إيران

إيران: تجارة اللعب الجنسية كلها نصب واحتيال!

ليس من السهل في إيران شراء لعب جنسية وإلى عهد قريب كانت هذه اللعب الجنسية تعتبر منافية للإسلام وكان العثور عليها صعبا للغاية في السوق السوداء. ثم ظهر الإنترنت وسهل الأمور كثيرا لدرجة أن متاجر الأدوات الجنسية على الإنترنت أصبحت تجارة مربحة في جمهورية إيران الإسلامية. وهي تمارس خارج كل القوانين وبعض المواقع لا تتوانى في استغلال هذا الوضع لكي تبيع منتجات مقلدة.

إعلان

مرهم مرطب يستخدم لتضييق المهبل

ليس من السهل في إيران شراء لعب جنسية وإلى عهد قريب كانت هذه اللعب الجنسية تعتبر منافية للإسلام وكان العثور عليها صعبا للغاية في السوق السوداء. ثم ظهر الإنترنت وسهل الأمور كثيرا لدرجة أن متاجر الأدوات الجنسية على الإنترنت أصبحت تجارة مربحة في جمهورية إيران الإسلامية. وهي تمارس خارج كل القوانين وبعض المواقع لا تتوانى في استغلال هذا الوضع لكي تبيع منتجات مقلدة.

 

صحيح أنه لا وجود لأي نص قانوني يمنع اللعب الجنسية، إلا أنها محظورة حسب التفسيرات الفقهية للإسلام في إيران. ولكن غالبا ما ينتهك الإيرانيون هذا الحظر في بلدهم ويشترون هذه السلع عبر شبكات التجارة الموازية، خصوصا عند المهربين الذين يبيعون في شوارع الأحياء الجنوبية في طهران.

 

لكن منذ بضع سنوات وبفضل تطور الإنترنت أصبح من السهل شراء هذه اللعب. وظهرت سوق جديدة للمتاجر الجنسية عبر الإنترنت في الوقت الذي أصبح يعرف في إيران ما يمكن تسميته "ثورة أو صحوة جنسية" حقيقية، حسب ما يراه بعض الخبراء. وأصبح الزواج متأخرا عند جيل الشباب الذي أصبح يلجأ أكثر لموانع الحمل ويعترف بممارسة الجنس خارج إطار الزواج.

 

وعموما، تقول هذه المواقع على الإنترنت إنها متخصصة في المنتجات "الجنسية". وإلى جانب السلع المسموح بها مثل المراهم المرطبة أو أنواع الواقي الجنسي المتعددة، نجد أيضا كل أنواع المواد الممنوعة الأخرى مثل التشكيلات المتنوعة من القضيب الذكري للتدليك بالذبذبات (vibromasseurs أو vibrators) والقضبان الذكرية الصناعية (godemichets أو dildos) . وأغلبية هذه المواقع التي تبيع بالقطعة هي قائمة في إيران. فقد قامت عدة شركات أجنبية جست نبض المجتمع "فشمّت" رائحة المكسب في هذه التجارة، ومن ثم أنشأت فروعا لمواقعها المتخصصة الموجهة للسوق في جمهورية إيران الإسلامية. والأغرب من ذلك هو أن هذه البضائع ترسل بالبريد الوطني الإيراني مثلها مثل كل البضائع التي يتم شراؤها عبر الإنترنت.

 

وهذه المواقع ليست مرخصة، لكنها تزداد دون أن تحكمها أي قواعد تنظيمية، وهي تعرض منتجات لا يمكن التحقق من مسار تصنيعها حتى أنها تعرض بمنتجات غير حقيقية مثل تشكيلات التدليك التقليدية التي تعرض على أنها قضبان تدليك بالذبذبات.

هذا الموقع يبيع لعبا جنسية ويوضح أن منتجاته يتم إيصالها بالبريد. ويمكن للزبون أن يختار دفع سعر المنتج لساعي البريد. وعندما حاولنا البحث على الإنترنت على اسم المصنع المذكور على الموقع لم نصل إلى أي معلومة.

"هذه المواقع كلها نصب واحتيال"

الدكتورة سارة نصر زادة معالجة نفسية إيرانية متخصصة في علم الجنس وتعمل في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

إن استخدام المنتجات المعروضة بصفة كاذبة على أنها لعب جنسية يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية حقيقية. إذ يستخدم أشهر المصنعين مثلا مواد من السيليكون قد ثبت أنها تسبب الحساسية وخصوصا عندما يكون هناك إيلاج. ويمكن أن تتسبب المواد الرديئة النوعية في حدوث التهابات وتطور الفطريات المخاطية التي قد تستمر مدى الحياة. ومن ناحية أخرى، إذا كانت اللعبة الجنسية ذات الذبذبات لم تصمم للاستخدام في المعاشرة الجنسية وتم استخدامها مع ذلك فإن العواقب قد تكون وخيمة على الأعضاء، وخصوصا على مستوى الأنسجة. ناهيك عن خطر الصدمة الكهربائية.

 

هذه المواقع كلها نصب واحتيال. فهي تعرض العديد من المواد التي لا أساس علمي لها. وأتحدث هنا عن المراهم المرطبة مثلا والحبوب التي يفترض أنها تضيق المهبل وهناك أيضا أدوات يفترض أنها توسع قطر القضيب الذكري.

جهاز للتدليك تبيعه شركة AEG وتعرضه هنا على أنه قضيب للتدليك بالذبذبات لا يمس غشاء البكارة عند المستخدمات ويحقق لهن "قمة النشوة الجنسية الممتعة

وهذا منتج آخر مثل المرهم المرطب يستخدم لتضييق المهبل ولكنه في الحقيقة نصب واحتيال، كما توضح هذه المتخصصة في علم الجنس التي اتصلت بها فرانس24. أما المصنع الذي ورد ذكره على الموقع فلا أثر له إلى حد الآن.

مثال على طرد أرسل بالبريد الإيراني نشر على موقع للبيع عبر الإنترنت. ويوضح بأن العنوان يكفي وأنه يمكن إرسال الطرد دون ذكر أسماء.

 

علبة من الحبوب المفترض أنها تضيق المهبل. وهذه الحبوب نفسها تباع على بعض المنتديات الماليزية وتقدم على أنها منتج "صنع في تايلاند".

لقد سبق للسلطات الإيرانية أن تدخلت لمعاقبة بعض المواقع التي كانت تبيع لعبا جنسية. إذ قامت السلطات في 2011 بإغلاق أحد هذه المواقع بسبب مخالفته لقوانين الاستيراد. وأشارت آنذاك إلى أنه "باسم كرامة المجتمع الإيراني وقيمه لا يسمح بتوزيع هذا النوع من المنتجات في البلد." ولكن ما زالت بعض المواقع تبيع بشكل طبيعي دون أن يزعجها أحد.

ترجمة: عائشة علون