المغرب

حملة لقتل الكلاب الضالة تثير جدلا واسعا في المغرب

إعلان

انتشرت على مواقع الشبكات الاجتماعية فيديوهات شديدة العنف لعمليات قتل الكلاب الضالة في مدينة قصر الكبير في المغرب. وقد عبر السكان عن صدمتهم من الطرق المستعملة ونددوا كذلك بالخطر الصحي لهذه العملية، نظرا لسوء التصرف في جثث الكلاب.

سكان قصر الكبير شمال الرباط، عاصمة المغرب، اكتشفوا مشاهد صادمة في شوارعهم بين 22 و25 مارس-آذار، إذ تعرضت الكلاب الضالة للقتل بالرصاص ثم رميت جثثهم في شاحنات جمع القمامة.

وقد كانت بلدية المدينة قد أعلنت قبلها بأيام عن هذه العملية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب"مشاكل الصحة العمومية وأمن المواطنين "، قائلة إن العمليات ستتم بين منتصف الليل والساعة الخامسة صباحا. كما ذكّرت بحالات عض عديدة تعرض لها المارة في السنوات الثلاثة الأخيرة.

لكن الإعلان أخذ بعدا آخر بعد نشر الصور الأولى على الشبكات الاجتماعية في 24 مارس-آذار. كما بث حساب KsarForum فيديو مدته سبع دقائق يظهر الأشخاص المسؤولين عن قتل الكلاب وكأنهم يستمتعون بمهمتهم بينما الكلاب تئن وتحاول الهرب.

تنويه: بعض المشاهد قد تكون صادمة.

طاقم بوابة القصر الكبير في مواكبة لحملة قتل الكلاب الضالة بالمدينة* هذا الشريط يتضمن مشاهد قد لا تلائم الجمهور الناشئ 18+

Posté par ‎بـــوابـــة القصـــر الكبيـــر ksarforum.com‎ sur jeudi 24 mars 2016

استنكرت مجموعة متكونة من عشرة مواطنين عنف المسؤولين عن هذه العملية وقرروا القيام بدوريات حراسة في المدينة. أيمن بن عزوز أحدهم.

رغم أننا كنا على علم باستعمال الرصاص الحي، كنا نعتبر ذلك خطيرا في حي سكني. فالشوارع هنا ضيقة والرؤية سيئة ليلا. تقدمنا بعريضة إلى البلدية لكننا لم نحصل أبدا على إجابة.

في اليلة الأولى، سمعنا طلقات نار ونحن نائمون. استيقظ الأطفال في حالة رعب. طللت من النافذة ورأيتهم يقتلون كلبا ويسيئون معاملته.

في الليلة التالية، خرجنا لمراقبة ما يفعلون، دون لفت انتباههم. لكن بعد فترة، التقينا بهم وكدنا نشتبك معهم. لم يكن هؤلاء رجال شرطة أو من العاملين في البلدية الذي نعرفهم. نجحنا في طردهم وأخبرناهم بأنهم لا يعون ما يفعلون فما كان ردهم إلا أنهم قاموا بشتمنا.

كانت مجزرة [قتل 200 كلب في غضون ثلاثة أيام حسب البلدية، ملاحظة من هيئة التحرير]، وقد أخطأوا بقتل كلب ملقح كان لحارس موقف سيارات. وبفضل ضغط بعض الجمعيات، لم تتواصل العملية ليلة 25 مارس-آذار، لكن الصيادين كانوا قد قتلوا أغلب الكلاب الضالة [حسب البلدية، فقد تدخلت وزارة الداخلية لوضع حد للعملية، ملاحظة من هيئة التحرير].

"بعض الكلاب تأكل من جثث كلاب يفترض أنها مصابة بداء الكلب وتركت في مصب النفايات"

إضافة للمشاهد الصادمة، فإن مسؤولي بعض الجمعيات قلقون بشأن طريقة التصرف في الجثث. ففي تقرير بثه التلفزيون المحلي في الرباط، يمكن رؤية جثث الكلاب في مصب نفايات يبعد كيلومترين عن وسط مدينة قصر الكبير.

ويقول الناشطون إن البلدية هي التي رمتها هناك. بيد أن إدراة البلدية تؤكد أنها قامت بدفن الكلاب ولا تدري كيف وصلت الجثث إلى هناك، مشيرة إلى احتمال حدوث "أعمال شغب".

اتصلت فرانس 24 بنادية داودي، وهي ناشطة في جمعية الأطلس لحماية الحيوانات التي قالت :

قرابة 150 شخصا يعيشون حول هذا المصب وعادة ما يدخل الأطفال هناك بحثا عن بعض الأشياء لإصلاحها وإعادة بيعها في السوق. كيف يقولون إذن إن الهدف من عملية قتل الكلاب الضالة هو المحافظة على الصحة العمومية ثم يتركون الجثث تتعفن قرب منطقة سكنية ؟ إذا كانت هذه الكلاب حقا مصابة بداء الكلب فسينتشر المرض.

كما أكدت نادية أنها اقترحت أكثر من مرة على البلدية أن تساعدها في هذا المجال، لكن دون جدوى. وقد تقدمت جمعيتها مع أخريين بشكوى ضد بلدية قصر الكبير وبدعوة للتبرع على الإنترنت.

اتصلت فرانس 24 برئيس معتمدية قصر الكبير فكان موقفه الآتي :

منذ ثلاث سنوات وأنا أتلقى عددا هائلا من الشكاوي من طرف المدارس والسكان الذين لم يفتؤوا يطالبوننا بالتخلص من هذه الكلاب. تلقيت أكثر من عريضة في هذا الشأن وقد سجلنا 1557 حالة عض كلاب. وبعد اجتماعات مع مسؤولين بيطريين ومن مجال الصحة، قررنا الشروع في هذه العملية. لم تقترح علي أية جمعية تلقيح هذه الكلاب ولا أتمتع شخصيا بالموارد المالية الكافية للقيام بذلك. حاليا، لا تزال هناك 1300 كلاب ضالة في شوارع قصر الكبير.

عمليات جمع الكلاب الضالة كثيرة في المغرب، لا سيما في الدار البيضاء، خاصة منذ سنة 2015 ما يثير قلق المدافعين عن حقوق الحيوانات.

إلا أن هذه الطرق العنيفة ليست جارية في جميع مدن المغرب : ففي مدن مثل أكادير وتاغزوت وضعت خطة مع جمعيات محلية لجمع الكلاب وتلقيحها.