المملكة العربية السعودية - قطر

هل بات المال القطري غير مرغوب به في السعودية؟

الأزمة السياسية المحتدمة بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي بدأت بالتداعي على القطريين. فإذا بمواطن قطري يجد نفسه في وضع حرج عندما رفضت إحدى محطات الوقود أن تقبض منه مالا بالعملة القطرية، كما كانت العادة. وهذه ليست إلا بادرة مما يُحضر لمضايقة القطريين ماليا.

إعلان

 

الأزمة السياسية المحتدمة بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي بدأت بالتداعي على القطريين. فإذا بمواطن قطري يجد نفسه في وضع حرج عندما رفضت إحدى محطات الوقود أن تقبض منه مالاً بالعملة القطرية، كما كانت العادة. وهذه ليست إلا بادرة مما يُحضر لمضايقة القطريين ماليا.

 

تم نشر الفيديو في السادس عشر من مارس/آذار على يوتيوب. ونرى جدلا بين سائق قطري وعامل محطة الوقود الواقعة في منطقة الإحساء (بحسب الصحافة المحلية) جنوب شرق السعودية. فعندما أراد السائق الدفع مناولا ورقة نقدية قطرية بقيمة 50 ريال لعامل المحطة رفض هذا الأخير أن يأخذها. وقال للسائق أنه "لا يقبل العملة القطرية" وأن المحطة ترفض التعامل بها منذ أربعة أيام تنفيذا لتوجيهات الإدارة".

 

المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة والبحرين هم على جفاء مع قطر التي يتهمونها بمساندة ودعم جماعة الإخوان المسلمين التي صنفت إرهابية ومحظورة. وكانت قد قررت هذه الدول مجتمعة في السادس من الشهر الجاري أن تستدعي سفراءها في قطر، "لكنه الآن بات الشعب القطري هو الذي يدفع الثمن" بحسب ما قال السائق وهو يهم في إعادة ماله لجيبه.

 

مراقبنا في السعودية محمد السعيدي يؤكد لنا أن التداول بالريال القطري أمر مألوف في منطقة الإحساء.

 

العاصمة القطرية الدوحة لا تبعد سوى 200 كلم عن مدينة الإحساء السعودية. والقطريون يأتون بشكل دائم إلى المدينة وخصوصا خلال العطلة الأسبوعية. فهم يأتون للتبضع في المراكز التجارية حيث أسعار السلع أرخص. والجميع في المنطقة كان يقبل العملة القطرية خصوصا وأنها أقوى من العملة الوطنية.

 

 

"هذه الحادثة ليست معزولة"

حمد (اسم مستعار) رجل أعمال قطري يتردد كثيرا على السعودية وقد فضل عدم الكشف عن هويته خوفا من أن يتم منعه من دخول المملكة.

 

مررت البارحة بمطار الدمام بداعي السفر. وعندما أردت أن أدفع تعريفة موقف السيارات بالعملة القطرية، كما العادة، رفض الحارس ذلك ولدى سؤالي عن السبب قال لي أن المصرف سيرفض أن يدخل هذه العملة في حساب الشركة. لذا أنا متخوف مما يمكن أن تؤول إليه الأمور لأن الكثير من رجال الأعمال القطريين استثمروا مثلي الكثير من الأموال في السعودية.

 

من جهتها السلطات السعودية تؤكد أن التبادل التجاري مع قطر ما زال على حاله ولم يتأثر بالأزمة السياسية بين البلدين. لكنه بالرغم من تأكيد السلطات على استمرار التعامل بالريال القطري فإن التجار شديدي الحذر خوفا من تأزم الحال وترجمة ذلك بخسارة مادية إن كانوا يملكون مبالغ كبيرة من العملة القطرية. فالصحافة المحلية أثارت موضوع رفض بعض محلات الصيرفة لتصريف الريالات القطرية أدى إلى موجة من الذعر في إحدى المراكز التجارية في المدينة المنورة، مما أدى إلى رفض التعامل بالعملة القطرية من قبلهم.