تضليل إعلامي

عرب يعذبون شابة سوداء؟ خبر تضليلي آخر عبر مواقع التواصل الأفريقية

إعلان

منذ أسبوع تفاعل آلاف من مستخدمي الإنترنت بكثير من التأثر مع فيديو تظهر فيه امرأة سوداء يعذبها عدة رجال. قيل إن المذنبين "صينيون" و"هنود" و"عرب" ووجهت إليهم الشتائم تنديدا بالعنصرية التي يبديها كل من هؤلاء تجاه الأفارقة. لكن المشاهد المعنية صورت في البرازيل.

تنبيه: بعض الصور قد تكون صادمة

طيلة دقيقة و30 ثانية يظهر في الفيديو عدة رجال يحيطون بشابة ويضربونها بغلظة على رأسها بعمود خشبي ويلكمونها مرارا على وجهها. فتصاب بالإغماء، ثم تبدأ بالتشنج. يحاول الرجال المحيطون بها إيقافها، فتعود إلى الإغماء من جديد.

هيئة تحرير "مراقبون" في فرانس24 ارتأت عدم نشر الفيديو الصادم جدا وظللت وجه المرأة.

عشرات من مستخدمي الإنترنت أبلغونا عن هذا الفيديو. وأكدوا واحدا تلو الآخر أن معذبي الفتاة عرب أو صينيون أو هنود.

مثال من فيسبوك يتهم الهنود بأنهم عذبوا الفتاة في 13 آذار/مارس 2017

صورة لشاشة الفيديو الذي تداوله مستخدم إنترنت في 12 آذار/مارس 2017. ويؤؤكد فيه أن الفتاة ضربها صينيون.

تعليق وصل في 12 آذار/مارس 2017 عبر فيس بوك الخاصة ببرنامج "مراقبون" لفرانس24

برتغالي لكنته برازيلية

غير أننا بعد أن بحثنا اتضح لنا أن الفيديو صور في البرازيل ربما في مناطق الجنوب الشرقي للبلد. والرجال في الفيديو يتحدثون اللغة البرتغالية بلكنة تلك المنطقة من البرازيل، حسب عدة أشخاص أصلهم من البرازيل اتصلت بهم فرانس24.

"أنت مخطئة"...قال أحد المعتدين للفتاة في بداية الفيديو. وبعد أن انتهوا من ضربها قالوا لها: "ستقتلونها بهذه الطريقة!". بعد ذلك قالوا لها: "هيا يا امرأة، افتحي فمك! تنفسي! اهدئي!"، فيما كانت مصابة بتشنجات. وأضافوا: "انتهى كل شيء! فعلنا ما كان ينبغي فعله".

وكالة أنباء برازيلية محلية تناقلت هذه المشاهد دون أن تستطيع التثبت من مصدرها بدقة. وأكدت أن الفيديو صور في البرازيل وبدأ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي البرازيلية في 8 آذار/مارس بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة. هيئة تحرير "مراقبون" بفرانس24 لم تجد أي ظهور آخر لهذه الفيديو قبل هذا التاريخ.

فيديو تم تداوله بكثافة "تنديدا بالعنصرية"

هذه المشاهد استقطبت على فيس بوك أكثر من 60000 مشاهدة منذ 8 آذار/مارس. وتداولها مستخدم إنترنت من كوت ديفوار يقيم في باريس اسمه Guy مع تعليق أمام الكاميرا بغضب واستنكار. وسجل هذا الفيديو أكثر من 25000 مشاهدة و1200 مشاركة.

صورة الشاشة من صفحة Guy عبر فيس بوك بتاريخ 15 آذار/مارس 2017

وأكد أن الفتاة أفريقية وأنها تتعرض للضرب على يد عرب في حقل بطاطس في المملكة العربية السعودية. وقد تحدثت إليه فرانس24 فأوضح أن صديقة أرسلت له الصور في رسالة خاصة قالت فيها إنها وصلتها من صديق مقيم في دبي بالإمارات العربية المتحدة.

هذه ليست أول مرة تحور فيها مشاهد مصورة في البرازيل على مواقع التواصل الاجتماعي الأفريقية. إذ يمكن ذكر مشاهد عنيفة جدا لتصفية حسابات بين عصابات إجرامية قُدمت على أنها جرائم عنصرية أو كره للأجانب.

آخر مثال كان للتنديد بأعمال العنف النابعة من كره الأجانب بحق تجار كونغوليين ونيجيريين في جنوب أفريقيا، إذ تشارك مستخدمو الإنترنت بكثافة فيديو يظهر فيه رجل يتعرض للضرب عن قرب وقد نُشر في البداية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وكان كل الأشخاص في الفيديو برتغاليين.