الولايات المتحدة

الولايات المتحدة: "يوم المسلم" يحدث بلبلة في شوارع نيويورك

شهدت طبعة العام 2014 من استعراض "يوم المسلم السنوي" عدة عروض مسرحية قدمها أمريكيون من أصول مصرية. وتظهر بعض هذه العروض دمية محجبة وهي تتدلى من حبل المشنقة ونساء محتجزات داخل أقفاص. كما أن بعض المشاركين جابوا الشوارع وهم يحملون أسلحة نارية مزيفة. هذه المشاهد أثارت استياء العديد من سكان نيويورك، إذ اعتبروا أنها عنيفة وصادمة. اقرؤوا المزيد...

إعلان

شهدت طبعة العام 2014 من استعراض "يوم المسلم السنوي" عدة عروض مسرحية قدمها أمريكيون من أصول مصرية. وتظهر بعض هذه العروض دمية محجبة وهي تتدلى من حبل المشنقة ونساء محتجزات داخل أقفاص. كما أن بعض المشاركين جابوا الشوارع وهم يحملون أسلحة نارية مزيفة. هذه المشاهد أثارت استياء العديد من سكان نيويورك، إذ اعتبروا أنها عنيفة وصادمة.

أوضح المتظاهرون المصريون، الذي شاركوا بكثافة في المهرجان، أنهم كانوا يوجهون انتقادات إلى حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خلال هذه العروض. إلا أن العديد من سكان نيويورك من الذين تابعوا الموكب وهو يجول شارع "ماديسون" يوم الأحد 14 أيلول، أساؤوا فهم هذه الرسالة.

كما اعتبرت العديد من المواقع الإخبارية المحافظة بأن هذا العرض كان عنيفا للغاية.

ليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها استعراض "يوم المسلم" بلبلة في نيويورك. ففي العام الماضي، كان قد أثار المهرجان امتعاض العديد من الأهالي بسبب رفع المشاركين الرايات السوداء التي تشبه تلك التي تستعملها الحركات الجهادية.

رجل على متن عربة يمثل دور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

صورة تشير إلى غضب المتظاهرين المصريين من الحكومة التي أقبلت على اعتقال العشرات من أنصار جماعة "الإخوان المسلمون" خلال الأشهر الأخيرة، ومن بينهم العديد من النساء. الصورة من تأليف Urban Infidel.

دمية محجبة تتدلى من حبل المشنقة وبجانبها رجل يمثل دور عبد الفتاح السيسي.

"لقد تجاوزوا الخط الأحمر"

Urban Infidel مدونة من مدينة نيويورك، قامت بتصوير المشاهد المنشورة أدناه.

طبعة هذا العام طغت عليها السياسة بشكل كبير. ومنذ أن بدأت في تغطية هذا المهرجان قبل سبع سنوات، لم أر أبدا مشاهدا بهذه الدرجة من العنف. لقد صدمتني خاصة تلك الملصقات التي كانت معلقة على عربات المشاركين المصريين. (هيئة التحرير: صور لأنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي قضوا خلال فض اعتصام ميدان رابعة العدوية في أغسطس 2013)

الصورة من تأليف Urban Infidel.

كان شيئا غريبا أن تنشر مثل تلك الصور وسط مدينة نيويورك. وعلاوة على ذلك، كان العديد من الأطفال موجودين بذلك الشارع. حتى أن بعضهم كان يمشي خلف العربة التي كانت معلقة عليها تلك الصور المروعة.

بالطبع، أنا أتفهم أن حرية التعبير حق يجب أن يتاح لكل مواطن. لكنني أعتقد أن هؤلاء قد تجاوزوا الخط الأحمر.

"كان ينبغي على المشاركين استعمال لافتات لتفسير تلك العروض"

عين الحق مواطن أمريكي من أصول باكستانية، يعمل محاسب في نيويوك. وهو يشارك في تنظيم استعراض "يوم المسلم السنوي" منذ تأسيسه قبل 29 عاما.

 

يشارك في هذا المهرجان أشخاص ينحدرون من مختلف المناطق. ليس من الشرق الأوسط والدول العربية فقط، بل وكذلك من الهند وأفغانستان وبنغلاديش وبعض دول أفريقيا.

 

ونظرا لأن الولايات المتحدة بلد ديمقراطي يدافع عن قيم الحرية وحقوق الإنسان، فنحن نسمح للمشاركين الذين ينحدرون من دول تشهد مشاكل سياسية بالاحتجاج والتعبير عن آرائهم بكل حرية.

 

وهذا العام، العديد من المصريين الذين شاركوا بالاستعراض كانوا يودون التعبير عن غضبهم إزاء الانتهاكات ضد حقوق الإنسان التي ارتكبت مؤخرا في بلدهم. هم يعتقدون أن الحكومة الحالية في مصر غير شرعية ويعتبرون أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة باطلة لأن الجهة التي أشرفت على تنظيمها هي الجيش الذي كان يركز كل السلطات بين يديه.

كان بعضهم يتنكر في الزي العسكري ويحمل أسلحة نارية مزيفة. طلبنا منهم، وطلبت منهم الشرطة كذلك، الامتناع عن حمل تلك الأسلحة. ورفع آخرون هراوات للتنديد بالطريقة العنيفة التي تعامل بها الشرطة المصرية المواطنين.

على حد علمي، هذه العروض لم يقدمها أي تنظيم مرتبط بجماعة "الإخوان المسلمون" (العديد من المتظاهرين في المهرجان كانوا يرفعون شعرات "الإخوان المسلمون") .

العديد من المشاهدين لم يفهموا ما كان يحدث. كان ينبغي على المتظاهرين أن يستعملوا لافتات تفسر تلك العروض، لتفادي أي سوء تفاهم.

كذلك انتهز متظاهرون من دول أخرى تشهد نزاعات فرصة هذا الاستعراض لإبلاغ أهالي نيويورك عما يحدث في بلدانهم. فمثلا، كانت هناك العديد من اللافتات تندد بالعنف في سوريا وليبيا.

لكن الهدف الرئيسي من هذه التظاهرة هو الإظهار للعالم أن الإسلام هو دين سلام وأن المسلمين ليسوا بإرهابيين. وكان شعار طبعة هذا العام: "الإسلام وأمريكا يتشاركان نفس القيم".