الهند - أفغانستان

من الهند إلى أفغانستان نفس الصور "الإغرائية الجنسية" لمحاولة نزع المصداقية عن السياسيين

في الأعلى صورة رئيس الشرطة في كابول حسن شاه فروغ وفي الأسفل يمينا ويسارا صورتان نشرتا لنزع المصداقية عن هذا الرجل على مواقع التواصل الاجتماعي.. لكن الرجل في الصورة ليس حسن شاه فروغ!
في الأعلى صورة رئيس الشرطة في كابول حسن شاه فروغ وفي الأسفل يمينا ويسارا صورتان نشرتا لنزع المصداقية عن هذا الرجل على مواقع التواصل الاجتماعي.. لكن الرجل في الصورة ليس حسن شاه فروغ!
إعلان

عقب الاعتداء الإرهابي الذي سقط خلاله 22 قتيلا في فندق الإنتركونتينينتال بكابول في 21 كانون الثاني/يناير،أراد البعض إلقاء المسؤولية على رئيس الشرطة في العاصمة الأفغانية فنشروا صورا تدّعي أنه على سرير مع امرأة. لكن هذه الصور سبق أن استخدمها رواد الإنترنت مرارا وتكرارا للاستهزاء بثلاثة وزراء هنود على الأقل.

هذه الصور التي يفترض أن تدين رئيس شرطة كابول يظهر فيها رجل خمسيني مع امرأة شبه عارية. ومن أصل الصور السبع هناك واحدة تبدو أنها "سيلفي". والرجل والمرأة لا يرتديان نفس الملابس لذلك من الممكن أن تكون الصور قد التقطت في أوقات مختلفة.

صورة متكررة

بعد البحث في الإنترنت يتضح أنه ليس أول مرة تستخدم فيها هذه الصور لنزع المصداقية عن أحد المسؤولين. فقد وجدنا ثلاث حالات أخرى على الأقل تهدف إلى التنديد بما يُزعم أنها فضيحة جنسية، لكن في كل مرة كان ذلك في الهند. واتضح لنا من خلال البحث المعاكس أن أصل هذه الصور يظهر أنها نشرت على عدة مواقع هندية خاصة بمضامين الإغراء الجنسي والإباحية. ومن خلال ما شاهدناه، فهذه الصور مقتطفة من مشهد إغرائي جنسي.

منذ أيلول/سبتمبر 2016، لم تبذل عدة وسائل إعلامية هندية أي جهد على ما يبدو للتحقق من هذه الصور وتداولتها مع ذلك، مثلهم مثل عشرات الآلاف من مستخدمي الإنترنت، مع الادعاء بأن الرجل في الصور هو هذا المسؤول السياسي أو ذاك.

وفي 10 أيلول/سبتمبر 2016، نشرت هذه الصور الإغرائية على مواقع التواصل الاجتماعي الهندية وبعض وسائل الإعلام متحدثة عن "فضيحة رسائل إم.إم.إس لوزير النقل الهندي عن حزب AAP اليميني الوسطي الحاكم في ولاية ديلهي. وفي 2016، كان وزيران للنقل من هذا الحزب في هذه البلدة وهما غوبال راي وكيلاش غاهلوت. وأيا كان الذي يشار إليه منهما، فلا أحد منهما يشبه في شكله الرجل الذي في صور العري.

يسارا، غوبال راي ويمينا كيلاش غاهلوت. لا أحد منهما يشبه الرجل الذي في الصور "الإغرائية". لكن اسميهما ارتبطا بهذه الصور..

أما الوزير السابق في ديلهي المكلف برفاه النساء والأطفال سانديب كومار فقد ظهر في فيديو جنسي في نفس الوقت. وهو في الثلاثين من عمره ولا يشبه للرجل الذي في الصور.

وزير نقل آخر... غير معروف

بعد شهرين راجت الصور من جديد على الإنترنت الهندي لكن هذه المرة بلغة التامول ووجه الاتهام إلى وزير محلي آخر وهو وزير ولاية كارناتاكا في الجنوب الغربي للبلد. واستقطب المنشور مشاهدات هائلة، وتم تشاركه أكثر من 321000 مرة انطلاقا من هذا الحساب.

الصورة نشرت على بعد أكثر من 2000 كيلومتر من مكانها المزعوم في منطقة أغلبها من التامول.

ولكن هنا أيضا الأخبار الكاذبة سافرة والوزير المعني رامالينغا ريدي (ظاهر في الصور أدناه) لا يشبه بأي شكل الرجل الذي في الصورة.

رامالينغا ريدي عضو في المؤتمر الوطني الهندي وهو أيضا متهم في هذه الصور.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي كانون الأول/ديسمبر 2017 نشرت بعض وسائل الإعلام نفس الصور متهمة هذه المرة "عضوا في حزب BJP -حزب الشعب الهندي-، وهو الحزب الحاكم في الهند. واسمه غير مذكور لكن وسائل الإعلام أكدت أنه مرشح للمجلس البلدي في جلال سار، وهي مدينة صغيرة على بعد 200 كيلومتر جنوب ديلهي. وحسب الإعلام، فإن هذه الصور نشرها خصوم الرجل داخل الحزب المذكور.

شرطي أفغاني... الشبه صارخ هذه المرة

آخر ضحية لنشر الصور هذه المرة هو رئيس شرطة كابول حسن شاه فروغ. لكن هذه الحالة معقدة شيئا ما. هذا هو حسن شاه فروغ

أليس الشبه صارخا؟ الشبه بين الرجل في الصورة والشرطي سمح لمستخدمي الإنترنت الأفغان بالتفكير في اتهام رئيس الشرطة باللامسؤولية.

غير أنه بعد تفحص شكل الرجلين بالتفصيل يتسنى إظهار الحقيقة. الرجل الذي في الصورة لديه شامة على خده اليمين، أما السيد حسن شاه فروغ فليس على خده أي شامة. ثم إن رجل الصورة يرتدي شعرا مستعارا، وليست هذه حال السيد فروغ.

ومهما كان الأمر وبخلاف ما يؤكده بعض مستخدمي الإنترنت الأفغان، فهذه الصور تعود إلى سنتين على الأقل ولا يمكنها أن تثبت أي شيء عن نشاط رئيس الشرطة أثناء اعتداء فندق الإنتركونتينينتال.

ومن هذان الزوجان؟

أول أثر لهذه الصور على الإنترنت يعود إلى آب/أغسطس 2016 على منتدى إباحي جنسي هندي فيه نحو خمسين صورة أخرى إغرائية جنسية. ولكن لم يتسنّ إيجاد هويتيهما الحقيقيتين وتحديد إذا كانا ممثلين محترفين أم مجرد زوجين.

لكن الأكيد أن هذه الصور ليس فيها أي سياسي هندي ولا رئيس الشرطة الأفغاني.

ترجمة: عائشة علون