خبر كاذب

اقتلاع أشجار "منافية للتعاليم الإسلامية" على يد متطرفين في باكستان؟ لا تتسرعوا!

مقاطع فيديو تزعم أنها تُظهر متطرفين باكستانيين يجتثون أشجارا بمبرر أن زراعتها "منافية للتعاليم الإسلامية" لكن التعليق على الفيديوهات مضلل.
مقاطع فيديو تزعم أنها تُظهر متطرفين باكستانيين يجتثون أشجارا بمبرر أن زراعتها "منافية للتعاليم الإسلامية" لكن التعليق على الفيديوهات مضلل.
إعلان

في 9 أغسطس/آب، أظهر فيديو على تويتر نحو مائة شخص يقتلعون أشجارا زُرعت حديثا في باكستان. وبالرغم من أن الفيديو حقيقي، فإن التعليق الوارد معه والذ يزعم أنه تم اقتلاعها من قبل متطرفين لأنه يعتبرونها "منافية للتعاليم الإسلامية"، مضلل. ويتعلق الأمر في الحقيقة بخلاف قبلي.

ويظهر الفيديو الذي تبلغ مدته أكثر بقليل من الدقيقة مئات الأشخاص يقتلعون الأشجار. وانتشر بأحد المنشورات هذا الفيديو على نطاق واسع عبر الإنترنت إذ يؤكد صاحبه أن الأمر يتعلق "زراعة الأشجار منافية للإسلام". ويؤكد ناشر الفيديو الذي يقيم في الهند أن المشهد دار في باكستان ذات الغالبية المسلمة. وتمت إعادة نشر تغريدته أكثر من عشرة آلاف مرة وسجلت أكثر من مليوني مشاهدة.

يقول التعليق على هذا الفيديو بالإنكليزية: "رئيس الوزراء الباكستاني يقلد مبادرة مودي (فريق التحرير: رئيس الوزراء الهندي) وبدأ في زراعة الأشجار. انظروا إلى هؤلاء الحمقى في باسكتان يقتلعون كل الأشجار إنه يقولون إن "زراعة الأشجار منافية للتعاليم الإسلامية".

وإثر نشر مستخدمي إنترنت هنود هذا الفيديو، تناقل مستخدمو إنترنت ناطقون بالفارسية في إيران نفس المعلومة مستهزئين بعملية اقتلاع الأشجار بمبرر ديني.

لماذا هذا الخبر كاذب؟

وفي 9 أغسطس/آب، أطلق رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان رسميا حملة واسعة لزراعة الأشجار في كل أنحاء البلاد بهدف زراعة 3,5 مليون شجرة في يوم واحد. وكُلفت السلطات المحلية بتحديد مواقع زراعة الأشجار في كل منطقة في باكستان. وفي خيبر، الإقليم الواقع شمال باكستان، اختارت السلطات منطقة شبه صحراوية لزراعة الأشجار.

صورة شاشة تُظهر المنطقة التي تم اختيارها لزراعة الأشجار المُتنازع عليها بين قبيلتين في إقليم خيبر.

 

وفي نفس اليوم، قامت "قوات النمر" وهي مجموعة متطوعين محليين آلاف الأشجار في هذه المنطقة. ولكن بعد ساعات من ذلك، أي بعد الظهر، جاء مئات من الأشخاص لاقتلاعها.

 

"ما حدث لا علاقة له بالإسلام أو أية إيديولوجيا'

عمر فاروق هو أحد مراقبينا ويعيش في إقليم خيبر في باكستان. لم يكن شاهد عيان على الحادث لكنه يعرف المنطقة جيدا.

 

ما حدث لا علاقة له بالإسلام أو أية إيديولوجيا. المنطقة التي اختارتها السلطات في خيبر هي منطقة صحراوية تتنازع عليها قبيلتان. وتطالب القبيلتان بحق الانتفاع وهما قبيلتا "سيباه" و"غابي خليل". وفيما كان قسم من قبيلة "سيباه" موافقا على استخدام تلك الأرض لزراعة الأشجار، لم يكن قسم آخر من القبيلة موافقا على ذلك. هؤلاء هم من قاموا بمهاجمة المنطقة واقتلاع الأشجار.

ولكن بعد ظهر نفس اليوم، جاء أعيان قبيلة ''سيباه" لإعادة زراعة الأشجار وقدموا اعتذارا باسم قبيلتهم بما قام به شبان القبيلة الصغار، بالرغم من أن الضرر قد حصل.

 

فيديو يُظهر أعيان قبيلة سبياه يقومون بإعادة زراعة الأشجار

 

كان الناس مصدومين من رؤية مشهد اقتلاع الأشجار. وبغض النظر عن ذلك، فإن نشر هذه الخبر الكاذب الذي يزعم أن الناس اقتلعوا الأشجار لأنها "مخالفة للتعاليم الإسلامية" بعيدة تماما عن حقيقة ما جرى. ومن ثم فلم يهتم أي شخص بالفيديو الآخر الذي نرى فيه رجال هذه القبيلة يقومون بإعادة زراعة الأشجار.

وحسب الوزير المسؤول عن محافظة خيبر باختوخوا، محمود خان، فإن السلطات أكدت أنها علمت بالحادث ووعدت باتخاذ إجراءات بحق مرتكبي هذا الفعل. وأضاف أنه تم اقتلاع أقل من 6000 شجرة.

 

الهند وباكستان، خصمان لدودان يستخدمان الأخبار الكاذبة

وانتشر الخبر الكاذب الذي يزعم إظهار اقتلاع أشجار لأسباب مرتبطة بالتعاليم الإسلامية في البداية على وسائل التواصل الاجتماعي في الهند.

وليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها متسخدمو الإنترنت الهنود تشويه الباكستانيين والعكس صحيح. فالنزاع والاحتقان بين البلدين طالما كان ذريعة لكي يقوم سياسيون أو حتى وسائل إعلام من الجهتين بنشر صور مضللة أُخرجت من سياقها بهدف تشويه الطرف المقابل.