حلقات دعوية وسط الشارع تثير جدلا في مدينة بجاية بمنطقة القبائل
نشرت في: آخر تحديث:
نص:
Maëva Poulet
إعلان
أثارت العديد من الصور وأشرطة الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي جدلا في منطقة القبائل بالجزائر. ويظهر فيها مجموعة صغيرة من الرجال يرتدي كل منهم البُرنس التقليدي ووشاحا أبيض ويقومون بالوعظ على الملأ بالقرب من مسجد في وسط مدينة بجاية. وهذا ما رآه الإعلام المحلي والعديد من مستخدمي الإنترنت بأنه "محاولة لأسلمة منطقة القبائل".
طيلة ثلاثة أيام، احتلت مجموعة دينية صغيرة ساحة في بجاية أمام مسجد ابن باديس. وتناولت الصحافة المحلية هذا الموضوع، غير مترددة في وصفهم بأنهم "جماعة سلفية" من "المتطرفين الإسلاميين" أو "ملتحون دعاة الظلامية".
وحسب أحد مراقبينا في الجزائر، يتعلق الأمر في الواقع بجماعة الدعوة المسماة "التبليغ"، وهي جماعة غير سياسية تأسست في أواخر العشرينات في الهند. لم يستطع فريقنا التحقق من هذه المعلومات، لكن يبدو من الملابس أن المعلومات متطابقة.
إضافة إلى ذلك، فعند مشاهدة أحد فيديوهات حادثة الوعظ، يصعب الحديث عن جماعة متطرفة. في الفيديو أعلاه، يظهر رجل واقف يشرح باستفاضة أهمية الرجوع إلى الله والأمر بالمعروف. وليس في كلامهم ما يتيح القول إنهم جماعة "متطرفة" أو "دينية سياسية".
Nouveau phénomène à Béjaïa, qui vient de créer une grande polémique au sein de la population bougiote
أسكن على بعد 20 مترا من المسجد الذي مكث أمامه خمسة أشخاص لمدة ثلاثة أيام ومعهم سجاجيد الصلاة.
كانوا يتلون الأدعية وكان العديد من المارة يتوقفون عندهم من باب الفضول أو الاهتمام... ومساء أول أمس، ناموا في ساحة بجوار المسجد. صحيح أن هذا التجمع مدهش جدا خاصة في بجاية. نحن لم نعتد على التجمعات الدينية، ومدينتنا متسامحة جدا من مختلف الديانات.
صورة لإحدى الحلقات التي نظمتها الجماعة. المصدر : Radio Gouraya
ذهبت لأسمع في عجالة ما يقولون. إنهم يقدمون أنفسهم على أنهم جماعة صوفية. وأوضحوا أن إسلام السلف قد آل للنسيان وأن رسالة النبي محمد ضاعت وأنه يجب إعادة تعليم رسالة النبي. وشرحوا أيضا أنهم يجوبون الجزائر منذ عدة أسابيع.
وكانت ردة فعل الكثير من الناس قوية حيال هذا التجمع، إذ صُدموا من خطب الوعظ باللغة العربية ومن أن المسلمين يحاولون جعل الناس "تعتنق" الإسلام.. لكن يجب عدم إغفال السياق التاريخي لمنطقة القبائل. ففي الثمانينات والتسعينات، شهدت منطقة القبائل الأمازيغية مواجهات عنيفة مع الحكومة التي أرادت فرض اللغة العربية والإسلام. وما حدث مؤخرا أعاد إلى الأذهان ذكريات تعيسة.
وتعتبر منطقة القبائل نفسها أنها معقل محاربة الإرهاب الإسلامي المتطرف، لذلك فإن الكثير من السكان لا يرتاحون لهذا النوع من التجمعات التي تبدو "مريبة" للوهلة الأولى.
"عدم تدخل الشرطة أثار انزعاجا"
وأخيرا، أرى أن هناك أيضا شيء من الانزعاج عند السكان. إذ من الصعب جدا تنظيم أي تجمع في بجاية، وكلما كان يتجمع أكثر من عشرة أشخاص تقريبا في الشارع، كانت الشرطة تأتي بأعداد كبيرة لتفريقهم. وفي 1 آذار/مارس، ارتفعت أسعار النقل في المدينة ونظمت مظاهرة صغيرة للتنديد بذلك. ولكن الشرطة سارعت إلى توقيف الجميع ... والوضع نفسه في الجامعة حيث يصعب تنظيم الندوات.
أعضاء المجموعة ناموا بهذه الساحة التي توجد بجوار المسجد. المصدر: Radio Gouraya
لذلك فإن تمكّن هؤلاء الناس من الوعظ والدعوة هكذا وتجمع الناس من حولهم في وسط المدينة بدون تدخل الشرطة ليس أمرا مرحبا به. خصوصا أنهم مكثوا ثلاثة أيام وناموا في الساحة. ثم غادروا هذا الصباح.
فرانس 24 اتصلت بمركز شرطة بجاية لكن هذا المركز لم يدل بأي تصريح حتى الآن حول هذا الموضوع. وسننشر أي رد قد يصلنا.