ليبيا

أهالي بنغازي يطالبون برحيل أنصار الشريعة.. سلميا أو بالسلاح!

 عاد الهدوء إلى بنغازي بعد أن كانت بداية الأسبوع دامية وشهدت مواجهات بين القوات الخاصة للجيش الليبي وأفراد الجماعة الإسلامية المسلحة أنصار الشريعة المتمركزين في المدينة. وفي هذه الظروف، كثف السكان جهودهم لتأييد العسكر في محاربتهم للجهاديين سواء بالسلاح أو بالعصيان المدني.

إعلان

متظاهران في بنغازي

 

عاد الهدوء إلى بنغازي بعد أن كانت بداية الأسبوع دامية وشهدت مواجهات بين القوات الخاصة للجيش الليبي وأفراد الجماعة الإسلامية المسلحة أنصار الشريعة المتمركزين في المدينة. وفي هذه الظروف، كثف السكان جهودهم لتأييد العسكر في محاربتهم للجهاديين سواء بالسلاح أو بالعصيان المدني.

 

نشبت معارك مساء يوم الأحد بعد أن لاحق الجيش مشتبه به في حي ببنغازي تحت سيطرة هذه الجماعة الإسلامية المسلحة وتواصلت حتى صباح الاثنين. وأسفرت هذه المواجهات عن سقوط تسعة قتلى ونحو عشرة جرحى.

 

مواطنون مسلحون يقاتلون إلى جانب عناصر الجيش.

 

ومساء يوم الاثنين نظمت مظاهرة تنديدا بوجود أنصار الشريعة في بنغازي وتأييدا لقوات التدخل الخاصة "الصاعقة" في عملية بالمدينة. ولذلك دعا المتظاهرون إلى العصيان المدني عبر إغلاق معظم المتاجر والإدارات، معتبرين أن الحكومة المركزية لا تقدم الدعم الكافي للجيش في محاربته للجهاديين.

 

متظاهرتان في بنغازي

 

وقد طرد عناصر أنصار الشريعة من بنغازي في سبتمبر/أيلول 2012 بعد عملية اغتيال السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنس التي اتهموا بضلوعهم فيها. لكن هذه الجماعة عادت بعد بضعة أسابيع.

"أنصار الشريعة أقاموا حواجز في المدينة وسيطروا على مداخلها ومخارجها"

عبد المجيد العمروني مدون من بنغازي وهو أحد أعضاء "مدونات ليبية"، وهو مشروع يديره كل من برنامج "مراقبون" الخاص بفرانس 24 والورشة الإعلامية لإذاعة فرنسا الدولية.

 

مآخذ أهل بنغازي على الحكومة لا أساس لها من الصحة. وعموما يملك الجيش الليبي النظامي إمكانيات أقل من ميليشيات الثوار التي التحقت بوزارة الدفاع. ومثلا تصل رواتب أفراد الميليشيات إلى 1000 دينار ليبي [584 يورو] وتمثل أحيانا ضعف راتب عنصر الجيش النظامي. وعلى غرار ذلك، يتمتع أفراد الميليشيات أيضا بسيارات جديدة، أسلحة جديدة وتدريبات في الخارج، بينما لا يتاح ذلك للجيش. لكننا نعلم أن جميع الميليشيات تستخدم إمكانيات الدولة لخدمة أغراضها الخاصة وليس للدفاع عن السكان ولا لمحاربة الإرهاب.

 

والمطالبون باتحادية في بنغازي [هيئة التحرير: مؤيدو حكم ذاتي في منطقة برقة شرق البلد] يؤيدون أيضا الدعوة إلى العصيان المدني لأن القوات الخاصة "الصاعقة" متمركزة في المدينة وأفرادها كلهم من منطقة الشرق. ويرى المطالبون بإقامة اتحادية أن هذه القوات نشرتها طرابلس مثلما حدث في بنغازي.

 

"الجميع هنا يريد عودة الأمن"

 

يعزى تأييد الجيش بلا حدود إلى سخط سكان بنغازي على أنصار الشريعة. وقد عادت هذه الجماعة إلى المدينة في نهاية 2012 لتقدم في البداية مساعدات اجتماعية. لكنها شيئا فشيئا أخذت تقيم حواجزها وتسيطر على مداخل بنغازي ومخارجها. وعندما يوقفون سائقا يطلبون منه رخصة القيادة أو أوراق السيارة ويفتشون صندوق السيارة ويتحققون من أن المرأة التي ترافقه زوجته أو من محارمه. وقد سيطروا أيضا على الثكنة العسكرية القديمة وحولوها إلى مقر لهم وسجن. إنهم يفرضون قانونهم في المدينة ويعتقلون الناس بتهمة السرقة أو تعاطي الحشيش أو الكحول. وفي المساجد تجدهم يضاعفون الدعوات إلى قتل أفراد الشرطة أو الجيش ويصفونهم بذيول نظام القذافي. وحالما ينفذ هجوم في المدينة، تتجه أصابع الاتهام بالطبع إليهم.

 

وبعد مواجهات يومي الأحد والاثنين أضرمت النار في مقر أنصار الشريعة وفي مقر إذاعتهم المحلي. ولم يعد السكان يعرفون كيف يتخلصون منهم وتختلف الاقتراحات في هذا الشأن حسب الانتماءات الإيديولوجية لكل واحد. لكن ما يُجمع عليه الكل هو الرغبة في عودة الأمن.

الجيش ومواطنون مسلحون في شوارع بنغازي أثناء الاشتباكات.

تم تحرير هذا المقال بالتعاون مع سارة قريرة (@SarraGrira) صحافية في فرانس 24.

 

 

 

 

ترجمة: عائشة علون