المملكة المتحدة

بالفيديو: ناشطون بريطانيون يمنعون طائرة من الإقلاع لوجود مهاجرين على متنها

صورة التقطها ناشطون على المدرج، تظهر عملية التعطيل والشرطة وهي تراقب الوضع. في أعلى الزاوية اليسرى يمكن رؤية الذراع الأنبوبي المستخدم لربط الناشطين ببعضهم البعض. الصورة: Stop Charter Flights (أوقفوا الرحلات جوية) – Stop deportations (أوقفوا الترحيلات)
صورة التقطها ناشطون على المدرج، تظهر عملية التعطيل والشرطة وهي تراقب الوضع. في أعلى الزاوية اليسرى يمكن رؤية الذراع الأنبوبي المستخدم لربط الناشطين ببعضهم البعض. الصورة: Stop Charter Flights (أوقفوا الرحلات جوية) – Stop deportations (أوقفوا الترحيلات)
إعلان

كيف تمنع طائرة ركاب من الإقلاع؟ هذا هو التحدي الذي واجهه ناشطون يوم الثلاثاء 28 آذار/مارس وهم يحاولون منع "رحلة ترحيل" من مغادرة المملكة المتحدة وهي تحمل على متنها طالبي لجوء ومهاجرين لم تقبل طلباتهم. 17 ناشطا توزعوا على مجموعتين. مجموعة ربط أفرادها أنفسهم بعجلة الطائرة ومجموعة وضعت حاملا ثلاثي القوائم أمام جناح الطائرة وربط أفرادها أنفسهم بقاعدته- كل هذا احتجاجا على الترحيلات الجماعية.

17 ناشطا ينتمون إلى ثلاث منظمات تقوم بحملات وهي Plane Stupid وEnd Deportations (أوقفوا الترحيلات) وLesbians and Gays Support the Migrants (المثليات والمثليون لدعم المهاجرين)، دخلوا منطقة أمنية في المطار ووضعوا حاجزا أغلقوا به المدرج في مطار ستانستيد في إيسيكس نحو الساعة 10 ليلا يوم الثلاثاء. "رحلة الترحيل" إلى غانا ونيجيريا ألغيت في نهاية المطاف، وحولت الرحلات التجارية القادمة إلى مطار ستانستيد، وهو رابع مطار رائج في لندن ورابع مطار رائج في المملكة المتحدة نحو مطارات أخرى.

هذه أول مرة تغلق فيها مجموعات تنظيم الحملات مدرجا وتوقف رحلة وطنية. ويقول الناشطون إن 70 شخصا تقريبا كان يفترض ترحيلهم على تلك الرحلة الجوية. من بين الأشخاص الذين كان يفترض ترحيلهم سيدة كانت ضحية الاتجار بالمعاقين واسمها لوفلين إيبودور.

جميع الناشطين السبعة عشر ألقي عليهم القبض واتهموا بشبهة التجاوز الجسيم. إيما هيوغز من بين الناشطين المشاركين في هذا الاحتجاج وقد تحدثت إلى برنامج "مراقبون" لفرانس24 عن التعطيل الذي قاموا به لمدة عشر ساعات.

"كان جليا أن الرحلة الجوية لن تذهب إلى أي مكان"

نحو الساعة 10 ليلا يوم الثلاثاء دخلنا المطار واستطعنا الوصول إلى المدرج. ذهبنا إلى الطائرة وكان علينا أن نسرع لأن الأمن أتى بسرعة كبيرة.

كنا مجموعتين، مجموعة ربط أفرادها أنفسهم بعجلة الطائرة مستخدمين الأذرع الأنبوبية [هيئة التحرير: وسيلة يستخدمها المحتجون وتتمثل في وضع سلسلة حول المعصم مع حلقة يمكن ربطها بشيء أو بسلسلة ناشط آخر. ثم توضع الذراع في أنبوب يكون عادة مصنوعا من معدن أو مادة كثيفة وثقيلة، وهذا يعني أن على الشرطة إزالته بواسطة منشار من الخارج دون إيذاء الشخص].

هذا المقطع من فيديو نشر على صفحة فيس بوك الخاصة بـ Stop Charter Flights - End Deportations ويظهر فيه ناشطان ربطا نفسيهما ببعضهما البعض عبر ذراع أنبوبي. الفيديو صوره ناشط يجلس على قمة الحامل الثلاثي القوائم.

أما المجموعة الثانية فقد وضع أفرادها حاملا ثلاثي القوائم أمام جناح الطائرة وربطوا أنفسهم حول قاعدته. وجلس واحد منهم على قمة الحامل، مما جعل من الخطير على الشرطة إزاحته.

هذا الفيديو يظهر المشهد من أعلى الحامل الثلاثي القوائم ولافتة كتب عليها: "لا أحد هنا غير شرعي"

كنا بجانب الطائرة وبالفعل أوقفناها عن التحرك باتجاه مدرج الإقلاع. ومكثنا هنالك عشر ساعات حتى الساعة 8 صباحا من اليوم التالي.

المكوث هناك لفترة طويلة مؤلم جدا: فأنت تظل رافعا ذراعيك خلف رأسك ومستلقيا على ظهرك على الإسمنت البارد والقاسي بدون أن تتحرك فعليا. كانت حالتي سيئة للغاية في نهاية المطاف.

جميع الأشخاص الذين كان يفترض أن يستقلوا تلك الرحلة نقلوا بحافلات من مراكز الاحتجاز. وعند الساعة 3 صباحا كان جليا أن الطائرة لن تتحرك إلى أي مكان. فقد استبعد درج الطائرة وبدأ طاقمها بالمغادرة. وعندما رأينا الحافلات [التي تقل المرحّلين] تنسحب وتغادر، كان الارتياح كبيرا!

فيديو يظهر لحظة علم الناشطون أن الرحلة ألغيت. أحدهم قال: "هذا الدرج يسحب الآن. ورأينا الطاقم يغادر الطائرة. ويبدو لي أن هذه الرحلة لن تقلع إلى أي مكان الليلة وآمل –بل وكلنا نأمل- أن يكون هناك ما يكفي من الوقت لتسوية ملفات بعض المهاجرين العالقة. علي الذهاب. إلى اللقاء."

الشرطة كانت معنا طوال العشر ساعات. لكننا انتظرنا ساعتين قبل أن يأتي فريق لينشر الأذرع الأنبوبية بالمنشار واحدا واحدا.

كانت عملية نشر الأذرع الأنبوبية عسيرة، فعناصر الشرطة لم يكونوا لطفاء، بل عنيفين بعض الشيء. وعندما فصلونا عن بعض أخيرا، اقتادونا إلى مراكز شرطة مختلفة واستجوبونا قرابة 24 ساعة. أفرج عني في الساعة 2 تقريبا صباح الخميس.

في نظري كان شيئا إيجابيا أن نعطل تلك الرحلة ونوقف ترحيل أولئك الأشخاص. فهذا يعطيهم وقتا إضافيا لتسوية ملفاتهم لدى إدارة الداخلية أو لكي يحصلوا على استشارة قانونية.

لم نحتج كي نعرقل حركة المطار. ولم نكن في القسم التجاري من المطار. ولم نتصور أن رحلات جوية ستحول إلى مطارات أخرى. فهذا لم يكن هدفنا. أنا كنت أعرف أن الأشخاص الذي استقلوا الطائرة كانوا معرضين للموت أو الملاحقة إذا رجعوا إلى بلدانهم وهذا ما حفزني للاحتجاج.

الناشطون بأذرعهم الأنبوبية. الصورة: Lesbians and Gays Support the Migrants

رحلات طيران الشارتر (أو ما يسمى أيضا الطيران المؤجر) هي أقصى مظاهر نظام الهجرة القاسي. لقد أدى حظر المسلمين الذي أصدره ترامب إلى موجة استياء كبيرة، غير أن هناك سكوت على ما يجري في بريطانيا من قسوة وتمييز تجاه طالبي اللجوء بدون الإجراءات الواجبة. أردت أن ألفت انتباه العالم إلى عنصرية هذه السياسة.

إدارة الداخلية ليس في مصلحتها أن تكون شفافة. وهي عندما تسمح برحلات سرية تقلع في منتصف الليل، فهي بذلك تتجنب التدقيق: ليس هناك مساءلة. وهذه ممارسة غير إنسانية.

ناشطون ربطوا أنفسهم بالأذرع الأنبوبية. الصورة: Lesbians and Gays Support the Migrants

"مراقبون" برنامج فرانس24 اتصل بإدارة الداخلية في بريطانيا فرفضت الإدلاء بأي تفاصيل عن الحادث واصفة إياه بأنه "شأن متعلق بالعمليات الميدانية". وقد جرت 12056 عملية تسفير إجبارية أو ترحيلات من المملكة المتحدة في 2015، حسب أغلبية الإحصائيات الأخيرة المنشورة على موقع إدارة الداخلية.

مدونة Detained Voices (أصوات محتجزة) كانت على اتصال بمجموعة الأشخاص الذين كان ينبغي ترحيلهم. وقد نشرت شهادات على موقعها. سيدة تقول حكايتها: "اضطررت لمغادرة نيجيريا لأنني كنت خائفة من زوجي. أجبرت على الزواج به لأنه كان زواجا مرتبا. قال إنه يعرف بمسألة ترحيلي وإنه في انتظاري. وكان ينوي قتلي. لا أريد أن أستقل تلك الطائرة. لا أستطيع الرحيل".

ترجمة: عائشة علون