يقول حامد سنو، مغني مجموعة "مشروع ليلى" الذي يُشهر مثليته الجنسية، متوجها إلى الكاميرا: "كثيرون لا يعرفون أن الواقي الجنسي يحمينا من الأمراض المنتقلة جنسيا، لكن يتوجب معرفة استعماله". وقد اختارت المنظمة غير الحكومية مرسى حامد سنو لكي يشرح، في فيديو، طريقة وضع الواقي الجنسي، برفقة الممثلة اللبنانية يمنى غندور.
الفيديو يشرح الأمر بطريقة طريفة ويشير للأخطاء الواجب تفاديها.
كثيرون أشادوا بجرأة الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي. بينما ندد آخرون بقلة الاحتشام، ما أغضب حامد سنو الذي استنكر أن يكون الحديث عن الصحة الجنسية أكثر خدشا للحياء من ارتفاع عدد المصابين بأمراض جنسية. وحسب إسماعيل معتوق، وهو مختص في الأمراض الجلدية والجنسية في بيروت فقد "ارتفع عدد المصابين بأمراض جنسية في السنوات الأخيرة، مثل الزهري".
أهم شيء بالنسبة لديانا أبو عباس، مديرة منظمة مرسى، هي الضجة التي أحدثها الفيديو.
"يجب التشجيع على الحوار، إذ لا يزال صعبا التطرق إلى موضوع الجنس في الساحة العامة"
قلة التربية الجنسية يثقل المسؤولية على كاهل منظمات المجتمع المدني. في مرسى، اخترنا أن نتطرق إلى هذه المشاكل بطريقة مباشرة، حتى أن شعارنا هو "بلا حياء". ربما كان الفيديو صادما للبعض، لكنه على الأقل يحث على الحوار في بلد لا يزال صعبا فيه التطرق إلى موضوع الجنس على الساحة العامة.
مركز مرسى مفتوح للجميع، مهما كان جنس الشخص أو ميله الجنسي. للزائرين الحق في عدم التصريح بهويتهم والتمتع باختبار مجاني لفيروس نقص المناعة مكتسبة، إلى جانب العيادات الطبية والنفسية. لا نريد من المرضى أن يخشوا الطرد أو الفضيحة كالحاصل أحيانا في المستشفيات مع كثير من النساء والرجال غير المتزوجين والمصابين بالأمراض الجنسية.
"استعمال الواقي الجنسي مسؤولية مشتركة"
المعلومات التي نجمعها مهمة جدا، لأن الأبحاث قليلة في لبنان. وقد لاحظنا أن الكثيرين لا يستعملون الواقي الجنسي أو لا يعرفون كيفية استعماله جيدا. هذا الفيديو يشير إلى أن استعمال الواقي مسؤولية مشتركة. على النساء والرجال اقتناء الواقي دون حرج.
"المثليون أكثر وعيا بخطورة الأمراض الجنسية"
هشام (اسم مستعار) يبلغ من العمر 32 سنة وهو مثلي يراجع بانتظام منظمة مرسى.
هذا الفيديو يفك عقدة الحرج حول هذه المسائل. قرأت التعليقات، وما صدم الكثيرين هو أن تقوم امرأة بوضع واق لعضو ذكري من البلاستيك. إنها حركة محرمة! لكنني متأكد أن مشهد هذه المرأة وهي تفعل ذلك بطريقة سلسة ودون أي حرج سيساعد نساء أخريات. قد تخشى النساء من رفض علاقة جنسية غير محمية. فمجتمعنا أكثر انفتاحا من الكثير من المجتمعات العربية، لكنه يبقى مجتمعا ذكوريا. رغم ذلك، على النساء الإصرار على الرفض، إن كن غير واثقات من شريكهن الجنسي.
آتي إلى مركز مرسى منذ افتتاحه، الأطباء هنا يعاملوننا باهتمام ودون أحكام مسبقة. في البداية، لم يكن هناك العديد من الزوار لكن الآن قد يحدث أن ينتظر الشخص بضعة أيام قبل الحصول على موعد طبي.
تقديم مركز مرسى في بيروت
المثليون أكثر وعيا بخطورة الأمراض الجنسية. لم أقم أبدا بعلاقة غير محمية لكن ذلك يعود لترعرعي في بيئة منفتحة. وقد تعلمت مبكرا كيف أضع واقيا عبر مشاهدة فيديوهات على الشبكة. ليست المدرسة التي علمتني ذلك، فنحن لا نتعلم شيئا هناك [ تم إدخال دروس تربية جنسية في المدرسة سنة 1995 للتلاميذ البالغ عمرهم بين 12 و14 سنة، لكن المبادرة توقفت سنة 2000 بعد انتقاد مجموعات دينية في لبنان، ملاحظة من هيئة التحرير].
"نتردد دائما قبل الذهاب إلى الصيدلية لشراء واق"
هند (اسم مستعار) تبلغ من العمر 36 سنة تأتي كذلك بانتظام إلى مركز مرسى.
ما أعجبني في هذا الفيديو هو أنها تتوجه بالفعل لأشخاص نادرا ما تصلهم رسائل حول التربية الجنسية. يكون الجنس موضوعا عاديا في بعض الأوساط الاجتماعية. لكنني شخصيا أنتمي إلى وسط محافظ جدا حيث الجنس موضوع ممنوع. لم أكن أتخيل بتاتا إمكانية إقامة علاقة جنسية خارج إطار الزواج. أصدقائي الأكثر انفتاحا على هذا الموضوع هم من علموني.
لا يزال صعبا بالنسبة للشباب اللبناني اكتشاف الجنس بكل حرية. لا توجد أماكن خاصة كافية ومن الصعب اصطحاب عشيق أو عشيقة إن كانوا يعيشون مع أهلهم. أما النزل، فعادة ما يسألون إن كان الشخصان متزوجين ويطالبون بعقد زواج. تجاوز هذه القوانين الاجتماعية يزيد من خطر العلاقات غير المحمية، لا سيما بسبب ضيق الوقت خشية أن يتم اكتشافهم.
"أن يكون في حوزتك واق يعني أنك ناشط جنسيا"
لذا وجب التحايل: فشراء واق دون أن يكون الشخص متزوجا ليس أمرا سهلا. عادة ما يذهب الشباب إلى حي في بيروت حيث لن يتعرف عليهم أحد، ولكن حتى الصيدلي قد يتثبت من أنك تحمل خاتم زواج. كل هذه العقبات تجعل اقتناء الواقي أصعب. عادة ما يتردد الشاب قبل دخول الصيدلية، والفتيات بشكل أكبر.
شخصيا في حوزتي دائما واق جنسي، لكن الشباب عادة يخشون أن يكتشف شخص أن في حوزتهم واق جنسي. فذلك يعني أنك ناشط جنسيا وهو أمر يصعب الاعتراف به.
عشيقان على كورنيش بيروت.
"عدد الأمراض والعدوى الجنسية في ارتفاع منذ عشر سنوات"
وسام كبارة أستاذ في كلية الصيدلة بالجامعة الأمريكية ببيروت يشدد على أهمية حملات التربية الجنسية.
عدد الأمراض والعدوى الجنسية في ارتفاع منذ عشر سنوات في لبنان. ربما يعود ذلك لارتفاع عدد الاختبارات الطبية. فالقيام بهذه الاختبارات أكثر رواجا اليوم، خاصة بفضل برنامج مكافحة مرض فقدان المناعة المكتسبة (الايدز) من قبل وزارة الصحة اللبنانية. للأطباء والصيادلة والجامعيين دور في ذلك أيضا.
الحديث عن الجنس لا ينتج عنه ارتفاع في ممارسته. ما يرتفع هو الوعي بالمخاطر التي قد تنتج عن علاقة غير محمية وأهمية الحماية. يجب أن تكون هذه النقطة الحجة الأساسية أمام رفض السلطات التربية الجنسية بالنسبة للشباب الذين يتراوح عمرهم بين 15 و24 سنة، وهم الأكثر عرضة لهذه الأمراض بسبب عدم وعيهم وصعوبة الوصول إلى المعلومة.