هل باتت إيران مأوى لجهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية"؟ حذار من الإشاعات
نشرت في: آخر تحديث:
سيارة رباعية الدفع تجري بسقف مفتوح، يرفرف خلفها علم تنظيم "الدولة الإسلامية" وتتبعها سيارة شرطة. هذا المشهد صوره مواطن إيراني أدهشه ما رأى، وبمجرد انتشاره على الشبكة، أدى إلى موجة عارمة من نظريات المؤامرة تتحدث عن اتفاق سري بين السلطات الإيرانية وجهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية". لكن هذه طبعا ليست الحقيقة.
تناقلت الفيديو هذا الأسبوع وسائل إعلام عراقية معارضة وعدد من مستعملي الإنترنت مثلما يظهر على هذه التغريدات.
#فيديو..كرنفال عسكري لـ"#داعش" الإرهابي يجوب شوارع #إيران في حماية شرطة #الملالي!#بغداد_بوست #العراق pic.twitter.com/yeGYHtvWyk
— بغداد بوست (@TheBaghdadPostA) 10 septembre 2017
قاسم المذحجي صحافي وناشط أهوازي، وهي أقلية عربية في إيران تعاني من تهميش السلطات حسب تقارير عدد من المنظمات غير الحكومية لحقوق الإنسان. يؤكد أن هذه المشاهد صورت في مدينة كرمانشاه دون امتلاك أي دليل على ذلك.
عناصر #داعش يتجولون في مدينة كرمانشاه #إيران بكل اريحية#القبض_علي_خليه_استخباراتيه #امن_الدوله pic.twitter.com/IJnc6NLVnN
— قاسم المذحجي (@naissy_q) 11 septembre 2017
تغريدة أخرى لمستعمل عراقي :
الى عملاء #ايران والى الذين يتهمون #السعوديين بانهم #داعش و وهابيين
— Naren Duhok (@NarenDuhOk) 10 septembre 2017
ها هي سيارات #داعش تتجول في شوارع #ايران و بحراسة شرطة #ايرانية ؟؟!! pic.twitter.com/xaagWcrd4h
إيران تساند نظام بشار الأسد في سوريا وتحارب، بطريقة غير مباشرة حسب التصريحات الرسمية، تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا. وقد قام حليف إيران وسوريا الآخر، أي حزب الله، بمناقشة اتفاق لوقف إطلاق النار في 28 أغسطس-آب الماضي مع تنظيم "الدولة الإسلامية" على الحدود اللبنانية-السورية، ما سمح بترحيل المئات من الجهاديين مع عائلاتهم نحو الحدود السورية-العراقية.
هذا الاتفاق منح الفرصة لأصحاب نظريات المؤامرة الذين رأوا في فيديو السيارة دليلا آخر على "التواطؤ" المزعوم بين إيران وحلفائها الشيعة من جهة وتنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة أخرى.
إلى العالم الغربي والعربي.
— د.ياسر أحمد الجبوري (@D_yassir_1) 9 septembre 2017
بالأمس القريب ميليشياحزب اللات تنقل داعش الى الحدود،واليوم داعش تتجول داخل ايران!!
نريد تفسير
يجب أن لا نتجاهلها pic.twitter.com/QzV3U4monL
ولرفع الستار عن لغز هذا الفيديو، قمنا بعدد من الأبحاث في وسائل الإعلام الإيرانية، واتضح لنا أن في 8 سبتمبر-أيلول، أي قبل يومين من انتشار هذا الفيديو، نشرت مواقع إعلامية إيرانية مقالات تتحدث فيها عن تصوير فيلم خيالي حول مقاتلين ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية". وحسب موقع bipnews فقد تم هذا التصوير في مدينة شهر كرد في ولاية جهار محال، غرب البلاد. ويروي الفيلم هجوم التنظيم على المدينة، وقد أخرجه مخرج شاب يدعى سعيد كماكار. أما إنتاجه فأمنته الخلية المحلية لحراس الثورة، وهي تنظيم شبه عسكري يتبع مباشرة لقائد الثورة علي خامنئي.
نشر صورة مكان التصوير موقع bipnews. ويظهر فيه ممثلون يتعلقون بأبواب سيارات رباعية الدفع وعليها رشاشات، تغطيها وترفرف خلفها أعلام تنظيم "الدولة الإسلامية.
وهذه صور أخرى لتصوير الفيلم، نشرتها الوكالة المحلية دانا نيوز :
لا يمكننا أن نؤكد أن الشاحنة الصغيرة التي نراها في الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هي نفسها التي استعملت لتصوير الفيلم. لكن المؤكد هو أن شاحنات مماثلة حاملة لأعلام التنظيم استعملت لهذا الغرض. كما أن إمكانية دخول التنظيم إلى إيران وتجوله في شوارع البلاد بهذه الطريقة لا يبدو أمرا واقعيا.
إيران تساند عسكريا ومنذ 2013 السلطات السورية والعراقية ضد المقاتلين السنة وعلى رأسهم تنظيم "الدولة الإسلامية".
ردا على ذلك، هاجم التنظيم البرلمان وبعض الأضرحة في طهران في 7 يونيو-حزيران 2017، ما أدى إلى سقوط 12 قتيلا وحوالي 40 جريحا.