سوريا - لبنان

حقيقة صورة "موناليزا السورية"

إعلان

انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي صورة ادعت العديد من المواقع أنها لطفلة سورية تعاني من سوء التغذية في بلدة مضايا المحاصرة. وقبل عامين، كانت مواقع إعلامية تداولت نفس الصورة وقالت إنها للاجئة سورية تبيع العلكة في مخيم الزعتري في الأردن.

أطلق مؤخرا نشطاء حملات تضامنية مع مدينة مضايا السورية الحدودية مع لبنان، التي شهدت عدة حالات سوء تغذية حادة بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه النظام السوري وحليفه السياسي حزب الله اللبناني على البلدة منذ ستة أشهر.

وفي إطار حملات التضامن، نشر بعض مستخدمي الإنترنت صورا لأطفال يعانون من سوء التغذية. إلا أن العديد من تلك الصور لا علاقة لها بما يحدث في مضايا.

ومن أبرز تلك الصور المفبركة، انتشرت صورتان، إحداهما لطفلة تظهر بصحة جيدة والأخرى لطفل جسمه هزيل للغاية. وقدمتا الصورتان على أنهما لنفس الطفلة.

ويوم 5 كانون الثاني/يناير لم تتردد هيئة العلماء المسلمين في لبنان في تداول تلك الصورة في إطار حملتها لمساعدة أهالي مضايا.

الموناليزا السورية تموت جوعا

دعوة نشرتها هيئة العلماء المسلمين عبر "فيسبوك" تهدف إلى جمع تبرعات لسكان مضايا

الطفلة الصغيرة تظهر على شاشات التلفاز وهي بصحة جيدة

تعجبت عائلة الطفلة من استغلال صور الفتاة الصغيرة، ما جعلها تلجأ إلى وسائل الإعلام لكشف الحقيقة. وأوضحت العائلة أن الطفلة اسمها مريانا مازح، وهي من مدينة صور جنوبي لبنان، وليس لها أي علاقة بالكارثة الإنسانية في مضايا. وقال عم الطفلة ضمن تقرير تلفزيوني إن الصورة التقطت قبل ثلاث سنوات ونشرت على فيس بوك.

تقرير تلفزيوني لقناة "الجديد" اللبنانية عن "الموناليزا السورية" مريانا مازح

 

أما بالنسبة للصورة التي تظهر فيها الطفلة بوجه هزيل، فقد نشرت في تغريدة على "تويتر" في 7 آذار/مارس 2015. وكانت التغريدة تتحدث عن الحصار الذي يفرضه النظام السوري على مدينة الغوطة الشرقية.

 هيئة العلماء المسلمين تعترف بخطئها وتحذف المنشور

اتصلنا بهيئة العلماء المسلمين للاستفسار عن سبب نقلها لتلك الصورة المزيفة.

أبو بكر الذهبي الناطق الرسمي لهيئة العلماء المسلمين في لبنان:

أطلقنا بحثا سريعا على الإنترنت عن مضايا فوجدنا تلك الصورة. نشرناها على صفحتنا على "فيس بوك" لطلب التبرعات ولم نتحقق من صحتها. لقد وقعنا في خطأ ونحن نعتذر عن ذلك.

هذه ليست المرة الأولى التي يتم التلاعب فيها بصورة الطفلة مارينا. ففي كانون الثاني/ يناير 2014، تداول العديد من رواد النت صورة الطفلة وتم تقديمها على أنها لاجئة سورية تبيع العلكة في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن. وحتى وسائل الإعلام العالمية لم تسلم من الوقوع في هذا الخطأ، فقناة العربية استخدمت هذه الصورة ووصفت الفتاة بـ"الموناليزا السورية"

لقطة لمقال نشرته قناة "العربية" تقدم فيه مريانا على أنها لاجئة سورية في الأردن