العراق - سوريا

عندما يدوس قائد كردي مدعوم من الغرب على جثة جهادي

إعلان

في خضم النزاع الذي تعرفه سوريا والعراق، تدعم الولايات المتحدة الأمريكية علنا بعض الجماعات المسلحة التي تعتبرها قادرة أكثر على بناء مستقبل بديل لا يرتبط بنظام بشار الأسد ولا بتنظيم "الدولة الإسلامية"، المتهمين بأفظع الفظائع. ولكن هذه المجموعات ليست فوق كل الشبهات عندما يتعلق الأمر بمفهومهم عن الكرامة الإنسانية.

وكالة أنباء أسوشيتد برس نشرت مؤخرا تقريرا يتحدث فيه حسين يازدانباناه، زعيم الميليشيات الكردية، حزب الحرية الكردستاني، ويقول الآن "المدربون الأمريكيون والأوروبيون يدربونهم في إطار مكافحة داعش (الاسم المختصر المستخدم في هذا التقرير للحديث عن تنظيم الدولة الإسلامية).

ولكن في العام 2014، تسبب حسين يازدانباناه نفسه في فضيحة. إذ نشرت صورة فوتوغرافية يظهر فيها مسددا بندقية كلاشينكوف وواضعا قدمه فوق صدر رجل ميت على الأرض قُدّم على أنه مقاتل من تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد راجت هذه الصورة على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي الكردية، وأثارت انتقادات شديدة. لدرجة أن وزارة الدفاع في كردستان العراق قررت آنذاك ملاحقة حسين يازدانباناه أمام العدالة بتهمة تشويه صورة البشمركة (المقاتلون الأكراد) وارتكاب جرائم "ضد حقوق الإنسان".

ووفقا لمتحدث باسم التحالف الغربي، الإيطالي جوليو مكاري الذي نقلت عنه أيضا وكالة أسوشيتد برس، فإن حزب الحرية الكردستاني يتلقى بالفعل تدريبات عسكرية: "المدربون الغربيون عرضوا المساعدة على جميع الميليشيات الكردية، تحت إشراف الوزارة. ولم يختر التحالف المجموعات التي سيدربها".

ليست هذه أول مرة تكون فيها ميليشيا مدعومة من البلدان الغربية محط الجدل. ففي تموز/يوليو، أقدمت جماعة "نور الدين زنكي" التي كانت تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية على ما هو أسوأ بكثير عندما قطعت رأس طفل في شوارع حلب. أما بالنسبة للجماعة الكردية وحدات حماية الشعب، الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني وواحدة من أهم المجموعات المدعومة من قوات التحالف في المنطقة، فقد اتهمتها منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية بجرائم حرب وبتجنيد الأطفال للقتال. علاوة على ذلك، فإنه في تموز/يوليو 2014، انضمت فصائل للجيش السوري الحر، مدعومة من واشنطن، إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".

أما حسين يازدانباناه فهذه ليست أول مرة يكون فيها مادة يتناولها الإعلام، إذ تداولت الصحف في نهاية 2015 الشبه الصارخ بينه وبين جوزيف ستالين.

ترجمة: عائشة علون