العراق

فيديو سبي تنظيم "الدولة الاسلامية" لنساء أيزيديات مجرد فيلم وثائقي

إعلان

مقاتلون من تنظيم "الدولة الإسلامية" ملثمون ومسلحون برشاشات خفيفة يخطفون نساء أيزيديات على مرأى من أقاربهن ليجعلنهن سبايا. هذا هو الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع جدا الشهر الماضي وتداولته مواقع التواصل الاجتماعي والعديد من المواقع الإخبارية. ثم اتضح بعد ذلك أنه مأخوذ من فيلم وثائقي يتضمن مشاهد تمثيلية.

عندما ظهر هذا الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي قدمت مشاهده على أنها صورت دون علم جهاديي التنظيم المذكور الذين كانوا بصدد خطف نساء أيزيديات من مدرسة في مدينة سنجار بالعراق. وحسب مستخدمي الإنترنت فإن هؤلاء النساء كان مصيرهن أن يصبحن سبايا لاحقا.

آنذاك تحرينا عن هذا الفيديو ووجدنا أن السيناريو المنطقي هو أن هذا التنظيم قام بالفعل ومرارا بسبي نساء أيزيديات. ولكننا شككنا في صحته لأنه حتى الآن لم تتسرب إلى الإنترنت إلا القليل من الصور عن أولئك الجهاديين في التنظيم المذكور. وهم يحرصون على التحكم في نشاطهم الإعلامي على طول الخط وتصويرهم دون علمهم مجازفة خطيرة بالتأكيد. ولم نستطع التحقق من صحة الفيديو لذلك ارتأينا عدم نشره.

ولكن العديد من المواقع الإخبارية نشرت تلك المشاهد. إذ تناقلها Dailymail على منصته للفيديوهات وهو الوسيلة الإعلامية التي عوّدتنا على هذا النوع من الأخطاء والتي دأبنا على كشفها على موقعنا. وكذلك فعل موقع قناة "روسيا اليوم" الذي يظن أنه يعرف كل شيء عن الأيزيديات اللاتي خطفن أمام أزواجهن.

صور كاذبة للنساء اللاتي خطفهن تنظيم "الدولة الإسلامية" نشرها Dailymail على منصته للفيديوهات.

 

الفيديو نشرته أيضا قناة "روسيا اليوم".

وفي مقابلة تلفزيونية كشف شينوار كمال مساعد المخرج الذي عمل على تصوير الفيلم الوثائقي عن فظاعات تنظيم "الدولة الإسلامية" بحق الأيزيديين أثناء الاستيلاء على سنجار في آب/أغسطس 2014، عن هذه الكذبة.

وأوضح شينوار كمال أن هذا الفيديو صور في مدرسة تقع قرب مدينة دهوك العراقية في كانون الأول/ديسمبر 2015. في ذلك اليوم كان فريق التصوير يصور مشهد اختطاف على يد جهاديي التنظيم المذكور. وفي المقابلة يمكن مشاهدة كواليس التصوير.

مقابلة شينوار كمال موضحا أن الفيديو الذي زُعم أنه مسروق هو مأخوذ في الحقيقة من فيلم وثائقي.

لقطة من تقرير يظهر كواليس تصوير الفيلم الوثائقي.

"لا أعرف من صور هذا المقطع، ربما السكان الذين حضروا التصوير في عين المكان أو أحد الكومبارس" هذا ما قاله مساعد المخرج أثناء المقابلة. وأشار إلى أنه اتصل بالشخص الذي كان أول من نشر الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليطلب منه توضيحا عما إذا كان هذا تصويرا. ولكن دون جدوى.

هذه ليست أول مرة تؤخذ مقاطع من فيلم وتقدم على أنها مشاهد حقيقية للقتال والفظاعات. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2014، قاد مخرج نرويجي عدة وسائل إعلامية للخطأ عندما نشر فيلما قصيرا يظهر طفلا سوريا وهو ينقذ طفلة كانت في مرمى القناصة، كما زعم. واستقطب ذلك الفيديو أكثر من 6 ملايين مشاهدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتداولته عدة مواقع إخبارية.

ترجمة: عائشة علون