الأزمة الخليجية

لا... السعوديون والقطريون لم يصلوا إلى درجة الاشتباك بالأيدي!

إعلان

شجار بالشتائم والضرب... هذا ما روجته عدة وسائل إعلامية عربية مؤخرا من خلال فيديو يظهر فيه شجار بين أفراد من وفد قطري وآخر سعودي يشاركان في مؤتمر حول النفط. صحيح أن البلدين حاليا يمران بأزمة دبلوماسية حادة... لكن هذا الشجار لا يمت بصلة لهذه الأزمة.

مدة اللقطة 1’40 وسجلت عشرات الآلاف من الزيارات عبر يوتيوب. يظهر فيها رجال باللباس التقليدي السعودي وهم يتساببون ويتبادلون الضربات بـ "عقالات" غتراتهم (الغترة: غطاء الرأس عند الرجال والعقال: الدائرة السوداء التي تمسكه) في مكان يشبه قاعة مؤتمرات. وفي النهاية، تدخل عناصر الشرطة لتفريقهم.

منذ 16 حزيران/يونيو عرضت عدة مواقع إخبارية عربية هذا المقطع على أنه ’شجار بين وفد قطر ووفد السعودية على هامش مؤتمر عن النفط‘. ومن بين هذه الوسائل الإعلامية القناة الإيرانية "العالم تي في" والموقع الإخباري المصري "اليوم السابع" وقناة التلفزيون التونسية "نسمة تي في".

علامات من قلب الفيديو نفسه

للتحقق إذا كان الفيديو مطابقا للمعلومات التي جرى تداولها، استندنا في بحثنا إلى علامات من قلب المقطع نفسه.

في بداية الفيديو (التوقيت 0’02’ تقريبا) يظهر رجل وهو يضرب على طاولة ويصرخ: هذا اتحاد البترول!. ثم في التوقيت 0’35، يظهر ملصق كبير كتب عليه "المؤتمر العام السابع عشر". وعند البحث عبر غوغل بهاتين العبارتين تظهر نتيجة البحث بسرعة عدة مقالات تتحدث عن شجار بين أعضاء الاتحاد العام للبترول أثناء انتخاب المكتب التنفيذي في آذار/مارس 2017. وهذه المقالات كانت مرفقة بالفيديو نفسه وعرضت منذ بضعة أيام على أنها مشاجرة بين الوفد القطري والوفد السعودي.

أداة البحث:Citizen Dataviewer

عند إجراء بحث عن طريق الفيديو عبر أداة Citizen Dataviewer الخاصة بمنظمة العفو الدولية وجدنا عدة مواد قديمة عبر يوتيوب. أقدم هذه المواد بتاريخ 20 آذار/مارس 2017 بعنوان: "’هوشة ‘ في اتحاد البترول تعطل انتخابات المجلس التنفيذي للاتحاد العام لعمال الكويت".

طريقتا التحقق المذكورتان تمكنان من التأكيد بأن هذا الفيديو لا علاقة له بالشجار المزعوم بين القطريين والسعوديين، وخاصة أن تاريخ نشره عبر الإنترنت أقدم بكثير من بداية الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.

وقد اتهمت قطر بأنها تدعم التنظيمات الإرهابية ففرض عليها منذ 5 حزيران/يونيو حصار من المملكة العربية السعودية وحلفائها: الإمارات العربية المتحدة والبحرين واليمن ومصر. هذه البلدان أغلقت أيضا حدودها البرية والبحرية مع إمارة قطر الغنية بالغاز وفرضت عليها قيودا جوية صارمة.

هذا النوع من الأزمات الدبلوماسية يشكل عادة أرضا خصبة لانتشار الأخبار الكاذبة. لذلك وجب الحذر...

ترجمة: عائشة علون