الشرطة الدينية في السعودية ضد صور الصليب!

.صورة حقائب تمت مصادرتها وقد نشرها على تويتر مسؤول من الشرطة الدينية

  عودة افتتاح المدارس تقترب والسعوديون يتوافدون على المراكز التجارية لشراء الأدوات المدرسية. ولكن الشرطة الدينية أو المطوعين بالمرصاد، فقد صادر أفراد من هذه الشرطة مجموعة من الحقائب الجديدة معللين ذلك بأنها تحمل رسوما على شكل صليب.

تركي الشليل، المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أعلن على صفحته عبر تويتر يوم الأربعاء 20 آب/أغسطس عن مصادرة حقائب تعتبرها الهيئة "منافية" للقانون.

وصرح في إحدى المقابلات أن مصادرة هذه الحقائب المدرسية التي تحمل صور صلبان قد جرت في عدة أنحاء بالمملكة. وأكد أن وزارة التجارة هي التي يعود إليها أمر البت في نوع العقوبات الممكنة "وإن كانت ستكون مالية أو غير ذلك".

وهذه الأدوات "المنافية للقانون" في نظر الهيئة المذكورة هي أساسا حقائب من علامة Lonsdale  البريطانية التي طبع عليها صورة العلم البريطاني. وقد وزعت هذه الأدوات متاجر سنتر بوينت (Centerpoint) في عدة مدن بالمملكة العربية السعودية.

وبعد هذا التصريح الرسمي سارع العديد من مستخدمي تويتر السعوديين للإبلاغ عن أماكن أخرى تباع فيها تلك الحقائب.

حتى أن بعضهم أبلغوا عن وجود صلبان في أنحاء أخرى كما هو شأن قميص الأطفال هذا.

لكن هذه الحملة لا تروق لجميع السعوديين ومنهم من تحدث عن عبثية هذه المبادرة.

هذه ليست أول مرة تتوجه فيها أصابع الاتهام إلى منتجات تحمل صور الصليب في المملكة حيث يمنع ظهور أي رمز ديني غير إسلامي. فقد فرضت السلطات منذ سنوات على العلامات التجارية السويسرية مثل سووتش وتيسو وفيكترينوكس إزالة رمز الصليب من علاماتهم. ورغم أن علامة السكاكين السويسرية تلقى إقبالا كبيرا في السعودية فهي اليوم تباع .وعليها ورقة لاصقة تخفي الصليب المرسوم على قبضة السكين

أما محافظ منطقة العيص فقد أمر في بداية آب/أغسطس بإعادة بناء حائط إحدى المقابر بسبب وجود شكل صليب وهذا ما اعتبره غير لائق.

"الشرطة الدينية خففت نسبيا من قيودها على السكان"

.مراقبنا في المملكة العربية السعودية محمد السعيدي قال إن الشرطة الدينية تقوم بهذه الممارسات منذ عدة سنوات

ليس نادرا أن تقرر الشرطة الدينية منع أمور سخيفة تماما. وهذا لا يقتصر على الرموز الدينية. فمنذ ستة أشهر أجبر عمدة مدينة جازان الواقعة في الجنوب الغربي على تغيير شكل مجسم فني وضع على دوار في المدينة لأنه سمع أن هذا المجسم يشبه الأرجيلة [هيئة التحرير: تدخين الأرجيلة تصرف غير لائق في المملكة]

ومنذ بضعة أشهر خففت الشرطة الدينية من قيودها نسبيا على السكان. وأصبح أفراد هذه الشرطة يقللون من دورياتهم حول المتاجر وفي الشوارع في مواقيت الصلاة لإجبار السكان على الذهاب إلى المساجد، وخففوا من حملات توقيف النساء اللواتي لا يسترن وجوههن تماما في المتاجر. ويعزى ذلك نسبيا إلى أن الشباب اليوم يدافعون عن أنفسهم بطريقة أفضل ولا ينصاعون بسهولة لأوامر هذه الشرطة. وكذلك لأن السلطات قررت الحد من صلاحيات الهيئة المذكورة منذ عام لأنها تمادت كثيرا وخاصة عندما نادت للجهاد في سوريا من المساجد

ترجمة: عائشة علون