فيديو: بريطاني يتعرض لاعتداء من مطوعين سعوديين !
نشرت في: آخر تحديث:
أحد المطوعين يقفز على مواطن بريطاني ليضربه... هذا ما يظهر في الفيديو المتداول منذ الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي ويثير جدلا في المملكة العربية السعودية حيث تتهم الشرطة الدينية أو المطوعون غالبا بتجاوز صلاحياتها.
أحد المطوعين يقفز على مواطن بريطاني ليضربه... هذا ما يظهر في الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي ويثير جدلا في المملكة العربية السعودية حيث تتهم الشرطة الدينية أو المطوعون غالبا بتجاوز صلاحياتها.
لقد صور هذا الفيديو القصير ومدته 9 دقائق أحد المارة في مرأب للسيارات بمركز تجاري بالعاصمة الرياض. ويظهر فيه أحد المطوعين وهو يقفز على مواطن بريطاني فيما زوجته السعودية الأصل تحاول الحؤول بينهما وتشتبك بدورها مع المطوع. ويسمع صوت البريطاني وهو يصرخ: "إنها زوجتي! كيف تجرؤ؟".
وحسب عدة شهادات جمعتها الصحافة المحلية، يدعى هذا الرجل بيتر هووارث وقد رفض في المركز التجاري أن ينصاع لأوامر المطوعين الذين لم يعجبهم أنه وقف مع زوجته في صف مخصص للنساء فقط. ثم لحقه المطوعون خارج المركز التجاري حيث حدث الشجار.
للعلم فقد بات العديد من السعوديين ينددون على مواقع التواصل الاجتماعي بما أسموه "انتهاكات" المطوعين. وكبر الجدل لدرجة أن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبد اللطيف الشيخ اضطر للإعلان عن توقيف المطوعين المسؤولين عن العمل بعد هذا الحادث وشكل لجنة تحقيق.
"ضربوني مرارا على رأسي وداس أحدهم على وجهي"
بيتر هووارث نشر شهادته بخصوص الاشتباك الذي حدث يوم الجعة 29 آب/أغسطس على مدونة مراقبتنا ليلى وهي مواطنة فنلندية مقيمة في الرياض. وقد أذنت لنا بأن ننشر فيما يلي مقاطع من هذه الشهادة.فيما كنا نتسوق لاحظنا ثلاثة رجال يبدو عليهم التدين يجولون في ردهات المتجر (...). وعندما وصلنا إلى صندوق الدفع طلبوا منا أن ندفع في الصندوق المخصص للعائلات (...).
كنا أمام موظفة صندوق الدفع عندما اقترب ثلاثة رجال وحاولوا منعنا من الدفع هناك. وضايقونا ونحن ندفع. فطلبت منهم أن يتركونا بحالنا ويرحلوا. لكنهم استمروا (...).
واضطررت الموظفة أن توضح لهم بأننا في المكان الصحيح للدفع (...) وتدخل أفراد الأمن التابعين للمركز التجاري لكن المطوعين لم يتوقفوا وأخذوا يدفعونني وانهالوا على زوجتي بكلام نابي (...).
ثم لاحقنا هؤلاء المطوعين حتى مرأب السيارات (...) فطلبت من زوجتي أن تركب السيارة بسرعة وتغلق النوافذ (...).
ورأيت المطوعين وهم يصورون لوحة سيارتي (...) ففقررت بدوري أن أصور الرجال الثلاثة كي أستطيع تحديد هوياتهم إذا قررت رفع شكوى ضدهم بتهمة المضايقة (...).
وفجأة هجم عليّ المطوعون الثلاثة بشراسة وألقوني أرضا وحاول أحدهم نزع هاتفي المحمول من يدي لكنه لم يستطع. وفيما كنت على الأرض ضربوني مرارا وأحدهم داس على وجهي.
وعندما رأت زوجتي ما يحدث دفعتهم زوجتي واستطعت الوقوف على قدماي. وكما ترون في الفيديو صعد أحدهم على الصندوق الأمامي لسيارتي وقفز على ظهري (...).
وطلبنا الشرطة المحلية التي لبت طلبنا وجاءت لكن رجال الشرطة رفضوا التدخل وأخبرونا أنهم لا يريدون التورط في هذا الأمر. فطلبنا عندئذ مساعدة السفارة البريطانية.
وبعد لحظات جاءت سيارة من السفارة البريطانية لترافقنا إلى بيتنا (...) وفي اليوم التالي قدمنا شكوى عند الشرطة التي أخذت هذه المرة الموضوع بشكل جدي وعاملتنا بأدب واحترام.
والحمد لله لم نصب بجروح بليغة ولكننا ما زلنا مصدومين مما جرى (...). ومع ذلك لن يؤثر هذا الحادث في حبنا وولائنا للبلد ولكننا ننتظر تفسيرا من السلطات.
"أشك أن تقرر السلطات معاقبة هؤلاء المطوعين بصرامة"
ترى مراقبتنا ليلى أن هذا الحادث يمكن أن يخدش صورة المملكة أكثر مما هي مخدوشة أصلا.لم أسمع أبدا قصة بهذا الشكل الصادم عن المطوعين في السعودية منذ زمن طويل.
لقد بدأت الأسواق السعودية منذ هذه السنة تخصص صفوفا للعائلات وأخرى للرجال فقط (...).
ويمكن أن تستوعب الصفوف المخصصة للعائلات النساء بلا مرافق أو النساء اللاتي مع أزواجهن وأطفالهن. ما حدث مع هذا البريطاني أمر عادي ليس فيه شيء ما دام أنه واقف في صف العائلات مع زوجته. ورغم ذلك قرر المطوعون أن يهولوا الأمر (...).
وعموما عندما يرتكب المطوعون مخالفة يعاقبون بالوقف عن العمل لفترة محددة أو ينقلون من مناطق خدمتهم. ومنذ فترة غير بعيدة (تشرين الأول/أكتوبر 2013)، تورط بعض المطوعين في مطاردة أدت إلى موت شخصين. ولم تعاقبهم السلطات أبدا [هيئة التحرير: القانون السعودي لا يجيز محاكمة المطوعين محاكمة جنائية].
كم هو مخجل أن يصدر هذا السلوك عن رجال يفترض أن يمثلوا الإسلام. فبسببهم أصبحت صورة الإسلام والمملكة العربية السعودية مشوهة في أذهان الناس (...).
ويوم الثلاثاء نشرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقريرا عن نتائج تحقيقها. وأشار هذا التقرير إلى أن بيتر هووارث لم يرتكب أي مخالفة وأن المطوعين الثلاثة أدلوا بأقوال "زور" وأنهم سينقلون خارج الرياض وسيعينون في مناصب إدارية بحتة. كما اعتذرت الهيئة رسميا للمواطن البريطاني وزوجته عن الاعتداء الذي تعرضا له.
ترجمة: عائشة علون