تنظيم "الدولة الإسلامية" يلجأ إلى الألعاب الترفيهية لتلميع صورته
نشرت في: آخر تحديث:
إعلان
الكراسي الموسيقية وشد الحبل ومسابقة أكل البطيخ الأحمر أو النفخ في البالونات… هي ألعاب تشهد عنها الصور التي نشرها تنظيم الدولة الإسلامية عن المدن الواقعة تحت سيطرته في سوريا والعراق. وقد تبدو هذه الصور مسلية في أول وهلة لكن مراقبنا يشرح لنا أن هذه الصور تحاول إخفاء أن أغلب وسائل الترفيه منعت منذ إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية".
حسب التنظيم فإن هذه الصور التقطت في بلدة تلعفر في العراق وكذلك في أبي كمال وهجين والرقة بسوريا. وقد تحدثت فرانس 24 مع ناشط من الرقة هرب مؤخرا من المدينة وصار يعيش خارج البلد. حسن عيسى عضو من شبكة الناشطين "الرقة تذبح في صمت" والتي قتل منها أعضاء كثيرون من طرف تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد بقي حسن على تواصل برفاقه الذين ضلوا على عين المكان.
لعبة الكراسي الموسيقية في مدينة تلعفر في العراق. نشرت الصور المجموعة الإعلامية التابعة لتنظيم" الدولة الإسلامية".
"هذه الألعاب مجرد دعاية، نحن نعيش في سجن كبير"
الهدف الوحيد من هذه الألعاب هو إظهار الناس فرحين وهم يمرحون، وهذا المشهد بعيد جدا عن واقع الرقة. إذ لا خيار للسكان سوى المشاركة في هذه الألعاب فلا يمكنهم رفض شيء في وجه التنظيم. الأطفال يتسلون طبعا، لكن الكبار يعلمون جيدا أنهم يعيشون في سجن كبير وأن هذه الألعاب مجرد دعاية ليس إلا.
لعبة شد الحبل في تلعفر. نشرت الصور المجموعة الإعلامية التابعة لتنظيم" الدولة الإسلامية".
في الماضي، كان الناس هنا يلعبون كرة القدم في الشارع لكن ذلك بات ممنوعا اليوم. فشرطة الأخلاق التابعة للتنظيم أخبرت السكان أن جميع أنواع الرياضة ممنوعة، ما عدا السباحة وركوب الخيل للرجال. فهم يذهبون للسباحة لكننا نعيش في مدينة وليس في الريف، لذلك من الصعب ممارسة الفروسية.
مسابقة أكل البطيخ الأحمر. نشرت الصور المجموعة الإعلامية التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية".
بسبب هذا الوضع، صار الناس يفضلون التسلية في بيوتهم، بعيدا عن أعين شرطة الأخلاق. كثيرون يلعبون لعبة الورق. كما أن الكثير من البيوت هنا فيها حدائق واسعة حيث يلعب الآباء والأمهات كرة القدم أو كرة السلة أو الكرة الطائرة مع أبنائهم. كثيرون كذلك هم الشباب الذين يدخنون ويشربون الكحول داخل بيوتهم، رغم أن هذا الأمر خطر جدا وقد يعرضهم إلى الجلد أو الغرامات المالية أو السجن أو حتى الإعدام.
لعبة رمي الحلقات في هجين، بسوريا، تحت علم تنظيم "الدولة الإسلامية". نشرت الصور المجموعة الإعلامية التابعة لتنظيم" الدولة الإسلامية".
"العديد من المقاتلين الأجانب يلعبون كرة القدم"
حسب دافيد تومسون، وهو صحافي في إذاعة فرنسا الدولية وخبير في المجموعات الجهادية، فإن موقف التنظيم من وسائل الترفيه ليس واضحا.
بعض وسائل الترفيه ممنوعة في جميع المناطق التي تقع تحت سيطرته ويعاقب عليها بشدة، مثل شرب الكحول والتدخين والاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة القنوات الفضائية. أما الإنترنت، فلا توجد إلا في المقاهي العمومية المخصصة لذلك والتي تقع تحت رقابة شديدة.
من ناحية أخرى، لا يوجد أي منع رسمي لتعاطي رياضات مثل كرة القدم أو كرة السلة. لكن القوانين قد تختلف من مدينة إلى أخرى، فلا يسمح للنساء مثلا بقيادة السيارات في الرقة، والتي تعتبر عاصمة الدولة الإسلامية. لكن ذلك ممكن في منطقة الباب. نفس الشيء بالنسبة للقوانين حول تعاطي الرياضة.
أعلم أن العديد من المقاتلين الأجانب يلعبون كرة القدم للترفيه عن أنفسهم، بل وحتى أن بعض المقاتلين الفرنسيين تابعوا مباريات كأس أوروبا لكرة القدم !
مقاتل فرنسي نشر هذه الصورة له على حسابه على موقع فيس بوك وهو يلعب كرة القدم (تم حذفها لاحقا).