مواجهات بين الجيش التونسي وجهاديين بحضور "الجمهور"
نشرت في: آخر تحديث:
شهدت منطقة بن قردان القريبة من الحدود مع ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية مواجهات عنيفة بين قوات الأمن التونسي وجماعات إسلامية متطرفة. وأعلنت قوات الأمن أنها تمكّنت، فجر اليوم الاثنين، من القضاء على 21 إرهابيا والقبض على 6 آخرين. ويوم الأربعاء 2 مارس قتل الجيش التونسي خمسة جهاديين كانوا يتحصنون في منزل.. ويبدو أن الشرطة كانت، أثناء إطلاق النار، غير قادرة على احتواء الوضع بسبب تدفق أعداد كبيرة من المارّة. فأدى ذلك إلى مشاهد "سريالية".
حسب السلطات، جاء الجهاديون ذلك اليوم على متن ثلاث مركبات من الحدود الليبية القريبة. وتحصنوا في منزل بعد أن طردوا ساكنيه في قرية صغيرة تسمى شركة العويجة على بعد خمسة كيلومترات من بلدة بن قردان. وقال شهود عيان إن إطلاق النار بدأ نحوالساعة 4 بعد الظهر.
يجري حاليا على مواقع التواصل الاجتماعي تداول عدة فيديوهات تصور هذا المشهد. وتظهر هذه المشاهد مجموعة مواطنين لم يتوانوا في التسلل بين الشرطة لمتابعة ما يجري والتصوير والتدخل في مهام الشرطة باقتراح الزاوية التي عليهم إطلاق النار منها. هذا الفيديو الوارد أدناه مثلا يظهر فيه أفراد الشرطة وهم غير قادرين على احتواء الوضع ويطلبون مرارا وتكرارا من الشباب المدنيين الابتعاد.
في التوقيت 0’58’’ من الفيديو يظهر شخصان وهما يتقدمان ويختفيان خلف شجيرة وهما مكشوفان ومعرضان للخطر.
أفراد قوات الأمن أنفسهم اختبؤوا خلف جدار منزل مقابل لبناية بيضاء يتحصن فيها المشتبه بهم. ومن حين إلى آخر كان شرطي يخرج رأسه لمحاولة تحديد موقع الجهاديين. وفي التوقيت 1’15’’، لم يتردد مدني (يرتدي سترة زرقاء) في التقدم والوقوف وراء شرطي كان على وشك إطلاق النار. بعد لحظات وفيما كان الشرطي يضع رشاشه على الأرض لحق به مدني آخر يبدو أنه كان يريد أن يشرح له أين يجب أن يسدد.
ما كاد هذا المدني يغادر حتى تسلل مدني آخر إلى جانب الشرطي (1’49’’).
وعند التوقيت2’15’’ استشاط أحد أفراد الشرطة غيظا وصرخ في الناس (نورده بالفصحى): " ابتعدوا! اتركونا نعمل! من فضلكم اتركونا ننظم أمورنا". لكن الناس لم تتحرك.
واستمرت لعبة القط والفأر هذه عدة دقائق.
وطوال الاشتباك لم تفرض قوات حفظ النظام أي طوق أمني في مكان العملية. وحسب السلطات فقد قتل مدني برصاصة طائشة وأصيب أحد قادة الشرطة في رأسه.
اهالي بنقردان الأسود جنب الى جنب مع الجيش ورجالات الأمن برافواPosted by Bechir Ayeb Ayeb on Thursday, March 3, 2016
"تابَعوا العملية كما لو كانت مباراة في كرة القدم"
علي السعيدي معلم في مدرسة ابتدائية في بن قردان وقد تابع قسما من عملية إطلاق النار لكنه ظل بعيدا.أهل المكان هنا يعرفون أن الإرهابيين موجودون في المكان لأن الشرطة حصلت، منذ ليلة اشتباكات يوم الثلاثاء، على معلومات من السلطات الليبية مفادها أن ثلاث سيارات للإرهابيين انطلقت باتجاه الحدود. وفي اليوم التالي انتبه بعض الفلاحين لسيارات تقترب من بن قردان. وبعدها تسارعت الأحداث. عُلم أن الإرهابيين قد لجأوا إلى ذلك المنزل في بلدة العويجة. وهنا يشعر الناس أنهم معنيون جدا بمكافحة الإرهاب وأنهم ليسوا خائفين ويريدون أن يعبروا عن دعمهم لقوات الأمن.
حتى أن بعضهم وصل إلى مكان العملية قبل قوات حفظ النظام وحاولوا سد الطريق على السيارات لمنع الإرهابيين من الفرار أو التوجه إلى بن قردان.
ترجمة: عائشة علونوسارع شباب آخرون إلى عين المكان للفرجة كما لو كانوا جمهور كرة قدم. كان المنظر مذهلا! فقد تجمع مئات الأشخاص حول المنزل."