مايوت

قتل الكلاب الضالة في مايوت

 يعيش في مدينة كونغو أكثر من 26 ألف نسمة وتقع في الشمال الغربي لمايوت، لكن تكاثر الكلاب الضالة يسبب الرعب لسكانها. وفي غياب أي تدابير ناجعة للسلطات، قرر البعض تسوية هذه المشكلة بأنفسهم. وصباح يوم السبت ذعر أهل المدينة عندما عثروا على سبعة كلاب على الأقل مشنوقين ومعلقين في أعمدة الكهرباء في قلب المدينة.

إعلان

أحد الكلاب الضالة وهو مشنوق في مدينة كونغو في مايوت. صورة منشورة بإذن من صحيفة فرانس ماتان مايوت.

 

يعيش في مدينة كونغو أكثر من 26 ألف نسمة وتقع في الشمال الغربي لمايوت، لكن تكاثر الكلاب الضالة يسبب الرعب لسكانها. وفي غياب أي تدابير ناجعة للسلطات، قرر البعض تسوية هذه المشكلة بأنفسهم. وصباح يوم السبت ذعر أهل المدينة عندما عثروا على سبعة كلاب على الأقل مشنوقين ومعلقين في أعمدة الكهرباء في قلب المدينة.

 

تنبيه: قد تكون هذه الصور مروعة

"لا أستغرب أن يتولى السكان بأنفسهم حل هذه المشكلة"

أنيهاد من سكان مدينة كونغو.

 

عندما رأيت الكلاب مشنوقة هالني الأمر، لكن بصراحة كان هذا متوقعا. ففي مدينة كونغو لم يعد أحد يطيق هذه الكلاب. كثيرا ما يدخل بعضها إلى حديقتي وهي هزيلة البنية وجائعة وتبحث عن طعام. عندي أطفال صغار وأتردد أحيانا أن أتركهم يلعبون في الخارج خوفا من أن تهاجمهم الكلاب. بعض أصدقائي يمتلكون ماعزا هاجمتها الكلاب ونهشت لحمها.

 

إننا نشعر بأن لا أحد يأخذ هذه المشكلة على محمل الجد: فنحن كثيرا ما نرى الشباب يتمشون في البلدة ومن حولهم نحو عشرة كلاب بلا رباط. ولا أحد يحاول توعيتهم. لا أريد أن أبرر العنف الذي تتعرض له الحيوانات، لكنني لا أستغرب من أن يتولى السكان بأنفسهم حل هذه المشكلة.

"عموما شكاوانا من سوء معاملة الحيوانات ترمى في سلة المهملات"

في بداية أبريل/نيسان أطلقت مديرية الشرطة في مايوت عمليات تمشيط في الجزيرة بحثا عن الكلاب الضالة. وحسب جمعية الدفاع عن الحيوانات "Gueules d’amour" القائمة في مامودزو، فقد أحصي 20 ألف كلب ضال في مايوت عام 2010، وربما قد زاد هذا العدد ليصل إلى 30 ألف كلب اليوم.

 

دومينيك فورنو رئيسة هذه الجمعية التي تنشط منذ عام 2006 لحماية الحيوانات في مايوت.

 

تاريخيا في مايوت وحتى الثلاثين سنة الأخيرة، كان الماهوري المسلمون [95% من سكان مايوت مسلمون] يستخدمون الكلب لطرد القنافذ والخنازير. لكن العديد من الماهوري يكرهون اليوم الكلاب ويصفونها بأنها حيوانت "نجسة". في 2014 مثلا أحصينا ما لا يقل عن 15 كلبا مقتولا.

 

في 25 فبراير/شباط الماضي عض كلب تملكه أسرة فرنسية ماهورية فتاة ماهورية كانت ترشقه بالحجارة لكن دون أن يجرحها [هيئة التحرير: حسب ما صرح به الشهود]. وقد أخبرت الفتاة أهلها فتحركوا نحوه عشرة أشخاص للثأر. وقتل هذا الكلب مع آخر كانت تملكه تلك الأسرة على مرأى منها، ثم سحب في البلدة للعبرة. هذا الحادث الأخير دفعنا إلى رفع شكوى ضد الأعمال الفظيعة بحق الحيوانات وكانت تلك من المرات القليلة التي ترفع فيها شكوانا أمام المحكمة. وعموما يكون مصير هذه الشكاوى في سلة المهملات.

 

إحدى الملصقات التي نشرتها هذ الجمعية. وتظهر عليها مشاهد الفظاعات بحق الكلاب التي سجلت في مايوت.

 

"لقد تركنا المشكلة تستفحل طويلا واليوم لا نستطيع السيطرة عليها"

 

هذه الكلاب تنتمي عموما إلى فصيلة كلاب الرعاة المهجنة وغالبا ما تهجر إما من أهل المكان عندما لا يعود عندهم طعام لها أو من -"وازونغو" -الاسم الذي يطلق على الأجانب البيض- الذين يأتون للعمل في مايوت ويقررون إهمال كلبهم قبل مغادرة الجزيرة. هذه الكلاب تعيش في الغابة في النهار وتشكل قطعانا في الليل لتصطاد الفرائس. وهي متوحشة جدا وبعض الماهوري يستطيعون أحيانا القبض عليها وترويضها من أجل نزال الكلاب. [هذا أيضا حسب الجمعية الوطنية والدورية المعنية بشؤون الحيوانات].

 

المسألة قبل كل شيء تتعلق بالإمكانيات: فقد أنشئت فرقة من الشرطة، لكنها مكونة من عنصرين عليهما تغطية كل أراضي مايوت [374 كم مربع أي ما يعادل ثلاث مرات باريس بدون ضاحيتها] ومن حيث المعدات ليس هناك إلا بندقية مزودة بشبكة وغير مجدية للقبض على هذه الكلاب المتوحشة. وحتى إذا قبضت الشرطة على بعض الكلاب فليس هناك إلا أماكن محدودة في شاحناتها. ولا وجود في الجزيرة كلها إلا مأوى للحيوانات وهو مكتظ عن آخره. لقد تركنا المشكلة تستفحل طويلا واليوم لا نستطيع السيطرة عليها.

فرانس24 اتصلت ببلدية مدينة كونغو التي رفضت أي تعليق في هذا الشأن وأحالتنا إلى مديرية الشرطة في مايوت. ولم يرغب مدير مكتب مدير الشرطة الحديث حول هذا الموضوع، فيما قال مصدر من مديرية الشرطة إنه "موضوع حساس يسترعي الانتباه".

 

حررت هذه المقالة بالتعاون مع Alexandre Capron (@alexcapron)، صحافي في برنامج "مراقبون"، فرانس24.

 

ترجمة: عائشة علون