بوتسوانا

ما هذه العيون على مؤخرات البقر في بوتسوانا؟

إعلان

أطلق هذه المبادرة باحث أسترالي في بوتسوانا، وقد تدعو إلى الابتسام. غير أنه خلال بضعة أسابيع، أتاح نيل جوردان للبقرات أن ينجين من هجمات الأسود بفضل رسم عيون على مؤخراتها. هذا الأسلوب يضرب عصفورين بحجر، إذ يجنجي أيضا هذه الحيوانات المفترسة من أن تقتل على يد المزارعين.

هناك نحو 1800 أسد في المحميات الثلاثة المشتركة بين بوتسوانا وزمبابوي وجنوب أفريقيا. وخلال 20 سنة، انخفض عدد الحيوانات إلى 500 تقريبا حسب تقديرات الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، أساسا في محمية ديلتا أوكافانغو المشتركة بين بوتسوانا وزمبابوي. والسبب الرئيسي هو أن الحيوانات المفترسة التي تصيد قطعان البقر تتعرض للقتل بالبندقية على يد المزارعين الغاضبين.

بوتسوانا من بين البلدان التي "يمكن" فيها أن تنقرض الأسود، حسب تقارير الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.

وغالبا ما يكتشف المزارعون عظام العجول أو البقر في الغابة (يسارا). مزارع بوتسواني مسلح في حالة هجوم الأسود (يمينا). الصورة: Neil Jordan

ولتفادي هذه المذبحة، توصل الباحث الأسترالي نيل جوردان إلى فكرة غريبة في ظاهرها لكنها بالغة الجدية. وهي رسم عيون على مؤخرات البقر في القطعان لإبعاد الأسود الساعية إلى مهاجمتها. وظهرت علامات مشجعة من النتائج الأولية بعد تجارب عام 2005 التي جرت مع مؤسسة بوتسوانا لصون الحيوانات المفترسة.

عرض صور يظهر مختلف مراحل العملية التي وضعها نيل جوردان. الصور: Elsa Liljeholm/ Neil Jordan

"في البداية بدا لي الأمر سخيفا...لكنه أصبح أمرا بديهيا في عالم الأحياء"

نيل جوردان يحضر رسالة دكتوراه في علوم البيئة والأحياء بجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا ويعمل لدى حديقة حيوانات تارونغا ويسترن بلينز. وتعهد بإيجاد حلول لمشكلات المزارعين في المناطق القروية في بوتسوانا.

للأمانة، كنت مترددا بشدة في الحديث عن هذه الفكرة في البداية. فقد بدت لي سخيفة تماما. لكن كلما كنت أتمعن فيها كنت أقول لنفسي إنها أمر بديهي في عالم الأحياء. إذ أظهرت دراسات عن الفراشات التي على جناحيها زركشات تشبه العيون تخيف العصافير وحتى البشر يستطيعون تفادي هجمات الحيوانات بارتداء قناع عليه عيون خلف الرأس.

العام الماضي، عملنا مع مزارع بوتسواني تقع أراضيه في منطقة محاطة بمحميتين طبيعيتين. ولذلك فماشيته معرضة أكثر لمخاطر الحيوانات المفترسة. وقد رسمنا عيونا على مؤخرات 23 بقرة من قطيع يضم 62 رأسا. وخلال ثلاثة أشهر، حدثت ثلاث هجمات من أسود وقتلت ثلاث بقرات. ولم تتعرض للهجوم أي من الدواب التي رسمنا عيونا على مؤخراتها.

ولقد أثار هذا المشروع استغراب مستخدمي الإنترنت الذين مولوا أول حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت بمبلغ 6323$ (5684€). ولمعرفة المزيد يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو التوضيحي الذي ترجمته فرانس24 إلى الفرنسية، والمنشور بإذن من نيل جوردان.

"إذا أرادت مجموعات لديها مشكلات مشابهة في أفريقيا الناطقة بالفرنسية أو في مكان آخر الاتصال بي، فسأكون مسرورا بالاستجابة!"

ولكي نتحقق من التفاعل بين البقر والأسود، نحاول تثبيت طوق حول رقبة البقر والأسود مزود بنظام تحديد المواقع (GPS) وننظر إلى الأسود التي تقترب من البقر الحاملة لرسم العيون على مؤخراتها إذا كانت ستبتعد عند رؤية العيون.

نيل جوردان وفريقه يستخدمون نظام تحديد المواقع للتمكن من تعقّب حركات البقر والأسود. الصورة: Neil Jordan

الكثير من الناس لا يثقون فيما نفعله. أنا أيضا كنت كذلك، لكنني أستطيع القول إن النتائج الأولية مدهشة جدا. نحن نسعى الآن إلى إجراء تجارب على قطعان أكبر في بوتسوانا بداية. ونريد التحقق من مدى فعالية هذا الأسلوب أو إذا كان ما حدث مجرد مصادفة. أنا أفضل الحذر. فأنا لا أريد إعطاء آمال خداعة للمزارعين الباحثين عن حلول.

لبؤة تمل طوقا بنظام تحديد المواقع. الصورة: Krystyna Golabek

نحن نعمل حاليا بميزانية ضعيفة جدا لا تتيح لنا الحصول على فرق عمل متفرغة للمشروع. ونرحب بكل من يريدون مساعدتنا بالتبرعات. على المدى البعيد، نريد تجريب أسلوبنا على الجاغوار (jaguar) والنمر وأسد الجبال (puma).

إذا أرادت مجموعات لديها مشكلات مشابهة في أفريقيا الناطقة بالفرنسية أو في مكان آخر الاتصال بي، فسأكون مسرورا بالاستجابة!

إذا أردتم الاتصال بباحث نيل جوردان لمساعدته أو لتجريب مشروعه في منطقتكم، فلا تترددوا في مراسلتنا لكي نصلكم به عبر: obsengages@france24.com

 

 

 

ترجمة: عائشة علون