بالوعات الصرف الصحي تلتهم الأرواح في السعودية والمجتمع المدني يتحرك
نشرت في: آخر تحديث:
إذا ذهبتم إلى المملكة العربية السعودية، حذار أين تمشون! فمن غير النادر أن تعترض طريقكم بالوعات بدون أغطية، صار سكان المملكة يسمونها "حفر الموت" لما تسببت فيه من حوادث قاتلة.
فتحة بالوعة تمت تغطيتها بكراسي. الصورة نشرت على تويتر.
إذا ذهبتم إلى المملكة العربية السعودية، حذار أين تمشون! فمن غير النادر أن تعترض طريقكم بالوعات بدون أغطية، صار سكان المملكة يسمونها "حفر الموت" لما تسببت فيه من حوادث قاتلة.
لتفادي السقوط في هذه الحفر، أطلق ناشطون حملة على الشبكات الاجتماعية يدعون عبرها المتطوعين إلى وضع علامات تحذير أمام فتحات البالوعات أو الصرف الصحي.
حملة "معا لنغلق حفر الموت" تهدف أيضا إلى لفت انتباه السلطات وحثها على رد الفعل. فخلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني فقط، قتل ثلاثة أشخاص جراء حوادث البالوعات.
ومنذ أيام، قتل الشاب عبد الله الزهراني بعد سقوطه في فتحة بالوعة قرب معهده في مدينة جدة. وقد نشر والده على حسابه في موقع تويتر صورا لغطاء البالوعة وقد أكلها الصدأ.
صورة لغطاء البالوعة الذي تسبب في موت الشاب عبد الله الزهراني في جدة.
وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول قتل رجل وابنه البالغ من العمر خمس سنوات في حادث مشابه في حديقة عمومية. أحد الشهود روى الحادثة بطريقة مؤثرة في إحدى الصحف المحلية :"الطفل محمد علي منشو سقط بالحفرة، ما اضطر والده إلى المسارعة بالنزول خلفه وبالفعل أمسك به غير أنه سقط من يده سريعا بسبب الزيوت الموجودة في الصرف. علي تعرض أثناء نزوله لحفرة الصرف إلى صدمة في رأسه وجاء بعدها مواطن سعودي فانتشله لكنه بقي على قيد الحياة لمدة دقيقتين تقريباً قبل أن يتوفى."
طفلة صغيرة أمام فتحة بالوعة دون غطاء. الصورة نشرت على موقع تويتر.
مواطنون من مدينة الرياض قاموا بغلق فتحة هذه البالوعة بعربة تسوق.
رسم يعبر عن خطر البالوعات المفتوحة.
"يوجد تهريب لأغطية البالوعات في عدة جهات من المملكة"
مراقبنا محمد السعيدي شرح لنا أن سرقة أغطية البالوعات ظاهرة منتشرة في المملكة العربية السعودية.يوجد تهريب لأغطية البالوعات في عدة جهات من المملكة. من يقف وراء ذلك هم أشخاص لا يملكون الكثير من الإمكانيات المادية يقومون ببيع هذه الأغطية لتجار مختصين في إعادة التصنيع. هؤلاء التجار يقومون بدورهم بإعادة بيع هذه الأغطية لمصانع الفولاذ. بيع ما يمكن إعادة تصنيعه ظاهرة تشمل جميع المعادن، فالبعض يقوم بجمع علب العصير لإعادة بيعها لمصانع الألمينيوم والبعض الآخر يسرق أشياء صنعت من النحاس. لكن الفرق هنا هو أن سرقة أغطية البالوعات يشكل خطرا حقيقيا فهو يتسبب في موت المواطنين. هذه الظاهرة كانت أكثر انتشارا منذ خمس سنوات وكنا نسمع يوميا عن قتلى حفر الموت. لكن السلطات لا تحاول وضع حد لهذا التهريب أو معاقبة من يقفون وراءه.