تركيا

عندما يصير سجناء أتراك تلاميذ لدراويش الطريقة المولوية

 لقد نزعوا بدلة السجناء ليرتدوا ثياب الدراويش. هم 17 رجلا دخلوا قاعة الرياضة لإحياء مراسم صوفية أمام موظفي وزارة العدل ومسؤولي إدارة السجن. مرحبا بكم في سجن ت-تيبي في اسطنبول.

إعلان

الصور ناتالي ريتزمان.

 

لقد نزعوا بدلة السجناء ليرتدوا ثياب الدراويش. هم 17 رجلا دخلوا قاعة الرياضة لإحياء مراسم صوفية أمام موظفي وزارة العدل ومسؤولي إدارة السجن. مرحبا بكم في سجن ت-تيبي في اسطنبول.

 

المراسم الصوفية يقودها 17 سجينا تلقوا تكوينا طوال 8 أشهر. ونظموا هذا الحدث مرتين في 17 و31 يناير/كانون الثاني في هذا السجن الواقع على الضفة الآسيوية للعاصمة التركية والي يعد 920 سجينا.

 

الطريقة المولوية هي طريقة صوفية ظهرت في القرن 13 في مدينة قونية التركية ومؤسسها هو ابن المفكر الصوفي جلال الدين الرومي.

 

دخول الدراويش.

"أصبحت لعائلات السجناء صورة إيجابية عن أقربائهم"

مراقبتنا ناتالي ريتزمان صحافية ومدونة ومصورة فرنسية تعيش في تركيا منذ 10 سنوات وقد حضرت مرتين هذه المراسم في سجن ت-تيبي.

 

قدمت مطلبا رسميا إلى إدارة السجن حتى يسمح لي بالحضور. قبل بداية المراسم، طلبت الإذن بزيارة قاعة الرياضة التي ستشهد الحدث. سجن ت-تيبي أسس سنة 2007 وما شد انتباهي هي الإضاءة فقد كان نور الشمس يدخل من كل مكان وكأننا في مستشفى ولسنا في سجن.

 

 

"لقد تلقوا تعليما طوال 8 أشهر بمعدل 6 ساعات في الأسبوع"

 

قبل بدء المراسم، كنت أشعر ببعض التوتر عند السجناء وهو أمر عادي، فهذا الحدث كان ثمرة عمل شاق. لقد تلقى السجناء تعليما طوال 8 أشهر بمعدل 6 ساعات في الأسبوع. التكوين لم يكن يشمل الرقص والدوران حول أنفسهم فقط بل كذلك دراسة تعاليم جلال الدين الرومي وفهم فلسفته. إنه عمل روحي قبل أن يكون فنيا.

 

لقد تمت هذه التجربة بفضل مدير السجن محمد تجيتاك، فهدفه هو تحويل السجن إلى مكان يمر به المحتجزون لمعالجة أوجاعهم. لقد نظمت الإدراة نشاطات أخرى للسجناء في السنوات الأخيرة مثل المسرح والرسم. ولكن منذ سنة ونصف، استضاف محمد تجيتاك مجموعة من الدراويش ليقدم عرضا لسماعي في السجن وهناك سأل نفسه "لم لا نقوم بنفس الشيء؟". وقد نشر إعلانا ليعرض الفكرة على السجناء.

 

صحيح أن المحتجزين أرادوا المشاركة في هذا التكوين لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة. فبعضهم كان عنيفا في الأيام الأولى أو لا يثقون في أستاذهم، لكن فلسفة جلال الدين الرومي ساعدتهم على العثور على درب السكينة.

 

الفيديو من تصوير مراقبتنا.

 

"إنها محاولة لمدهم بالوسائل اللازمة ليدفعوا دينهم أمام المجتمع"

 

المراسم الأولى تمت أمام موظفي إدارة السجن ومسؤولين من وزارة العدل. أما في المرة الثانية، فقد سمح للعائلات بالحضور. لقد كان ذلك مؤثرا حقا. فالأقارب رأوا بأعينهم التغيرات التي أحدثتها هذه الممارسة على السجناء وأصبحوا ينظرون إليهم نظرة إيجابية ملؤها الفخر.

 

لا أعرف شيئا عن ماضي هؤلاء السجناء ولكني رأيت ما تفعله إدراة السجن حتى تمكنهم من بناء مستقبلهم ودفع دينهم أمام المجتمع. قد يبدو ذلك غريبا في بلد لا يعرف بحسن معاملته للسجناء. لكن هذه هي تركيا أيضا، بلد جميع المفارقات. وإدارة السجن تأمل أن تتبع أثرها سجون أخرى في تركيا.