التحالف الدولي يقصف الرقة بقنابل الفسفور الأبيض
نشرت في: آخر تحديث:
الفيديوهات واضحة وقد أكدها ناشطون من المعارضة السورية : قام التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بقصف مدينة الرقة، أحد المركزين الأساسيين لتنظيم "الدولة الإسلامية"، بالقنابل الفسفورية، وهو سلاح يمكن أن يتسبب في حرق وقتل ضحاياه، ما يفسر منعه في المناطق المأهولة.
يأتي هذا القصف في إطار العملية التي شنها التحالف الدولي وحلفاؤه في مارس/ آذار 2017 لاسترجاع الرقة من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد تم نهاية الأسبوع الفارط، بينما كانت القوات الديمقراطية السورية، وهي قوات عربية وكردية، تعزز وجودها غرب المدينة، بعد أن نجحت في دخولها في السادس من يونيو / حزيران، قبل أن تواصل طريقها نحو الشمال. وتحظى القوات الديمقراطية السورية في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بمساندة التحالف الدولي، الذي أسس في 2014 تحت إشراف واشنطن. كما يؤمن التحالف لهذه القوات دعما جويا وأرضيا، علاوة على الأسلحة والذخيرة.
الصور التي تتناقلها شبكات التواصل الاجتماعي عن الرقة واضحة، إذ نرى فيها الانفجار العنقودي الخاص بهذه القنابل وكذلك الدخان الأبيض الكثيف الذي يليه.
#Raqqa #US-led Coalition targeting #Raqqa city neighborhood with WP ammunition. #Syria pic.twitter.com/eciPMrZain
— الرقة تذبح بصمت (@Raqqa_SL) June 8, 2017
"الهدف هو إضرام حرائق لخلق حالات اختناق وحرق"
حسب وسيم نصر، وهو صحفي في قناة فرانس 24، مختص في الشأن الجهادي، فإن "الهدف الرسمي من استعمال هذه الأسلحة هو خلق ستار من الدخان يسهل هرب المدنيين. لكن الهدف غير المصرح به هو أن هذه القنابل ستخلق حرائق وتجبر الجهاديين على الخروج من معاقلهم أو ستتسبب في حالات اختناق وحرق."
بيد أن المدنيين قد يكونون عرضة لنفس الشيء. فالقنابل الفسفورية مكونة من مادة كيميائية تتفاعل مع الهواء لتخلق هذا الدخان الكثيف القادر على حرق شخص حتى العظم والتسبب في موته.
استعمال الفسفور الأبيض ممنوع منعا باتا حسب الاتفاقية المتعلقة بحظر أو تقييد استعمال الأسلحة المحرقة ضد الأهداف العسكرية، في حال لم تكن هذه الأهداف منعزلة عن مكان تواجد السكان. وهو الحال في الرقة، حيث يقدر عدد المدنيين الذين مكثوا في المدينة بـ 160 ألف. أما بالنسبة للجهاديين، ورغم تسليح مهم، فقد لا يتعدى عددهم الـ500، حسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية، بعد أن انتقل قياديو التنظيم نحو محافظة دير الزور المجاورة.
"هذه الصور تخدم دعاية تنظيم الدولة الإسلامية"
رامي جراح صحفي ومعارض سوري منذ بداية الاحتجاجات في 2011. وهو اليوم يعيش في تركيا، غير بعيد عن الحدود السورية، يرى أن هذا القصف يفضح سياسة الكيل بمكيالين لدى التحالف الدولي :أشعر وكأني أعيش الهجوم على حلب مجددا، حيث نرى مدنيين يدفعون ثمن عملية عسكرية ضد جهاديين. آنذاك، عاب الجميع على النظام السوري أخذ المدينة كرهينة، وها هم الأمريكيون اليوم يرفضون الاعتراف بأنهم يهددون حياة المدنيين [أكد التحالف الدولي من خلال موقعه الرسمي في 12 يونيو/ حزيران أن الهدف من استعمال القنابل الفسفورية هو تغطية بعض الأماكن وأنها تأخذ بعين الاعتبار الأعراض الجانبية التي قد يتسبب فيها القصف بالنسبة للمدنيين"، وأشار أن تنظيم "الدولة الإسلامية "يواصل عدم اكتراثه بالحياة البشرية"، ملاحظة من هيئة التحرير]. حياة المدنيين في نظرنا مقدسة، في حلب كما في الرقة. ونظرا لعدد المدنيين الذين قتلوا إلى حد الآن من قبل التحالف الدولي [945 بتاريخ الأول من مارس/آذار 2017 حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان و352 بتاريخ الأول من مايو/ أيار حسب التحالف الدولي، ملاحظة من هيئة التحرير]، فلا يمكن أن نتحدث عن "ضحايا جانبية" !
لهذا السبب فإن جزءا من المعارضة السورية التي أنتمي إليها كان دائما يساند فكرة تدخل ميداني على الأرض، لا فكرة القصف، لأن القنابل تقتل دائما مدنيين. زد على ذلك أن هذه الصور تخدم دعاية تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يقوم بنشرها ليظهر بمظهر الضحية. حتى أن عددا من السكان قد يلتحقون بهم كردة فعل.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل أكثر من 58 مدنيا في الرقة منذ يوم الثلاثاء 6 يونيو/ حزيران. وقد نشرت فيديوهات مماثلة بداية هذا الشهر تظهر قصفا بالفسفور الأبيض في الموصل خلال العمليات التي يقودها الجيش العراقي بدعم، هنا أيضا، من التحالف الدولي.