السعوديون يبايعون "ملكا من ورق"!

كم صعب أن يصافح الملك السعودي الجديد كل رعاياه الذين يريدون مبايعته! لذلك فقد وجد محبوه الحل، إذ وضعوا صورا كبيرة من ورق، ولكن اليد التي صافحوها حقيقية.

إثر وفاة الملك عبد الله عاهل المملكة العربية السعودية، نشرت عدة فيديوهات تظهر السعوديين وهم ينحنون أمام ملكهم الجديد ويصافحون يدا وراء صورة الملك سلمان ووليي عهده. ولكي يكون المنظر محبوكا وقف رجال حقيقيون وراء تك الصور الكبيرة ومددوا أيديهم وأخذوا يصافحون المبايعين.

ومراسم البيعة جزء من التقاليد في البلدان الإسلامية. ويظهر في الفيديو هؤلاء السعوديون وهم "يصافحون" أيدي أشخاص يقفون خلف صور الأمير مقرن بن عبد العزيز والأمير محمد بن نايف ، وهما وليا العهد الأول والثاني في ترتيب ولاية العهد على العرش. والأمير مقرن هو الابن الأصغر الذي ما زال على قيد الحياة من سلالة آل سعود، مؤسس المملكة.

"هناك في المملكة ثقافة التودد للنظام"

صلاح العامر مترجم يعيش في العاصمة السعودية الرياض.

البيعة بهذه الطريقة قديمة جدا في تاريخ السعودية حين كان المجتمع صغيرا وكان يمكن للرعايا أن يلتقوا بملوكهم شخصيا. واليوم أصبح عدد السكان 20 مليون نسمة ومصافحة الملك مستحيلة. لم يعد من الممكن لكل الشعب أن يبايع الملك ! لقد شاهدت الفيديو، ومشاهده مصورة في مدرستين واحدة للبنات والثانية للبنين. عندنا في السعودية ثقافة التودّد للنظام. أنا لا أقول بعدم وجود أشخاص صادقين بين مبايعي الملك الجديد. ولكن من الممكن أن بعض المدرسين أرادوا التودّد للسلطات بهذه الطريقة.

طفلات سعوديات يصافحن صورة الملك عبد الله.

وعلى تويتر نشرت صور موظفي المدرسة الابتدائية بن سلمان في جدة وهم يعانقون صورة الملك ووليي عهده.

أطفال يحملون لافتة.

"لم نر أبدا تهافتا كهذا في تاريخ المملكة"

مراقب آخر يوضح ما يلي:

كل هذا الوضع سخيف في القرن 21. أظن أن هذه أول مرة في تاريخ المملكة نرى مثل هذا التهافت. مثلا عندما توفي الملك فهد عام 2005 لم يذهب إلى القصر إلا بعض المسؤولين ورجال الأعمال. ولكن هذه المرة الوضع مذهل ولا يصدق! فقد نظمت معظم المدارس هذه المشاهد للمبايعة، وحتى السجون. وتعطي هذه الفيديوهات صورة غريبة عن السعوديين. ولا ننسى أن الوهابيين لا يسمحون عادة بمثل هذه المظاهر. وإن قبلوا فحتما لأن الملك موافق على ما يحدث.

ولقد حكم الملك عبد الله البلد منذ 2005 وتوفي منذ أسبوعين إثر إصابته بالتهاب رئوي.

ترجمة: عائشة علون