 على فيس بوك، وتظهر مظاهرات للحراك في مدينة برج بوعريريج الواقعة في منطقة أعالي الجبال في الجزائر.
حتى أن مؤشرا يمكن أن يجعلنا نشك بأننا رأينا هذه الصورة: فلم توجد أية صور لمظاهرات خلال سنة 2021 تظهر هذا الحشد الضخم من الناس.
ويبقى من غير المرجح البتة وجود مقطع فيديو التقط مؤخرا لمظاهرة لا نرى فيه أي شخص من بين المتظاهرين أو قوات الأمن يرتدي كمامة في ظل القيود المفروضة بسبب جائحة فيروس كورونا.
وإذ كنتم تبحثون عن صور حديثة لمظاهرات الحراك الشعبي في الجزائر، والتي استؤنفت منذ يوم 22 شباط/ فبراير الماضي، استقوا هذه الصور من مواقع جادة على غرار "إنتر ليني" و"القصبة تريبون" التي نتشر باستمرار صورا لهذه المسيرات.