السعودية

إشاعات حول اعتداءات في السعودية على النساء اللواتي يقدن السيارات

الصورة ملتقطة من فيديو يظهر القبض على شاب تحرش بفتاة بالرياض في 2014.
الصورة ملتقطة من فيديو يظهر القبض على شاب تحرش بفتاة بالرياض في 2014.

إعلان

لن يدخل قرار الملك سليمان بالسماح للنساء بالقيادة في المملكة الذي أعلنه في 26 سبتمبر/أيلول، حيز التنفيذ إلا في غضون تسعة أشهر. لكن مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي لم ينتظروا هذه المهلة لكي ينشر عدد منهم إشاعات حول الموضوع، من بينها فيديوهات يزعمون أنها تظهر رجالا يعتدون على السائقات.

انتشرت هذه الفيديوهات إبان إعلان القرار الملكي، وتداولتها عدة وسائل إعلام في الشرق الأوسط على أنها أدلة على الاعتداءات التي تعرضت إليها سعوديات سارعن بقيادة السيارات غداة الإعلان الملكي.

معتدي قبض عليه المارة

هذا الفيديو مثلا نشر على الموقعين nnpress.com و Almadenahnews. في هذه المشاهد، يظهر رجل محاولا كسر زجاج سيارة قبل أن يلحقه حشد من المارة لإلقاء القبض عليه.

بحث عكسي من خلال أداة منظمة العفو الدولية YouTube Data Viewer تظهر تواريخ سابقة لنشر هذا الفيديو على موقع يوتيوب، أقدمها يعود إلى 19 أكتوبر/تشرين الأول 2014. صحيح أن الحادثة دارت في الرياض، لكن الرجل كان يحاول ركوب السيارة قبل أن يهاجمه المارة، وقد كان اعتدى على امرأة داخل مركز تجاري.

رجل يمنع امرأة من ركوب سيارتها

الفيديو التالي يحمل رمز الشبكة الإعلامية التشاركية المصرية رصد. وهو عبارة عن مجموعة من المقاطع تظهر اعتداءات مزعومة ضد النساء بعد القرار الملكي. بين الثانية 46 و50 من الفيديو، يظهر رجل يرتدي قميصا أحمر ويحاول منع امرأة من ركوب سيارتها.

نفس الفيديو نشر على موقع يوتيوب بتاريخ 24 ديسمبر-كانون الأول 2014 تحت عنوان "بنت تقود سيارة في المملكة والشباب ما قصروا معها". ليس بإمكاننا تأكيد أن هذه المشاهد صورت في جدة، لكن المؤكد أن الفيديو لا علاقة له بالقرار الملكي.

القبض على هارب

هذا الفيديو نشر في 30 سبتمبر/أيلول وتداولته عدة وسائل إعلام تحت عنوان "انعدام الأمن في المملكة العربية السعودية بعد السماح للنساء بالقيادة". ويظهر فيه عدد من الشباب وهم يهرولون في موقف سيارات وكأنهم يطاردون شخصا ما.

في الحقيقة، هذه المشاهد صورت خلال مهرجان المناطيد في تبوك، شمال غرب المملكة، الذي انعقد في 23 و24 سبتمبر/أيلول. ولو تثبتنا في الفيديو لرأينا امرأتين تلبسان عباءة سوداء وطفلا يجرون وراء رجل في موقف السيارات. ويصيح أحدهم :"الحقوهم !". ثم ينضم إليهم مجموعة من الشباب لمساعدتهم على القبض على الهارب. وقد نشر هذا الفيديو عدة مستعملين، لا سيما على موقع تويتر، قائلين إن الشباب نجحوا في القبض على رجل كان قد سرق هاتف فتاة في موقف السيارات التابع للمهرجان.

تغيير فحوى خطاب الملك

بعض مستعملي الإنترنت نشروا إشاعات أكثر، إذ قاموا بتغيير فحوى الخطاب الملكي لجعله يقول عكس ما أعلن عنه.

هذا الفيديو نشر في الفاتح من أكتوبر/تشرين الأول، ويتحدث فيه مقدم قناة عمومية سعودية وهو يقرأ البيان الملكي عن "إصدار رخص القيادة للذكور وأن تشكل لجنة على مستوى عال من وزارة الداخلية".

في الحقيقة، تم قطع جزء من كلام المقدم كما يظهر في هذا الفيديو الذي يقرأ فيه بيان القرار الملكي على الهواء :

 النساء يقدن السيارات ابتداء من شهر يونيو/حزيران

من جهتها، نفت السلطات السعودية أي اعتداءات على النساء على خلفية علاقة بالقرار الملكي. بيد أن وزارة الداخلية أعلنت في 29 سبتمبر/أيلول من خلال حسابها على موقع تويتر أنها باشرت بتوقيف شاب هدد بحرق سيارات جميع النساء اللواتي سيتجرأن على القيادة.

قرار الملك سلمان لم ينل إجماع المملكة الوهابية التي تعرف بشدة المحافظة. وغداة هذا الإعلان التاريخي، أطلق البعض حملة على شبكات التواصل الاجتماعي تحت رمز #الشعب_يرفض_قيادة_المرأة_3 يناشدون من خلاله الملك بالتراجع على قراره، خشية أن يقود ذلك المجتمع نحو "الانحلال الأخلاقي".

 

وسيدخل القرار الملكي حيز التنفيذ ابتداء من شهر يونيو/حزيران 2018، أي بعد فترة يفترض أن تكون كافية لكي تحصل النساء على رخصة سياقة.