سوريا: "الخوذ البيضاء" يتحدون الحرب لإنقاذ الأرواح
نشرت في: آخر تحديث:
هناك في سوريا فرق تعرف باسم الدفاع المدني السوري وفي أماكن أخرى باسم "الخوذ البيضاء" نسبة إلى لون القبعات التي يرتدوها عند القيام بعمليات الإغاثة. ومنذ عامين أصبحوا يتدخلون بلا كلل ليل نهار لإنقاذ الأرواح في المناطق التي تتعرض للقصف من النظام السوري.
عمليات إغاثة يقوم بها عناصر القبعات البيض في حلب بعد سقوط قذيفة وقد عثروا على ثلاثة أشخاص أمواتا. الصورة منشورة على فيس بوك.
هناك في سوريا فرق تعرف باسم الدفاع المدني السوري وفي أماكن أخرى باسم "القبعات البيض" نسبة إلى لون القبعات التي يرتدوها عند القيام بعمليات الإغاثة. ومنذ عامين أصبحوا يتدخلون بلا كلل ليل نهار لإنقاذ الأرواح في المناطق التي تتعرض للقصف من النظام السوري.
ويأتي قسم من تمويل هذه الفرق من الائتلاف الوطني السوري، الهيئة الرئيسية المعارضة لبشار الأسد، وتشدد منظمة الدفاع المدني هاته على أنها منظمة محايدة وغير متحيزة. وأفرادها موجودون في المناطق التي لم تعد تحت سيطرة القوات المسلحة السورية والتي تفتقر لخدمات المساعدة الطبية العاجلة.
وفي محافظة إدلب الخاضعة جزئيا للجماعات الإسلامية المعارضة للنظام، وخصوصا جبهة النصرة، الجناح المسلح السوري لتنظيم القاعدة. ويبلغ عددهم 385 شخصا من بينهم 70 امرأة يتولون إغاثة ضحايا القصف الذي يقوم به النظام السوري وكذلك قصف قوات التحالف الدولي منذ فترة قصيرة.
عناصر من الخوذ البيضاء يسارعون إلى مكان الحادث بعد عمليات قصف جوي في إدلب. تسنى إنقاذ عدة جرحى في ذلك اليوم من بينهم طفلان. الصورة منشورة في صفحة الدفاع المدني السوري على فيس بوك."
"العمل يحميني من الشعور بالخوف"
مراقبتنا فاطمة عمرها 30 سنة وهي ربة منزل اختارت الانضمام للخوذ البيضاء في إدلب منذ عام ونصف.في البداية كان كثيرون يشككون في قدرتنا. فكيف للنساء أن يخرجن الجثث من بين الأنقاض؟ واليوم نحن نعمل معا رجالا ونساء في عمليات الإغاثة. وأصبح وجودنا ضروريا. أنا وزملائي خضعنا للتدريبات. أول تدريب كان منذ عام ونصف في إسطنبول. والثاني في أدانا منذ ستة أشهر. وهناك تعلمنا أمورا كثيرة منها انتشال الجرحى من الأنقاض وتقديم الإسعافات الأولية العاجلة وتحضير الجرحى لنقلهم بسيارات الإسعاف.
عملية إنقاذ في محافظة إدلب: تم العثور على ثلاثة أشخاص أحياء ونقلهم إلى أقرب مستشفى.المصدر
حاليا تنفذ قوات النظام السوري أو التحالف الدولي غارات جوية كل ساعتين وأحيانا كل ساعة. وحالما يحدث القصف يتصلون بنا من المركز فنتوجه إلى عين المكان. العديد من الضحايا هم من النساء والأطفال وهناك شعور بالارتياح لأن من يعالجهن نساء أيضا. وأقرب المستشفيات موجودة على بعد ثلاث ساعات بالسيارة. إن عملنا ضروري لبقائهم على قيد الحياة. ونحن نتولى دفن من يفارق الحياة منهم للأسف.
نهاية عملية الإنقاذ بعد 26 ساعة من البحث وقد تم العثور على خمسة موتى وبقي شخص عالقا بين الأنقاض وكان من المستحيل العثور على أثره.االمصدر .
أنا أسكن قرب المركز وهذا شيء عملي لأنهم حالما يحتاجون لي أستطيع الذهاب وأنا على استعداد للتحرك في أي لحظة. ومن حسن الwww.indiegogo.com/projects/support-the-women-saving-syria-from-the-bombsحظ أننا نستطيع ببعض الأماكن في إدلب التقاط الشبكة الهاتفية التركية وبفضل ذلك نتمكن من التواصل والتهرب من مراقبة النظام الذي يتنصت على الهواتف السورية. وزيادة على ذلك ليس عندنا كهرباء. ومن الصعب التواصل عبر سكايب. إننا نعمل في ظروف صعبة جدا.
طفل عثر عليه أحد أفراد القبعات البيض حيا بين الأنقاض. المصدر.
ورغم ذلك فأنا لا أخاف من التدخل في المناطق التي تكون قد تعرضت للتو لقذائف الهاون أو براميل المتفجرات. في الحقيقة اكتشفت أن عملي يحميني من الخوف. فمساعدة الآخرين تمدني بالقوة والشجاعة. صحيح أنني أشعر بالخوف أحيانا وأنا في الميدان على أولادي الذين تركتهم في البيت لأن القصف قد يحدث في أي مكان.
"نحن لا نميز بين أحد على الأرض"
شهادة مراقبنا رائد صالح مؤسس مركز الدفاع المدني السوري ومديره في محافظة إدلب.نتلقى المساعدات المادية والمالية من عدة منظمات غير حكومية دولية ومن الحكومات. مثلا إيطاليا قدمت لنا مساعدة بالمستلزمات والمعدات الطبية. والائتلاف الوطني السوري قدم لنا دعما ماليا، فاستطعنا مكافأة متطوعينا. وكوننا نتلقى تمويلات من الائتلاف الوطني السوري فهذا لا يمس حيادنا ولا عدم تحيزنا. فنحن لا نميز بين أحد على الأرض. نحن ننقذ كل الأرواح رغم أننا فعليا نتدخل في المناطق المحررة أو الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية لأن هذه المناطق هي التي تتعرض لعمليات القصف.
دورة تدريبية لللقبعات البيض في تركيا لتعلم كيفية انتشال الجثث من بين الأنقاض. المصدر
سبق ساعدنا في إدلب مقاتلو جبهة النصرة بنقل الجرحى إلى سيارات الإسعاف. وقد لاحظنا للأسف أن النظام السوري لا يحترم حيادنا إذ يقصف قرب مراكزنا ويستهدفنا أيضا. وقد قتل العديد من المتطوعين. لكننا سنواصل عملنا فلا خيار أمامنا. الوضع خطير ويمكن أن يسوء أكثر. نحن نريد تدريب متطوعين أكثر، وخصوصا الشباب. إننا نحتاج إلى الإمكانيات والمعدات لتقديم الرعاية الصحية وخصوصا الإسعافات العاجلة. ونحتاج للسيولة كي نشتري البنزين لسيارات الإسعاف.
جريح عثر عليه تحت الأنقاض في خان شيخون ونقله أفراد الخوذ البيضاء في سيارة إسعاف خاصة بهم لتلقي العلاج. المصدر.
أطلقت الحملة السورية عملية لجمع الأموال على شبكة الإنترنت من أج دعم القبعات البيض. لمزيد من المعلومات، الرجاء النقر هنا.
صورة نساء بالقبعات البيض وهن يتدربن. المصدر "ادعموا النساء اللاتي ينقذن سوريا من القصف"(الصفحة الإنكليزية,المصدر,
حررت هذه المقالة بالتعاون مع Dorothée Myriam KELLOU (@dorakellou)، صحافية في فرانس24.
ترجمة: عائشة علون