هدم عشوائية في أبيدجان والسكان ينددون بالظلم
نشرت في: آخر تحديث:
تعرضت عشوائية "واشنطن" الواقعة في حي كوكودي الراقي في أبيدجان للهدم يوم الثلاثاء الماضي بالجرافات بأمر من الحكومة الإيفوارية. وفي 21 ديسمبر/كانون الأول أرسل إشعار لنحو 500 عائلة تسكن في العشوائية، لكنها رفضت مغادرة المكان. والسكان يعيشون منذ ذلك الحين وسط أنقاض حيهم بانتظار أن يُعرض عليهم حل بإعادة إسكانهم....
أنقاض عشوائية "واشنطن" السابقة في حي كوكودي. صورة: Cocody Washington
تعرضت عشوائية "واشنطن" الواقعة في حي كوكودي الراقي في أبيدجان للهدم يوم الثلاثاء الماضي بالجرافات بأمر من الحكومة الإيفوارية. وفي 21 ديسمبر/كانون الأول أرسل إشعار لنحو 500 عائلة تسكن في العشوائية، لكنها رفضت مغادرة المكان. والسكان يعيشون منذ ذلك الحين وسط أنقاض حيهم بانتظار أن يُعرض عليهم حل بإعادة إسكانهم.
ويعتبر هدم هذه العشوائية موضوع الساعة حقا ويعرف عدة تقلبات منذ نحو 20 سنة. فقد قررت الحكومة هدمه عن آخره عام 1997 في عهد هنري كونان بيديه. ولقد هدم أول جزء وأعيد إسكان نحو 800 عائلة في مساكن اجتماعية تم إعدادها لهذا الغرض في بلدة أبوبو شمال أبيدجان في مجمع سكني اسمه بيابو 1. وكان يفترض أن يهدم الجزء الثاني من العشوائية بعد بضعة أشهر، لكن العملية تأجلت بعد الانقلاب الذي أطاح بهنري كونان بيديه وحل محله روبير غويي في رئاسة الدولة بنهاية 1999.
وسرعان ما شعر العديد من السكان الذين أعيد إسكانهم في أبوبو بالاستياء لأنهم صاروا على بعد عدة كيلومترات من كوكودي حيث يعملون، ويكون عملهم غالبا في متاجر بسيطة. فقرروا بيع مساكنهم أو تأجيرها وعادوا ليستقروا في واشنطن. وفي سنة 2000، عاد حي واشنطن تدريجيا إلى عهده السابق مأهولا بالسكان الذين لم يخرجهم أحد أبدا وببعض الأشخاص الذين عادوا إلى الحي، إلى أن قررت فيها وزارة البناء والإسكان والصرف الصحي والإعمار الحضري هدم الحي أخيرا في الأسبوع الماضي.
واليوم يعيش سكان حي واشنطن في ما تبقى من عشوائيتهم منذ أسبوع. وهم يطالبون بإعادة إسكانهم في مجمع بيابو 2 السكني الجديد بأبوبو كما جرى الاتفاق على ذلك منذ عام 1998، حسب روايتهم. ويقولون إنهم لم يحصلوا على تعهد بهذا الشأن من الوزارة المذكورة. وقد اتصلنا من فرانس24 بهذه الوزارة لكنها لم ترد علينا.
أنقاض حي واشنطن بعد هدمه.
"نشعر بأن الحسن واتارا خذلنا"
ديودونيه كامبو نجار يعيش في واشنطن وهو معاون رئيس لجنة الحي.
"يوم الثلاثاء الماضي، هدمت الجرافات الحي كله وكان ذلك بحماية الشرطة والدرك وأفراد القوات المسلحة الإيفوارية وقد صادروا الهواتف الجوالة من الأطفال الذين كانوا يصورون المشهد. ومنذ ذلك الوقت ونحن ما نزال نعيش في مكان حينا السابق وسط الأنقاض. ونبحث على أمل أن نجد أمتعتنا، لكن كثيرا منها ضاع: مثلا، هناك رجل فقد 300000 فرنك أفريقي من مدخراته كانت في خزنة دمرت. حياتنا صعبة جدا فنحن لا نجد الماء ولا الكهرباء ونضطر للنوم في العراء. وبالكاد يستطيع بعضنا إقامة خيام ميدانية.
"لقد باغتونا"
لقد باغتونا: وصلنا إشعار في نهاية ديسمبر/كانون الأول لكن لم يحدد أي تاريخ. ومنذ وصول الإشعار، ذهب ممثلون عن الحي -وكنت بينهم- مرارا إلى الوزارة المذكورة للتيقن منها بأننا سنحصل على سكن في أبوبو، غير أنه لم يستقبلنا أحد أبدا. ويوم السبت ذهبنا إلى بيت النائبة الأولى لرئيس الجمعية الوطنية التي قالت إنها تتفهم مطالبنا لكننا لم نحصل على أي شيء.
كل ما نطلبه هو إعادة إسكاننا في بيابو 2 طبقا لقرار مجلس الوزراء لعام 1998. ونحن نعلم أننا سنكون في أمان هناك. صحيح أن بعض السكان بحينا قد استفادة شيئا من النظام السائد في الماضي عبر بيع المساكن التي حصلوا عليها في بيابو 1. لكنني أرى أن هذا يتعلق ببعض الناس فقط.
لا أستوعب سبب محو حينا من الخارطة دون التكفل بإيوائنا. ومعظم سكان الحي قدموا من شمال البلد وقد أيدوا الحسن واتارا عام 2011 وقت الأزمة الانتخابية. وفي نهاية المطاف يعاملون بهذه المعاملة، إننا نشعر أنه خذلنا.
"في واشنطن، تطور نظام اقتصادي كامل يستفيد منه الأكثر دهاء"
سوي كاهوفي صحافي ومدون في Mondoblog.
عندما هدمت عشوائية واشنطن لأول مرة في عهد هنري كونان بيديه، ظننا أنها نهاية الحي. لكن جزءً منه نجا وعادت واشنطن للحياة مرة أخرى: بدأ الأمر ببعض المطاعم الصغيرة التي ازدهرت بفضل تلاميذ ثانوية الدراسات التقنية بأبيدجان الواقعة قرب الحي، ثم بعض المتاجر الأخرى، ثم المساكن.
ولا نعلم ما حصة القادمين من أبوبو ومن كانوا أصلا هنا. وفي كل الأحوال، قمت ببحث منذ فترة واتضح لي أن برغم عشوائية الحي، فبعض السكان لا يشتكون من وجودهم في واشنطن. وقد تطور في الحي نظام اقتصادي كامل يستفيد منه الأكثر دهاءً. ومن هنا أصبحت عدة مساكن مزودة بالماء والكهرباء بفضل تحويل شبكات الإمدادات وهذا كان في مصلحة من حولوا هذه الشبكات. وعلى غرار ذلك، استطاع كثيرون التقاط قناة Canal +، فيما لم يكن من الممكن أن نلتقط في كل حي واشنطن إلا باقة قنوات واحدة.
وما فاجأنا هو أن نراه اليوم يهدم. ومنذ أن علمنا باحتمال هدمه ونحن لا نصدق. فبمرور الزمن أصبح الحي جزءً من المشهد الفولكلوري المحلي. وأظن أنه لن يعود كما كان هذه المرة، لأن الشرطة وقوات الجيش الإيفواري أشرفوا على عملية الهدم. وهذا يعني أن الأمر جدي، خصوصا أن الحكومة هدمت عشوائيتين غيره في كوكودي. هناك إرادة حقيقية للتخلص منه لأنه حي بجانب القصر الرئاسي والسفارات في أبيدجان.. ووجود عشوائية هناك يشوه المنظر.
حررت هذه المقالة بالتعاون مع Corentin Bainier (@cbainier)، صحافي في فرانس24.