مهاجر نيوز

"ربما هنا".. موقع إلكتروني يحيي الأمل بالعثور على المفقودين

صورة ملتقطة من موقع "ربما هنا"
صورة ملتقطة من موقع "ربما هنا"
إعلان

"مايبي هير" (ربما هنا) موقع إلكتروني، قد تبدأ منه رحلة البحث عن المفقودين، فهو يعزز فرصة العثور على التائهين الذين يخوضون رحل الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، أو الذين تعرضوا للخطف بعد أن تركوا بلدهم الأم بسبب الحروب أو النزاعات.

يعمل الموقع على توحيد الجهود في البحث عن المفقودين والإبلاغ عن الأفراد الذين يتم العثور عليهم. ويهدف بشكل رئيسي إلى توفير منصة بحث وأدوات تسهل إيجاد الأشخاص الذين كانت الهجرة سببا لفقدانهم.

منذ بداية عام 2017 تم تسجيل أكثر من 2500 حالة اختفاء أو غرق أثناء محاولات لعبور البحر المتوسط بقصد الهجرة غير الشرعية، بحسب منظمة "أطباء بلا حدود". وفي عام 2016 اختفى ما يقارب من 10 آلاف طفل لاجئ بعد وصولهم إلى أوروبا، وفق ما أعلن جهاز الشرطة في الاتحاد الأوروبي (اليوروبول).

لكن في أغلب الحالات، تواجه العائلات صعوبات في عملية البحث بسبب عدم امتلاكها معلومات دقيقة حول ظروف ومكان الحادث. كما يلجأ الأشخاص إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الخبر، لكن هذه المواقع لا توفر لهم الأدوات اللازمة، ويفشلون في الوصول إلى هدفهم، لأن نتائج البحث عبر هذه المواقع غير دقيقة، وعندما يقوم البعض بإعادة نشر خبر عن شخص مفقود تزيد احتمالية نقل المعلومات الخاطئة (تفاصيل عن هوية الشخص ومكانه..)، أو مثلا يصعب الوصول إلى صاحب العلاقة لعدم توفر معلومات التواصل المطلوبة.

صورة ملتقطة لمنشور على "فيس بوك" بهدف البحث عن شخص مفقود.

محمد توتونجي مبرمج سوري من حلب لجأ إلى مدينة بورصة التركية عام 2014. يعمل توتونجي مع شركات برمجة في تركيا لكنه استطاع تخصيص جزء من وقته الخاص وبادر إلى إطلاق منصة "مايبي هير" (ربما هنا) بمفرده في شهر تموز/يوليو 2017.

صورة ملتقطة - الصفحة الرئيسية لموقع

من خلال متابعتي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، شاهدت عن طريق الصدفة منشورا يتم تداوله على "فيس بوك" حول شابة سورية تم خطفها في تركيا. انتشر الخبر على صفحات متعددة، لكن كانت هناك معلومات إما ناقصة أو خاطئة عند إعادة مشاركة المنشور، كرقم الهاتف أو مشاركة صور غير صحيحة، لذلك زادت عملية البحث تعقيدا. وحتى بعد إيجاد الشخص، يستمر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في تداول الخبر لعدم معرفتهم بأن الشخص تم العثور عليه مثلا.

من هنا، جاءت الفكرة بإنشاء منصة إلكترونية توحد جهود البحث في مكان واحد، وتجمع معلومات موثقة ودقيقة عن الشخص المفقود. مركزية البيانات وتحديث الحالة بشكل مستمر هي أهم ما يميز هذا المشروع الذي يساعد المهاجرين عند وصولهم إلى البلد الغريب لأنهم لا يمتلكون معلومات حول كيفية البحث عن المفقود. وبسبب الهجرة غير الشرعية وعدم امتلاك هؤلاء المهاجرين لوثائق رسمية غالبا ما تلجأ العائلات إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإجراء عملية البحث.

الموقع متاح باللغتين العربية والإنكليزية. ويضم قسمين رئيسيين، الأول: (بلّغ عن مفقود) والثاني: (بلّغ عن شخص عثرت عليه).

عند تسجيل الحالة، ينشئ المستخدم ملفا يحدد فيه مواصفات الشخص المفقود كالعمر، الجنس، لون العينين، وسمات مميزة، كوجود شامة أو وشم على الجسد. إضافة إلى البيانات المتعلقة بوقت ومكان اختفاء الشخص المراد البحث عنه.

ويضم الملف صورا للشخص وأرقام التواصل مع ذوي المفقود. ويتيح الموقع تحديث المعلومات بشكل دائم وإضافة بيانات جديدة قد تعزز فرصة العثور على الشخص.

وعند العثور على الشخص المفقود يتم إغلاق الملف.

تتيح مجموعة البيانات هذه استخدام خاصية "الفلترة" أثناء البحث عن شخص ما. وهذا ما يسهل العثور على الشخص المفقود.

 

ومن الحالات التي تم تسجيلها على الموقع هذه العائلة المكونة من 8 أشخاص، فقدت عند محاولة الهجرة عبر البحر من تركيا إلى اليونان.

فقدت سليمة أحمد خليل مع 7 أفراد من عائلتها بالإضافة إلى آخرين في بحر إيجه بتاريخ 10/12/2015 نتيجة غرق القارب الذي كانوا يستقلوه من جزيرة ديدم التركية باتجاه جزيرة فارماكونيسي اليونانية.

استطاع أربعة أشخاص من الذين كانوا معهم في القارب بالوصول سباحة إلى الجانب اليوناني.

كما استطاع شخصان من العودة إلى الجانب التركي.

وتم العثور على أربع جثث في البحر.

وبقي 20 شخصا في عداد المفقودين إلى الآن

صورة ملتقطة - عائلة مفقودة مكونة من 8 أشخاص

أطلق توتونجي هذه المبادرة غير الربحية بمفرده. وعن كيفية إدارته للموقع، يقول محمد:

من أجل التحقق من صحة المعلومات، أتواصل هاتفيا مع الأشخاص الذين بلغوا عن حالة فقدان أو عثروا على شخص، وأطرح عليهم أسئلة دقيقة حول ظروف الاختفاء، كالمكان والتاريخ. ثم أقوم ببحث سريع لأتحقق من صحة الصور والبيانات.

أحرص على مراقبة الموقع باستمرار لتجنب وجود حالات غير دقيقة، مثل الأشخاص الذين يعمدون إلى نشر صور مزيفة أو بلاغات كاذبة.

حتى اليوم، وصل عدد الملفات المسجلة على الموقع حوالى 100. وتم إغلاق 4 ملفات، أي تم العثور على 4 أشخاص استخدموا "ربما هنا" كوسيلة بحث.

صورة ملتقطة من موقع

للحديث بشكل خاص عن حالات خطف المهاجرين، أهم ما يميز هذا الموقع هو أنه يتيح البحث عن الأشخاص المفقودين مهما طال الزمن. فحتى بعد مرور سنوات عديدة على الحادثة يبقى ملف الشخص موجودا إلى أن يتم العثور عليه. وهذا ما يعطي فرصة أيضا للشخص التائه إلى إيجاد أقاربه.

على سبيل المثال، لجأ آلاف القاصرين من تركيا إلى اليونان عبر البحر وكثيرا ما يفقد هؤلاء الأشخاص القدرة على إيجاد عائلتهم خاصة في حالات الحروب كما هي الحال في سوريا والعراق. لكن عبر الموقع نزيد فرصة لم الشمل.

مستقبلا، آمل أن يكون هناك تواصل مع الجهات الأمنية والمنظمات الإنسانية التي تعمل في هذا المجال. مثلا هناك جهات تعمل على مساعدة المهاجرين أو تتعرف على جثث الغارقين أثناء الهجرة عبر البحر المتوسط. وبالتعاون مع منظمات كالصليب الأحمر نأمل بتوفير جهد البحث عن الأشخاص الذين تجدهم المنظمات المحلية. أو في حالة الوفاة، نستطيع تأكيد أن الشخص المفقود قد توفي. كما أطمح إلى إضافة لغات أخرى على الموقع مثل الفرنسية والألمانية والتركية.

يتمتع الموقع، بخلاف مواقع التواصل الاجتماعي بإمكانية حفظ البيانات والمعلومات، ويتيح الوصول إليها بسهولة في أي وقت. وبذلك يستطيع المستخدم مشاركة رابط الملف الذي تتوفر فيه آخر المعلومات على مختلف المواقع.

لتصفح الموقع باللغة العربية، اضغط على الرابط.

هذا المقال منقول من موقع مهاجر نيوز