مقاهي ستارباكس ممنوعة على السعوديات: مهزلة ونفاق!

وتقول صحيفة الوئام الصادرة بالعربية نقلا عن The Independent إن الحواجز التي تستخدم للفصل في صفوف الانتظار بين الإناث والذكور حيث يقدم الزبائن طلباتهم وينتظرون تحضيرها قد انهارت. وانتبه لغيابها المسؤولون السعوديون في "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" خلال تفتيش اعتيادي فأمروا مسؤولي ذلك المقهى في حي جرير بمنع النساء من الدخول. ويؤكد موقع Cosmopolitan من جهته أنه اتصل بموظف في ستارباكس أكد له أنه لم يكن هناك أي حاجز أبدا من قبل في المقهى.

وظهر هاشتاغ بالعربية#ياترى_لماذا_تهتم_الصحافة_العالمية_بأخبارنا وانتشرت تغريدات حول الموضوع تندد بقرار المسؤولين عن المقهى. وإزاء هذه الضجة تعهدت هذه السلسة الأمريكية المتعددة الجنسيات في بيان أصدرته بأن تعمل بأسرع وقت على تجديد المقهى لكي يستطيع استقبال الزبائن "وفقا للعادات المحلية وكتبت أيضا بأن "ستارباكس يحترم العادات المحلية بتخصيص مداخل منفصلة للعائلات وللزبائن الذين يأتون بمفردهم.

وترى مراقبتنا هناك أن الحجم الذي اتخذته هذه القضية تدل على ما يسود المجتمع السعودي من عبثية وعدم ارتياح بسبب القوانين المنظمة للفصل بين النساء والرجال في بعض الأماكن العمومية.

"الفصل بين الجنسين مطبق بطريقة غير متسقة وسخيفة تؤدي إلى الارتباك"

منذ بداية هذه القضية يجري نقاش في مجموعة خاصة أديرها أنا عبر فيس بوك وأستطيع القول إن معظم التعليقات كانت تصب باتجاه مقاطعة مقاهي ستارباكس التي يرى كثيرون أنها تخضع لقوانين سخيفة تماما. يخصص العديد من المطاعم مداخل وتجهيزات للرجال العازبين وأخرى للنساء والعائلات. وأحيانا توجد في المطاعم حواجز للفصل بين الرجال والنساء في صفوف الانتظار لأن...الله وحده يعلم ما يمكن أن يحدث إذا وقف الرجال والنساء معا ينتظرون دورهم لطلب وجبات Big Mac مثلا في نفس الصف.

أنا أسخر لأنه في الواقع هذا الفصل بين الجنسين يطبق بطريقة غير متسقة وسخيفة تؤدي إلى الارتباك. فالغرض من الفصل هو منع الاختلاط بين الإناث والذكور. غير أنه إذا كان اختلاطهم ممنوع في المصارف أو عند الطبيب أو في الإدارات، فهم يتسوقون معا في المراكز التجارية الكبيرة أو في الأسواق. هذه الصورة التقطتها منذ فترة قصيرة قرب شاطئ في شمال جدة تبيّن سخافة الوضع: مداخل مخصصة للرجال وأخرى للنساء ولكنهم يستطيعون الاختلاط داخل المبنى أو خارجه.

"مجتمع مهووس بالجنس"

في نهاية المطاف كل ما ينتج عن سياسة منع الاتصالات بين النساء والرجال هو أن المجتمع يصبح مهووسا بالجنس. وتجعل الناس ناقصي نضج عاطفيا واجتماعيا ولا يعرفون كيف يتصرفون مع الجنس الآخر. وأرى أن هذا يفسر أيضا نسبة الطلاق الكبيرة التي يشهدها البلد.

أرى أن هذه السياسة مهينة للرجال والنساء. إذ نُعامل بطريقة صبيانية كما لو كنا لا نعرف كيف نتعامل باحترام مع بعضنا البعض. وهذا يعني أن الرجال لا يستطيعون أن يروا النساء إلّا كأشياء جنسية.