لبنان

بالفيديو: مومستان لبنانيتان من مغايري الهوية الجنسية تتعرضان للضرب أمام المارة

لقطة من فيديو يصور اعتداء على مغايرتين للهوية الجنسية في منطقة جونيه شمال لبنان في 18 تموز/يوليو 2018.
لقطة من فيديو يصور اعتداء على مغايرتين للهوية الجنسية في منطقة جونيه شمال لبنان في 18 تموز/يوليو 2018.

ترجمة: عائشة علون

إعلان

في 18 تموز/يوليو في مدينة جونيه الساحلية شمال بيروت تعرضت  مومستان من مغايري الهوية الجنسية للاعتداء من رجل في الشارع. مراقبتنا، شابة لبنانية مغايرة الهوية الجنسية، ترى أن هذا الاعتداء يسلط الضوء على جو الرعب الذي تعيش فيه الأقليات الجنسية في لبنان.

دار هذا المشهد في ضواحي جونيه وقد صور على مرحلتين ومدة التسجيلين بضع دقائق. وسرعان ما تم تداولهما على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أثارا العديد من ردود الأفعال. في الفيديو الأول تظهر مغايرة هوية جنسية وهي تهرب. وتنتقل الكاميرا نحو امرأة أخرى ملقاة على الأرض. ويظهر رجل في الخمسين من عمره تقريبا ينهال عليها بالضرب ويمنعها من المغادرة. أربعة أشخاص تجمعوا وأخذوا يشاهدون ما يجري. وفي الفيديو الثاني، يظهر بوضوح ذلك الرجل وهو يجلس على المرأة التي يمسك بها من يديها ليمنعها من المقاومة. ثم يقول: "أعيدي لي 200 دولار إنه مالي! (في لبنان تستخدم عملتان: الليرة اللبنانية والدولار ويساوي الدولار الواحد 0,80 يورو تقريبا).

هذان التسجيلان أثارا العديد من ردود الأفعال عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة واتساب.

"أتمنى أن يأتي يوم ينتبه فيه الناس إلى أننا كلنا النموذج وأن مجتمعنا أكبر من فقاعتنا الضيقة التي نحن بداخلها"

 

"أعمال العنف تجاه أقليات من مغايري الهوية الجنسية أصبحت سائدة في لبنان"

أمين رحيم عضو في جمعية "حلم" (حماية لبنانية للمثليين)، وهي أول تجمع لجماعة المثليين والمثليات وثنائيي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا في الشرق الأوسط. ومنذ عام 2004، تصدر "حلم" تقارير عن وضع الأقليات المختلفة جنسيا ومتابعة كاملة لكل حالة من الحالات الخاصة للاضطهاد أو التمييز. وفي غياب التواصل مع الشرطة البلدية في جونيه، قررت الجمعية إجراء تحقيق بنفسها. وهي تدلي بروايتها لما حدث بفضل الشهادات التي جمعتها.

 

"حسب أصحاب المتاجر الذين تحدثنا معهم في عين المكان، فقد خرجت الشابتان من الفندق وهما تركضان. ويبدو أن الرجل كان معهما للحصول على خدماتهما، لكن في اللحظة التي أراد قضاء حاجته انتبه إلى أنهما مغايرتان للهوية الجنسية فبدأ يهاجمهما. وكانتا قد حصلتا منه على 200 دولار وأرادتا الهروب. إحداهما استطاعت الهروب فعلا والثانية لم تستطع. وبعد بضع ساعات، ألقي القبض على الفتاتين [هيئة التحرير: الدعارة في لبنان غير مسموح بها قانونا وعقوبتها قد تصل إلى السجن 10 سنوات].

 

هذه الرواية هي الأكثر ترددا. وأعمال العنف هذه تجاه أقليات مغايري الهوية الجنسية أصبحت سائدة في لبنان. وإذا حدث اشتباك أو اعتداء، فسيجد مغاير الهوية الجنسية نفسه دائما خلف القضبان..هذه عادة.

اتصل فريق "مراقبون" بشرطة جونيه لكنها لم ترد على أسئلتنا، وسننشر أي رد قد يصلنا منها. أما مراقبتنا، فلم تستطع معرفة ما حدث للفتاتين المقبوض عليهما.

وحالات التمييز تجاه مغايري الهوية الجنسية ما زالت موجودة رغم أنه منذ 2016 أصبح مسموحا للأشخاص مغايري الهوية الجنسية بتغيير جنسهم. ولم يعد يمكن ملاحقتهم ولا توقيفهم لأسباب متعلقة بميولهم الجنسية.

"الشرطة لا تحمينا"

ساشا عارضة أزياء لبنانية ومغايرة الهوية الجنسية. منذ بضع سنوات وهي تواجه هذا النوع من العنف.

 

يعتبر لبنان البلد الأكثر "تساهلا" مقارنة بغيره من البلدان العربية فيما يخص المثليين ومغايري الهوية الجنسية، لكن أغلبية المجتمع لا يتقبل مختلفي الميول الجنسية والشرطة تقوم بحملات اعتقال منتظمة. هذا الفيديو ليس سوى دليل من جملة أدلة أخرى. هؤلاء عاملات جنس لأن هذا هو الحل الوحيد الذي وجدنه لكي يندمجن في المجتمع. عندما يكون الشخص من مغايري الهوية الجنسية تصبح الأشياء الاعتيادية مثل الحصول على وظيفة أو التعليم أو حتى إيجاد سكن أمورا صعبة للغاية.

اليوم لا أشعر بأي حماية من الشرطة أو من أي جهة أخرى. لكن لكل واحد مسار مختلف وتجارب مختلفة. فقد حدثت عدة شجارات بيني وبين الشرطة وحدث ترهيب من جهتهم. والأصعب هو نقص الدعم من المجتمع. من المفترض أن تحمينا الشرطة لكنها تتصرف عكس ذلك تماما. ما ينبغي معرفته هو أن هذا الموضوع ما زال من المحظورات في لبنان. ومغايرو الهوية الجنسية يمكنهم تغيير جنسهم لكن الجميع لا يتقبل هذا التغيير.

ترجمة عائشة علون.