فيديو مفبرك عن "مقتل مثلي في المغرب"
نشرت في: آخر تحديث:
هناك فيديو تظهر فيه عملية اعتداء شنيعة وتتداوله منذ بضعة أيام مجموعات على فيس بوك وعلى واتساب في المغرب. ووصف الفيديو بأنه حادث قتل أحد المثليين الذي يقال إنه وقع في المغرب. لكن هذه المشاهد في الحقيقة لا علاقة لها بالمغرب. فقد صورت في البرازيل وتم تحويرها قصدا للإيهام بـأنها جريمة قتل على أساس معاداة المثليين حدثت في المغرب.
المشاهد مروعة لذلك ارتأينا ألا ننشر سوى صور عن الشاشة.
صور لشاشة الفيديو يظهر فيها ما يُزعم أنها جريمة قتل على أساس معاداة المثليين في المغرب.
هذا الفيديو أرسله أحد مراقبينا بالمغرب لفريق تحرير "مراقبون" يوم الثلاثاء 9 كانون الثاني/يناير، وقد أخذها عن مجموعة عبر واتساب.
تظهر في الفيديو جماعة من خمسة شبان يضربون رجلا بالعصا وبحجر، ثم بساطور ويتركونه شبه ميت وسط أرض خالية على ما يبدو. وفي الخلفية يسمع صوت باللهجة المغربية لرجال يصيحون (نورده هنا بالفصحى): "هيا يا سعيد اضرب هذا ابن الـ...!"، هيا أكمل...أكمل..اضربه!"
صورة شاشة أرسلها مراقبنا بالمغرب.
وبعد البحث بالتعاون مع مراقبنا المغربي وجدنا أن هناك صفحة فيس بوك اسمها "كازا الحضارة" (الدار البيضاء الحضارة) أبلغت عن هذه الكذبة يوم الأحد 7 كانون الثاني/يناير. وقد تم التوضيح في هذا المنشور بأن الفيديو صور في البرازيل وليس في المغرب استنادا إلى صورة الشاشة.
وعند البحث بكلمات مفتاحية على غوغل وجدنا الفيديو الأصلي. واكتشفنا أنه لا وجود لأي صوت باللهجة المغربية وأن اللغة الوحيدة المسموعة هي برتغالية البرازيل. وهذا الفيديو الذي تتناقله حسابات عبر واتساب بالمغرب قد أعيد مونتاجه وأضيفت الأصوات المغربية قصدا.
لقد وضعت هذه الأصوات لإخفاء الأصوات الأصلية باللغة البرتغالية. والمعتدون في الفيديو يحضّون بعضهم على ضرب الضحية. الصوت رديء لذلك لا يمكن أن يسمع سوى مقطع قصير يصرخ فيه المعتدون: "هيا هيا!"، ثم يقولون في نهاية الفيديو "يكفي" كمن يريد القول إن المجني عليه انتهى أمره.
علاوة على ذلك، نشرت مقالات عديدة عن هذه الحادثة في الإعلام البرازيلي منذ 5 كانون الثاني/يناير. ونقلا عن الصحافة المحلية، فقد ذكرت الشرطة المدنية البرازيلية أن الضحية مراهق عمره 17 سنة. وقد قتل في 30 كانون الأول/ديسمبر 2017 في فورتاليزا، عاصمة ولاية سيارا في الشمال الشرقي للبرازيل. ويظل دافع الجريمة غير معروف لكن الشرطة تشك في أنه تصفية حسابات بين عصابات متنافسة.
وبالنظر إلى هذا الفيديو كما هو، لا يمكن معرفة دوافع من قاموا بهذه الفبركة.
إذا أردتم التحقق من فيديو أو صورة، لا تترددوا في الاتصال بنا بالبريد الإلكتروني: observers@france24.com
أو على صفحتنا عبر فيس بوك هنا.
ترجمة: عائشة علون