في الهند... أسرار خان عصماني يلقب بـ"سبايدرمان" بنغالور بعد إنقاذه للحيوانات العالقة

أصبح الشاب الهندي أصيل مدينة بنغالور أسرار خان عصماني، 22 عاما، مشهورا في منطقته بإنقاذه الدائم للحيوانات التي تتواجد في وضع حرج. وأدهش عصماني الذي يعمل جراحا مساعدا في مصحة حيوانات الجميع بقدراته في التسلق وانتشرت فيديوهاته على نطاق واسع عبر الإنترنت.

وبعد إنقاذه للقطط والكلاب والطيور والقردة وغيرها من الحيوانات، أصبح أسرار خان عصماني الصديق الحميم للحيوانات بعد قيامه بمبادرات رياضية شجاعة من خلال تسلق العمارات بهدف مساعدة الحيوانات العالقة في أماكن لا يمكن الوصول إليها بعض الأحيان. حتى أن الرجل الشاب يؤكد أن سكان حيه يفضلون عموما الاتصال به على الاتصال بفرق الإنقاذ في بنغالور لأنه يحسن "التواصل مع الحيوانات وتهدئتها" وبالتالي تفادي تعرضها للإصابات.

في هذا الفيديو المنشور على تويتر في 2 سبتمبر/ أيلول، يتسلق أسرار خان عصماني بناية بهدف إنقاذ قط عالق بين قضبان نافذة.

"عندما أتسلق، لا أفكر في طريقة الهبوط"

وتعلم أسرار خان عصماني التسلق من خلال مشاهدة متسلقي جبال الآلب على يوتيوب، ومراقبة طريقة تسلق الحيوانات كالقطط والقردة للأشجار أو المباني. كما أن غرامه بالفنون القتالية يعطيه قدرة إضافية على صعود المباني العالية. لكن الصبر والشجاعة هما ما يجعلان عملية الإنقاذ ممكنة حسب هذا الشاب الذي حاوره فريق التحرير:

هناك بعض الأماكن التي لا يمكن أن تصل إليها فرق الإنقاذ في بنغالور. في كثير من الأحيان، لا يعرفون كيفية التعامل مع حيوان كما أنهم كثيرا ما يكونون مشغولين. عندما أرى شيئا خطيرا، أحب مواجهته. أعلم أنني أخاطر بحياتي في بعض الأحيان، ويمكن أن أصب بأذى لكنني أحاول الحفاظ على ثقتي في قدراتي. عندما أتسلق، لا أفكر في كيفية النزول. في بعض الحالات، قمت فقط بالقفز وأنقذت قطا لكنني لم أعرف كيف أنزل. اضطررت للجلوس، والتفكير في كيفية القيام بذلك. الأولوية هي إنقاذ الحيوان الذي لا يجب أن يصاب.

فرق الإنقاذ لا تعرف كيفية التواصل مع الحيوانات. إذا ما سارت الأمور بشكل سيء، يمكن أن يصاب المنقذ أو الحيوان. عندما أتسلق، أتوقف في نفس مستوى الحيوان وأقول له: "بإمكاني مساعدتك، هل يمكنك التعاون معي من أجل العودة إلى البيت؟" وبهذا الطريقة أستطيع الإمساك به ولا يردون الفعل.

"عصامي حصل في النهاية على عمل في المستشفى البيطري في بنغالور"

وأخذ عصماني هذا التوجه سنة 2013، عندما رصد كلبا عالقا واتصل بجمعيات ولم يأت أحد. وبقي الحيوان عالقا في نفس الوضع لساعات طويلة يئن من الألم. وهو ما جعل عصماني يقرر تولي الأمور وإنقاذ الكلب بنفسه.

منذ ذلك اليوم، يتوجه عصماني مع أصدقاء المدرسة إلى أماكن الإنقاذ حيث يتولى أصدقاؤه تصوير إنجازاته وتحولوا كلهم إلى حراس الحيوانات. وتناقلت الأحاديث أعمال عصماني وهو  ما جعله مشهورا في الجوار حيث لا يتوانى السكان عن الاتصال به في حالة وجود حيوان في وضع حرج. ويقود عصماني الحيوانات التي ينقذها إلى البيطري وهو ما جعله يتعلم الإسعافات الأولية التي يجب تقديمها للكلاب والقطط والطيور وغيرها من الحيوانات. إلى درجة أنه تعلم كيفية قياس نبض قلب حيوان والتحقق من وجود مشاكل في النظر أو اللسان لديه. بفضل هذه الخبرات، نجح عصماني في الحصول على عمل في مستشفى سيسنا لايف لاين في بنغالور.

يغامر عصماني بالنزول إلى بئر لإنقاذ حيوان. ويقر عصماني أن هذه التجربة هي الأكثر خطورة أثناء إنقاذه للحيوانات لأنه كان يمكن أن "يصادف ثعبانا داخل البئر." فيديو منشور على تويتر في 2 سبتمبر.

في فيديو أرسله أسرار خان إلى مراقبون فرانس 24 نراه وهو بصدد إنقاذ قرد صغير مجروح في يده بسبب عمود كهربائي. وقام فيما بعد بنقل الحيوان من أجل تلقي العلاج.

أسرار خان عصماني (بالسترة الصفراء) يتدخل مع فرق الإطفاء لإنقاذ جراء سقطت في قناة تصريف المياه بعد أمطار غزيرة. فيديو منشور على تويتر يوم 28 أغسطس/ آب.

"بإمكاني الإحساس بمشاعر هذه الحيوانات"

ويعمل عصماني مع فرق الإطفاء في بنغالور وفرق الإنقاذ لمساعدة الحيوانات الموجودة في خطر. وبما أنه متطوع في فرق التدخل السريع في بنغالور، يتدخل في حالات الطوارئ على غرار انهيار المباني ويركز على إنقاذ الحيوانات وما يشجع عصماني على ذلك هو شعوره بعد إنقاذ الحيوانات:

في إحدى المرات، خلال عملية تدخل [ فريق التحرير: في 8 سبتمبر/ أيلول، عندما انهارت بناية جزئيا في ضاحية جي بي ناغار] علقت فراخ ودجاجات في الداخل. كما علقت معزاة وكلب، كان علي الاقتراب بهدوء وبتروي لأتمكن من إنقاذها. سرنا لمدة خمسة دقائق في الداخل لنتمكن من إخراج الحيوانات. كنت مذعورا وقلت لنفسي ''البناية يمكن أن تنهار في أي لحظة، يجب علي إنقاذها وحسب.

يمكنني الشعور بأحاسيس هذه الحيوانات. يمكنني أن أرى في عينيها أنها تشعر بالخطر أو أنها في مشكل. عندما أقوم بشيء جيد، أشعر بأنني أنقذت حياة كائن حي. خصوصا عندما يتعلق الأمر بحيوان لا يتكلم ولكنه يطلب المساعدة ولم يرد عليه أحد. أنا فخور بما أقوم به كل يوم وأقول لنفسي إنه بإمكاني القيام بعمل أفضل في اليوم الموالي."

 

حررت هذا المقال باريسا يونغ.